22.07.2015 Views

أضغط على الرابط التالي

أضغط على الرابط التالي

أضغط على الرابط التالي

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

إلى الثلاثة فقد شاع وذاع،‏ حتى لا يستطيع صاحبه أن يجحده ويكابر عنه؛ كالغيم إذا كان متقطعا ً فيالسماء فقال قائل:‏ هذا غيم متقطع‏،‏ لا يقدر أحد <strong>على</strong> تكذيبه.‏ وأنا قد يداخلني من مودتك وخلطتكسرور لا يدله شيءٌ.‏ وهذا الأمر الذي تطلبه مني أعلم أنه من الأسرار التي لا تكتم؛ فلا بد أن يفشوويظهر،‏ حتى يتحدث به الناس.‏ فإذا فشا فقد سعيت في هلاكي هلاكا ً لا أقدر <strong>على</strong> الفداء منه بالمال وإنكثر:‏ لأن ملكنا فظ ٌ غليظ ُ،‏ يعاقب <strong>على</strong> الذنب الصغير أشد العقاب؛ فكيف مثل هذا الذنب العظيم؟ وإذاحملتني المودة التي بين وبينك فأسعفتك بحاجتك لم يرد عقابه عني شيءٌ.‏ قال بروزيه:‏ إن العلماء قدمدحت الصديق إذا كتم سر صديقه وأعانه <strong>على</strong> الفوز.‏ وهذا الأمر الذي قدمت له،‏ لمثلك ذخرته،‏ وبكأرجو بلوغه؛ وأنا واثق بكرم طباعك ووفور عقلك،‏ وأعلم أنك لا تخشى مني ولا تخاف أن أبديه؛ بلتخشى أهل بيتك الطائفين بك وبالملك أن يسعوا بك إليه.‏ وأنا أرجو ألا يشيع شيءٌ‏ من هذا الأمر:‏ لأنيأنا ظاعن وأنت مقيم‏،‏ وما أقمت قلا ثالث بيننا.‏ فتعاهدا <strong>على</strong> هذا جميعا ً.‏ وكان الهندي خازن الملك،‏وبيده مفاتيح خزائنه.‏ فأجابه إلى ذلك الكتاب وغلى غيره من الكتب.‏ فأكب <strong>على</strong> تفسيره ونقله مناللسان الهندي إلى اللسان الفارسي؛ وأتعب نفسه،‏ وانسب بدنه ليلا ً وارا ً.‏ وهو مع ذلك وجل ٌ وفزعمن ملك الهند؛ خائف <strong>على</strong> نفسه من أن يذكر الملك الكتاب في وقتٍ‏ لا يصادفه في خزائنه.‏فلما فرغ من انتساخ الكتاب وغيره مما أراد من سائر الكتب.‏ كتب إلى أنوشروان يعلمه بذلك.‏ فلماوصل إليه الكتاب،‏ سر بذلك سرورا ً شديدا ً،‏ ثم تخوف معاجلة المقادير أن تنغص عليه الفرحة؛ فكتب إلىبروزيه يأمره بتعجيل القدوم.‏ فسار بروزيه متوجها ً نحو كسرى.‏ فلما رأى الملك ا قد مسه من الشحوبوالتعب والنصب،‏ قال له:‏ أيها العبد الناصح الذي كان يأكل ثمرة ما قد غرس،‏ أبشر وقر عينا ً:‏ فإنيمشرفك وبالغ ٌ بك أفضل درجةٍ.‏ وأمره أن يريح بدنه سبعة أيام.‏ فلما كان اليوم الثامن،‏ أمر الملك أنيجتمع إليه الأمراء والعلماء.‏ فلما اجتمعوا،‏ آمر بروزيه بالحضور.‏ فحضر ومعه الكتب؛ ففتحها وقرأها<strong>على</strong> من حضر من أهل المملكة.‏ فلما سمعوا ما فيها من العلم فرحوا ً فرحا ً شديدا ً؛ وشكروا الله <strong>على</strong> مارزقهم،‏ ومدحوا بروزيه وأثنوا عليه؛ وأمر الملك أن تفتح لبروزيه خزائن اللؤلؤ والزبرجد والياقوتوالذهب والفضة؛ وأمره أن يأخذ من الخزائن ما شاء من مالٍ‏ أو كسوةٍ؛ وقال:‏ يا بروزيه إني قد أمرتأن تجلس <strong>على</strong> مثل سريري هذا،‏ وتلبس تاجا ً،‏ وتترأس <strong>على</strong> جميع الأشراف.‏ فسجد بروزيه للملك ودعاله وطلب من االله وقال:‏ أكرم االله تعالى الملك كرامة الدنيا والآخرة،‏ وأحسن عني ثوابه وجزاءه؛ فإنيبحمد االله مستغنٍ‏ عن المال بما رزقني االله <strong>على</strong> بد الملك السعيد الجد،‏ العظم الملك؛ ولا حاجة لي بالمال؛لكن لما كلفني الملك ذلك وعلمت أنه يسره،‏ أنا أمضي إلى الخزائن فآخذ منها طلبا ً لمرضاته وامتثالا ًكليلة ودمنة­‏ ابن المقفع15

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!