تهذيب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي.. نسخة جديدة ومنقحة

أجابَ‏ العلماءُ‏ بأجوبةٍ:‏ أصَ‏ ُّحھا جوابان (1) أحدھما:‏ أَن َّ الإنسانَ‏ بسعیھ
وحُسْنِ‏ عِشْرَ‏ تھِ‏ اكتسبَ‏ الأَصدقاءَ،‏ وأَولَدَ‏ الأولادَ،‏ وَ‏ نكحَ‏ الأزواجَ،‏ وأسدى
الخیرَ‏ ، وتَود َّد إِلى الناسِ‏ ، فترَ‏ ح َّموا علیھ،‏ ودَعَوْ‏ ا لھ،‏ وأَھْدَوا لھ ثوابَ‏
الطاعاتِ،‏ فكانَ‏ ذلك أَثَر سعیھ،‏ بل دخولُ‏ المسلم مع جملَةِ‏ المسلمین في عَھْ‏ ‏ِد
الإسلامِ‏ مِن أَعظمِ‏ الأسبابِ‏ في وصولِ‏ نَفْعِ‏ ٍ كلّ‏ مِنَ‏ المسلمین إِلى صاحبھ في
حیاتھِ‏ وبعدَ‏ مماتھِ،‏ ودعوةُ‏ المسلمینَ‏ تُحیطُ‏ مِنء ورائھم.‏
الثاني:‏ أَن َّ القرآن لَم یَنفِ‏ انتفاعَ‏ الر َّ جلِ‏ بسعي غیره،‏ وإنّما نَفَى مِلْكَھُ‏
لغیرِ‏ سعیھِ،‏ وبینَ‏ الأمرین مِنَ‏ الفرقِ‏ ما لا یخفى،‏ فأخبَرَ‏ تعالى أَن َّھُ‏ لا یمل‏ ‏ُك
إلا َّ سَعیَھُ،‏ وأم َّا سَعيُ‏ غیرِ‏ ه،‏ فھو مُلكٌ‏ لساعیھ،‏ فإنْ‏ شاءَ‏ أن یَبذُلَھُ‏ لغیرِ‏ هِ،‏ وإنْ‏
شاءَ‏ أَن یُبقیَھُ‏ لنفسھ (2) .
وأم َّا استدلالُھم (3) بقولھ ε: ‏"إذا ماتَ‏ ابنُ‏ آدَمَ‏ انقطَعَ‏ عَمَلُھُ".‏ فاستدلا ‏ٌل
ساقط،‏ فإن َّھ لم یَقُلْ‏ انقطعَ‏ انتفاعُھ،‏ وإن َّما أخبرَ‏ عن انقطاعِ‏ عملھ،‏ وأم َّا عمَلُ‏
غیرِ‏ ه،‏ فھو لعامِلِھ،‏ فإنْ‏ وھبھ لھ،‏ وصَلَ‏ إلیھ ثوابُ‏ عملِ‏ العاملِ(‏‎4‎‏)‏ لا ثوابُ‏
عملھِ‏ ھو،‏ وھذا كالد َّین یُوفیھ الإنسان عن غیره،‏ فتبرأ ذِم َّتُھ،‏ ولكن لیس لھ
ما وف َّى بھ الد َّین.‏
قولُھ:‏ ‏"واللھُ‏ تعالى یَسْتَجیبُ‏ الد َّعواتِ،‏ ویَقْضي الحاجاتِ".‏
ش:‏ قال تعالى:‏ ‏[وقالَ‏ رَب ُّكُم ادعوني أستجِ‏ بْ‏ لكُم]‏ غافر:‏
347