أضغط على الرابط التالي
أضغط على الرابط التالي
أضغط على الرابط التالي
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
وملكك. واعمل هذا الذي لك فيه الرجاء العظيم <strong>على</strong> ثقة ويقين. وقر عينا ً بملكك في وجوه أهلمملكتك الذين شرفت وكرمت م. ولا تدع الأمر العظيم وتأخذ بالضعيف فتهلك نفسك إيثارا ً لمنتحب. واعلم أيها الملك أن الإنسان إنما يحب الحياة محبة لنفسه. وأنه لا يحب من أحب من الأحباء إلاليتمتع م في حياته. وإنما قوام نفسك بعد االله تعالى بملكك. وإنك لم تنل ملكك إلا بالمشقة والعناءالكثير في الشهور والسنين. وليس ينبغي أن ترفضه ويهون عليك. فاستمع كلامنا. فانظر لنفسك مناها،ودع ما سواها: فإنه لا خطر له. فلما رأى الملك أن البراهمة قد أغلظوا له في القول واجترءوا عليه فيالكلام اشتد غمه وحزنه. وقام من بين ظهرانيهم ودخل إلى حجرته فخر <strong>على</strong> وجهه يبكي ويتقلب كماتتقلب السمكة إذا خرجت من الماء، وجعل يقول في نفسه: ما أدري أي الأمرين أعظم في نفسي؟المملكة أم قتل أحبائي؟ ولن أنال الفرح ما عشت. وليس ملكي بباق علي إلى الأبد. ولست بالمصيبسؤلي في ملكي. وإني لزاهد في الحياة إذا لم أرى إيراخت. وكيف أقدر <strong>على</strong> القيام بملكي إذا هلكوزيري إيلاذ؟ وكيف أضبط أمري إذا هلك فيلي الأبيض وفرسي الجواد؟ وكيف أدعى ملكا ً وقد قتلتمن أشار البراهمة بقتله؟ وما أصنع بالدنيا بعدهم؟ ثم إن الحديث فشا في الأرض بحزن الملك وهم ّه. فلمارأى إيلاذ ما نال الملك من الهم والحزن فك ّر بحكمته ونظر وقال: ما ينبغي لي أن أستقبل الملك فأسأله عنهذا الأمر الذي قد ناله من غير أن يدعوني. ثم انطلق إلى إيراخت فقال: إني منذ خدمت الملك إلى الآن لميعمل عملا ً إلا بمشورتي ورأيي. وأراه يكتم عني أمرا ً لا أعلم ما هو. ولا أراه يظهر منه شيئا ً. وإني رأيتهخاليا ً مع الجماعة البرهميين منذ ليال. وقد احتجب عنا فيها. وأنا خائف أن يكون قد أطلعهم <strong>على</strong> شيءمن أسراره. فلست آمنهم أن يشيروا عليه بما يضره ويدخل عليه منه السوء. فقومي وادخلي عليه فاسأليهعن أمره وشأنه. واخبريني بما هو عليه وأعلميني: فإني لست أقدر <strong>على</strong> الدخول عليه. فلعل ّ البرهميين قدزينوا له أمرا ً أو حملوه <strong>على</strong> خطة قبيحة. وقد علمت أن من خل ُقِ الملك أنه إذا غضب لا يسأل أحدا ً.وسواء عنده صغير الأمور وكبيرها. فقالت إيراخت: إنه كان بيني وبين الملك بعض العتاب فلست بداخلةعليه ذه الحال. فقال لها إيلاذ: لا تحملي عليه الحقد في مثل هذا. ولا يخطرن ّ ذلك <strong>على</strong> بالك فليس يقدر<strong>على</strong> الدخول عليه أحد سواك.وقد سمعته كثيرا ً يقول: ما أشتد غمي ودخلت علي إيراخت إلا سرى عني، فقومي إليه واصفحي عنه.وكلميه بما تعلمين أنه تطيب به نفسه ويذهب الذي يجده. وأعلميني بما يكون جوابه: فإنه لنا ولأهلالمملكة أعظم الراحة. فانطلقت إيراخت فدخلت <strong>على</strong> الملك فجلست عند رأسه. فقالت: ما الذي بكأيها الملك المحمود؟ وما الذي سمعت من البراهمة؟ فإني أراك محزون ًا. فأعلمني ما بك، فقد ينبغي لنا أننحزن معك ونواسيك بأنفسنا. فقال الملك: أيتها السيدة لا تسأليني عن أمري فتزيديني غما ً وحزنا ً: فإنهكليلة ودمنة ابن المقفع86