You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ھذه الأُم َّة (1) ، بَلْ أردأَ من المجوس، مِن حیثُ إن َّ المجوسَ أَثْبَتَتْ خالِقَیْنِ،<br />
وھم أثبتوا خالِقینَ<br />
فكل ُّ دلیلٍ صحیحٍ یُقیمُھ الجبر ُّي (3) ، فإن َّما یَدُل ُّ على أَن َّ اللھَ خالِقُ كُ َّل<br />
شيءٍ، وأنھ على ِ كُلّ شيءٍ قدیر، وأن َّ أَفعالَ العبادِ من جُملَةِ مَخلوقاتھ، وأن َّھ<br />
ما شاء كانَ وما لم یشأ لم یكنْ ، ولا یدُل ُّ على أَن َّ العبدَ لیس بفاعِلٍ في<br />
الحقیقةِ ولا مُریدٍ ولا مختارٍ ، وأَن َّ حركاتھ الاختیاریة بمنزلة حَرَ كَةِ<br />
وھبوبِ ِ الرّ یاحِ، وحركاتِ الأشجار.<br />
وكل ُّ دلیلٍ صحیحٍ یُقیمُھ القَدَرِ ي ُّ، فإن َّما یَدُل ُّ على أَن َّ العبدَ فاعِلٌ لِفِعْلِھ<br />
حقیقةً، وأنھ مُریدٌ لھ مختارٌ لھ حقیقةً، وأن َّ إضافتَھُ ونِسبَتھُ إلیھ إضافةُ حقٍّ،<br />
ولا یدل على أنھ غیر مقدورٍ تعالى، وانھ واقعٌ بغیرِ مشیئتھِ وقدرتھ.<br />
فإذا ضممتَ ما معَ ِ كلّ طائفةٍ منھما مِنَ الحقِّ إِلى الأخرى، فإنما یدل ذلك<br />
على ما دل َّ علیھ القرآن وسائِرُ كُتبِ اللھِ المنَز َّ لةِ، من عمومِ قدرة اللھِ<br />
ومشیئتھِ لجمیع ما في الكون من الأعیان والأفعالِ، وأن َّ العبادَ فاعلونَ<br />
لأفعالِھم حقیقةً، وأن َّھم یستوجبونَ علیھا المدْحَ والذ َّم َّ.<br />
-مِنَ الأدل َّةِ على خَلْقِ اللھِ لأفعالِ العِبادِ-<br />
!! (2)<br />
المرتعشِ ،<br />
: "إن َّ ِ لكلّ أمة مجوساً، وإن مجوس ھذه الأمة القدریة، فلا تعودوھم<br />
إذا مرضوا، ولا تُصل ُّوا على جنائزھم إذا ماتوا". رواه ابن <strong>أبي</strong> عاصم في الس ُّن َّة،<br />
وصححھ الشیخ ناصر في التخریج.<br />
(2 ( حیثُ اعتبروا كل َّ انسانٍ خالقاً لأفعالھ، وبذلك یكونون قد جعلوا الإنسان نداً<br />
وشریكاً في الخَلْقِ!!، وھم من ھذا الوجھ شابھوا المجوس الذین جعلوا للخلق<br />
إلھین، إلھ للخیر، وإلھ للشر!<br />
(3 ( على إثبات أن الإنسان مسلوب الإرادة ولا حریة لھ ولا اختیار، فھو لا یعدو<br />
335<br />
1) ( كما قال ε<br />
أن یكون دلیلاً على أن اللھ خالق كل شيء، وأنھ قادر على كل شيء، وأنھ لا<br />
یكون إلا َّ ما یرید، وأن أفعال العباد من جملة خلقھ سبحانھ وتعالى. وكذلك<br />
القدریة نفاة القدر فإن أدلتھم لا تعدوا أن تكون دلیلاً على أن إرادة الإنسان لما<br />
یفعل، ومسؤولیتھ عنھ، واختیاره لھ..