22.07.2015 Views

أضغط على الرابط التالي

أضغط على الرابط التالي

أضغط على الرابط التالي

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

والٍ‏ من أنفسهن،‏ وكان عند هذه الشجرة كهف فيه ألف بوم،‏ وعليهن والٍ‏ منهن.‏ فخرج ملك البوملبعض غدواته وروحاته،‏ وفي نفسه العداوة لملك الغربان،‏ وفي نفس الغربان وملكها مثل ذلك للبوم،‏فأغار ملك البوم في أصحابه <strong>على</strong> الغربان في أوكارها،‏ فقتل وسبى منها خلقا ً كثيرا ُ،‏ وكانت الغارة ليلا ً،‏فلما أصبحت الغربان اجتمعت إلى ملكها فقلن له:‏ قد علمت ما لقينا الليلة من ملك البوم،‏ وما منا لإلاأصبح قتيلا ً أو جريحا ً أو مكسور الجناح أو منتوف الريش أو مقطوف الذنب وأشد مما أصابنا ضرا ً عليناجراءن علينا،‏ وعلمهن بمكاننا،‏ وهن عائدات إلينا غير منقطعات عنا:‏ لعلمهن بمكاننا:‏ فإنما نحن لك،‏ولك الرأي،‏ أيها الملك،‏ فانظر لنا ولنفسك،‏ وكان في الغربان خمسة معترف لهن بحسن الرأي،‏ يسندإليهن في الأمور،‏ ويلقى عليهن أزمة الأحوال.‏ وكان الملك كثيرا ً ما يشاورهن في الأمور،‏ ويأخذ آراءهنفي الحوادث والنوازل.‏ فقال الملك للأول من الخمسة:‏ ما رأيك في هذا الأمر؟ قال:‏ رأي قد سبقتنا إليهالعلماء،‏ وذلك أم قالوا:‏ ليس للعدو الحنق إلا الهرب منه.‏ قال الملك للثاني:‏ ما رأيك في هذا الأمر؟ قال:‏رأي ما رأى هذا من الهرب.‏ قال الملك:‏ لا أرى لكما ذلك رأيا ً،‏ أن نرحل عن أوطاننا ونخليها لعدونا منأول نكبة أصابتنا منه ولا ينبغي لنا ذلك ولكن نجمع أمرنا ونستعد لعدونا ونذكي نار الحرب فيما بينناوبين عدونا ونحترس من الغرة إذا أقبل إلينا فنلقاه مستعدين ونقاتله قتالا ً غير مراجعين فيه،‏ ولا مقصرينعنه وتلقى أطرافنا أطراف العدو ونتحرز بحصوننا وندافع عدونا:‏ بالأناة مرة وبالجلاد أخرى حيث نصيبفرصتنا وبغيتنا،‏ وقد ثنينا عدونا عنا.‏ ثم قال الملك للثالث:‏ ما رأيك أنت؟ قال:‏ ما أرى ما قالا رأيا ً.‏ولكن نبث العيون ونبعث الجواسيس ونرسل الطلائع بيننا وبين عدونا فنعلم أيريد صلحنا أم يريد حربناأم يريد الفدية؟ فإن رأينا أمره أمر طامع في مال،‏ لم نكره الصلح <strong>على</strong> خراجٍ‏ نؤديه إليه كل سنة،‏ ندفع بهعن أنفسنا ونطمئن في أوطاننا:‏ فغن من أراء الملوك إذا أشتدت شوكة عدوهم،‏ فخافوه <strong>على</strong> أنفسهموبلادهم،‏ أن يجعلوا الأموال جنة البلاد والملك والرعية.‏ قال الملك للرابع:‏ فما رأيك في هذا الصلح؟ قاللا أراه رأيا ً بل أن نفارق أوطاننا ونصبر <strong>على</strong> الغربة وشدة المعيشة خير من أن نضيع أحسابنا ونخضعللعدو الذي نحن أشرف منه مع أن البوم لو عرضنا ذلك عليهن لما رضين منا إلا بالشطط.‏ ويقال فيالأمثال:‏ قارب عدوك بعض المقاربة:‏ لتنال حاجتك.‏ولا تقاربه كل المقاربة:‏ فيتجرىء عليك ويضعف جندك وتذل َّ نفسك.‏ ومثل ذلك مثل الخشبة المنصوبةفي الشمس:‏ إذا أملتها قليلا ً زاد ظلها،‏ وإذا جاوزت ا الحد في إمالتها نقص الظل ُّ.‏ وليس عدونا راضيا ًمنا بالدون في المقاربة،‏ فالرأي لنا ولك المحاربة.‏ قال الملك للخامس:‏ ما تقول أنت؟ وماذا ترى:‏ القتال أمالصلح أم الجلاء عن الوطن؟ قال:‏ أما القتال فلا سبيل للمرء إلى قتال من لا يقوى عليه وقد يقال:‏ إنه منكليلة ودمنة­‏ ابن المقفع62

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!