19.08.2017 Views

تهذيب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي.. نسخة جديدة ومنقحة

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

حسناتُھ قبلَ‏ أن یُقضَى ما علیھ أُخِ‏ ذَ‏ من خطایاھُمْ‏ فطُرِ‏ حَتْ‏ علیھ،‏ ثم َّ طُرِ‏ حَ‏ في<br />

.<br />

النار"‏ (1)<br />

ومن قال من أَھْل الس ُّن َّة:‏ إن الإیمانَ‏ قولٌ‏ وعمل یزیدُ‏ وینقص (2) ، قال ھو<br />

كفرٌ‏ عمل‏ ٌّي (3) لا اعتقاديٌ،‏ والكفرُ‏ عنده على مراتبٍ؛ كفرٌ‏ دونَ‏ كفرٍ‏ ،<br />

كالإیمان عنده.‏<br />

‏-صِ‏ فَةُ‏ الحاكم بغیرِ‏ ما أنزلَ‏ اللھُ‏ الذي یكفر كُفراً‏ أكبر،‏ والحاكم<br />

الذي یكفر كفراً‏ أصغَر-‏<br />

وھنا أمرٌ‏ یجبُ‏ أن یُتفَط َّنَ‏ لھ،‏ وھو:‏ أن َّ الحُكمَ‏ بغیر ما أنزل اللھُ‏ قد یكون<br />

كفراً‏ ینقل عن الملة،‏ وقد یكون معصیةً:‏ كبیرة أو صغیرة (4) ، ویكون كفراً‏<br />

أن الحكمَ‏ بما أنزلَ‏ اللھُ‏<br />

أصغر،‏ وذلك بحسب حالِ‏ الحاكم،‏ فإن َّھُ‏ إن اعتقد (5)<br />

غیرُ‏ واجبٍ،‏ وأن َّھ مخیرٌ‏ فیھ،‏ أو استھان بھ مع تیق ُّنھِ‏ أن َّھُ‏ حكمُ‏ اللھِ،‏ فھذا<br />

(1 ( رواه مسلم وغیره،‏ والشاھد من الحدیث أن أَھْل الكبائر لیسوا كفاراً،‏ ولو<br />

كانوا كفاراً‏ بذنوبھم ومعاصیھم لحبطت عنھم جمیع حسناتھم،‏ ولما أمكنھم أن<br />

یعطوا الآخرین من ذوي الحقوق علیھم شیئاً‏ من حسناتھم.‏<br />

(2 ( ھذا القول ھو الحق الذي دلت علیھ نصوص الكتاب والس ُّن َّة،‏ وأقوال الس َّلَف<br />

الصالح،‏ والمسألة سیأتي مزید كلام علیھا عند الحدیث عن الإیمان.‏<br />

(3 ( من أطلق من أَھْل العلم على بعض الذنوب والمعاصي صفة ‏(الكفر العملي)‏<br />

أرادوا بھ الكفر الأصغر،‏ أو الكفر دون كفر،‏ أو كفر النعمة.‏ ولم یریدوا منھ<br />

مطلق الكفر الظاھر على الجوارح كما فھم البعض،‏ ودرء اً‏ لھذا الفھم الخاطيء<br />

والاستغلال السيء أرى أن یقید ھذا الإطلاق بكلمة ‏(الأصغر)‏ بحیث یصبح<br />

‏(الكفر العملي الأصغر)‏ لیتمیز عن الكفر العملي الأكبر،‏ ولیشعر القارئ أن من<br />

الأعمال ما تعتبر كفراً‏ لذاتھا ولو جاءت مجردة عن الاعتقاد أو الاستحلال.‏<br />

( 4 )<br />

قولھ ‏"أو صغیرة"‏ فیھ نظر؛ لأن ذنباً‏ أطلق علیھ الشارع سبحانھ صفة الكفر<br />

أو الشرك لا یُعتبر صغیراً،‏ بل ھو ‏-وإن كان كفراً‏ دون كفر-‏ أكبر من الكبائر<br />

التي لم توصف بالكفر أو الشرك،‏ وقد تقدم كلام أَھْل العلم في تعلیقھم على أثر<br />

ابن مسعود:‏ ‏"لأن أحلف باللھ كاذباً‏ أحب إلي َّ من أن أحلف بغیره صادقاً".‏<br />

( 5 )<br />

الاعتقاد أمر باطني لا یعلمھ إلا َّ اللھ تعالى،‏ دلیلنا إلیھ لسان القال أو لسان<br />

الحال والعمل،‏ أو كلاھما معاً،‏ وأحیاناً‏ یكون لسان الحال والعمل أكثر دلالة<br />

وإعراباً‏ عما في الاعتقاد من غیره من القرائن،‏ فالظاھر برید الباطن ومرآة لھ،‏<br />

لذا لا یتصور ظاھر كافر مقترن بإیمانٍ‏ حقیقي في الباطن.‏<br />

214

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!