You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
أن یُرِ يَ العبادَ من آیاتھ الفعلی َّة الخَلْقیة ما یَشھد بذلك أیضاً(1) ، ثم ذكَر ما ھو<br />
أعظَم من ذلك كلّ ِھ وأجل، وھو شھادتھ سبحانھ على كل شيءٍ، فإِن من<br />
أسمائھ الشھیدَ(2) الذي لا یغیبُ عنھ شيءٌ، ولا یَعزُ بُ عنھ (3) ، بل ھو مطلع<br />
على كل شيءٍ مُشاھد لھ، علیم بتفاصیلھ.<br />
-الاستدلال بأسماء اللھ تعالى وصفاتھ، على وِحدانیتھ وعلى<br />
بُطلان الشركِ -<br />
قد أودع اللھ في الفطرة التي لم تتنج َّس بالجحود والتعطیل ولا بالتشبیھ<br />
والتمثیل (4) ، أنھ سبحانھ الكامِلُ في أسمائھ وصفاتھ وأنھ الموصوفُ بما<br />
وصف بھ نفسَھ ووصفھ بھ رُ سُلھ (5) ، وما خَفِي عن الخلق من كمالھ أعظم<br />
وأعظم مما عرفوه منھ .<br />
ومن كمالھ المقد َّسِ شھادتھ على كل شيءٍ واطلاعُھ علیھ بحیث لایغیبُ عنھ<br />
ذَر َّ ة في السماوات ولا في الأرض باطناً وظاھراً، ومَن ھذا شأنھُ كیف یلیق<br />
بالعباد أن یُشركوا بھ وأن یعبدوا غیره ویجعلوا معھ إلھاً آخر؟ وكیف یلیق<br />
بكمالِھ أن یُقِر َّ من یَكذِبُ علیھ أعظمَ الكذب، ویُخبُر عنھ بخلاف ما الأمرُ<br />
علیھ، ثم ینصره على ذلك ویؤیده ویُعلي شأنھ ویجیب دعوتھ، ویُھلك عدو َّ ه،<br />
(1 ( من ذلك صعود الإنسان إِلى القمر، وصناعتھ التلسكوبات الضخمة التي مكنتھ<br />
من رؤیة كثیر من أسرار ھذا الكون العظیم الذي یدل على خالقٍ عظیم، وربٍّ<br />
یستحق أن یُعبد ویُفرد بالعبادة [وَ عْدَ اللھِ حقّا ومَن أصدق من اللھِ قیلاً]<br />
النساء:<br />
42