19.08.2017 Views

تهذيب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي.. نسخة جديدة ومنقحة

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ولھذا نجد من خالف الكتابَ‏ والسنة مختلفین مضطربین قال تعالى:‏ ‏[الیومَ‏<br />

أكملتُ‏ لكم دینَكُم وأتممت علیكم نعمتي ورضیت لكمُ‏ الإِ‏ سلامَ‏ دیناً]‏ المائدة:‏<br />

. فلا یَحتاج في تكمیلھ إِلى أمرٍ‏ خارجٍ‏ عن الكتاب والسنة.‏<br />

وأما آیاتھ العیانیة الخلقیة:‏ فالنظر فیھا،‏ والاستدلال بھا یدل على ماتدل<br />

علیھ آیاتھ القولیة السمعیة،‏ والعقل یجمع بین ھذه وھذه،‏ فیجزم بصحة ما<br />

جاءت بھ الرسل (1) ، فتتفق شھادةُ‏ السمعِ،‏ والبصر،‏ والعقل،‏ والفِطرة.‏<br />

‏-ما من نبي إِلا ومعھ آیةٌ‏ تدل ُّ على صدق نبوتھ-‏<br />

فھو سبحانھ لكمال عدلِھ ورحمتھ وإِحسانھ وحكمتھ ومحبتھ<br />

للعذر (2) ، وإِقامة الحُج َّة (3) ، لم یبعث نبیاً‏ إِلا ومعھ آیةٌ‏ تدل على صدقھ<br />

فیما أخبر بھ.‏<br />

39<br />

ε<br />

3<br />

( 2 )<br />

( 3 )<br />

(1) لایوجد تعارض بین العقل السلیم وبین النقل الصحیح،‏ وفي حال ظھور<br />

التعارض،‏ یكون لأحد الأسباب التالیة:‏<br />

أ-‏ أن یكون العقل سلیماً،‏ ولكن النقل غیر صحیح من حیث السند والمتن.‏<br />

ب-‏ أن یكون النقل صحیحاً،‏ ولكن العقل یكون قد تجاوز الحد المقدر لھ،‏<br />

وتطاول في البحث عن أمورٍ‏ لاتخصھ ولاتعنیھ،‏ فحینھا یظھر التعارض<br />

ویكون الخلل من العقل لامن النقل.‏<br />

ج-‏ أن یكون النقل صحیحاً،‏ والعقل سلیماً،‏ لكن لجھلنا في التوفیق بینھما،‏ یظھر<br />

لنا الأمر أنھما متعارضان،‏ وفي الحقیقة أنھما غیر ذلك.‏<br />

قال رسول اللھ : ‏"لاشخصَ‏ أغیر من اللھ تعالى،‏ ولاشخص أحب إِلیھ<br />

العذر من اللھ Υ، ومن أجل ذلك بعث الرسل مبشرین ومنذرین ولاشخص أحب<br />

إِلیھ المدح من اللھ تعالى،‏ ومن أجل ذلك وعد الجنة".‏ رواه ابن <strong>أبي</strong> عاصم في<br />

السنة،‏ وصححھ الشیخ ناصر في التخریج.‏<br />

إِقامة الحجة تتعلق بثلاثة ضوابط،‏ وھي:‏ أولاً:‏ أن الجاھل الذي یجب أن تقام<br />

علیھ الحجة قبل الحكم علیھ،‏ ھو من كان جھلھ عن عجز لایمكن دفعھ،‏ أما إِذا<br />

كان جھلھ لسبب غیر العجز أو عن عجز یمكن دفعھ لكنھ لایفعل،‏ فھو ملام<br />

ومسؤول عن تقصیره ولایعذر بالجھل.‏ ثانیاً:‏ الحجة تقوم على الجاھل ببلوغھ<br />

الخطاب الشرعي عبر أي وسیلة كانت،‏ شریطة أن تصلھ بلغة یفھما وبطریقة<br />

ترفع عنھ العجز بمعرفة مراد الشارع فیما قد خالف فیھ،‏ ولایشترط ھنا حصول<br />

الاقتناع أو الاستجابة،‏ فھذا أمر مرده إِلى اللھ،‏ فھو سبحانھ یھدي من یشاء<br />

ویضل من یشاء.‏ ثالثاً:‏ یشترط فیمن یقیم الحجة أن یكون ملماً‏ بالمسألة التي یرید<br />

أن یقیم فیھا الحجة على المخالف،‏ لأن فاقد الشيء وجاھلھ لایعطیھ،‏ ولایشترط<br />

-

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!