22.07.2015 Views

أضغط على الرابط التالي

أضغط على الرابط التالي

أضغط على الرابط التالي

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

هذا ارم المسيء إلينا،‏ الغادر بذمتنا؟ ثم إا خرجت مغضبة،‏ وذلك بعين الشغبر الذي أخاه دمنةوبسمعه.‏ فخرج في أثرها مسرعا ً،‏ حتى أتى دمنة،‏ فحدثه بالحديث.‏ فبينما هو عنده إذ جاء رسول انطلقبدمنة إلى الجمع عند القاضي.‏ فلما مثل بين يدي القاضي استفتح سيد الس فقال:‏ يا دمنة قد أنبأنيبخبرك الأمين الصادق وليس ينبغي لنا أن نفحص عن شأنك أكثر من هذا:‏ لأن العلماء قالوا:‏ إن االله تعالىجعل الدنيا سببا ً ومصداقا ً للآخرة:‏ لأا دار الرسل والأنبياء الدالين <strong>على</strong> الخير الهادين إلى الجنة الداعين إلىمعرفة االله تعالى.‏ وقد ثبت شأنك عندنا وأخبرنا عنك من وثقنا بقوله إلا أن سيدنا أمرنا بالعودة في أمركوالفحص عن شأنك وإن كان عندنا ظاهرا ً بينا.‏ قال دمنة:‏ أراك أيها القاضي لم تتعود العدل في القضاءوليس في عدل الملك دفع المظلومين ومن لا ذنب له إلى قاض غير عادل بل المخاصمة عنهم والذود.‏فكيف ترى أن أقتل ولم أخاصم؟ وتعجل ذلك موافقة لهواك ولم تمض بعد ذلك ثلاثة أيام.‏ ولكن صدقالذي قال:‏ إن الذي تعود عمل البر هين عليه عمله وإن أضربه.‏ قال القاضي:‏ إن نجد في كتب الأولين:‏ أنالقاضي ينبغي له أن يعرف عمل المحسن والمسيء ليجازى المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته فإذا ذهب إلىهذا ازداد المحسنون حرصا ً <strong>على</strong> الإحسان والمسيؤون إجتنابا ً للذنوب.‏ والرأي لك يا دمنة أن تنظر الذيوقعت فيه وتعترف بذنبك وتقر به وتتوب.‏ فأجابه دمنة:‏ إن صالحي القضاة لا يقطعون بالظن ولايعملون به لا في الخاصة ولا في العامة:‏ لعلمهم أن الظن لا يغني من الحق شيئا.‏ وأنتم إن ظننتم أني مجرمفيما فعلت فإني أعلم بنفسي منكم وعلمي بنفسي يقين لاشك فيه وعلمكم بي غاية الشك وإنما قبحأمري عندكم أني سعيت بغيري فما عذري عندكم إذا سعيت بنفسي كاذبا عليها فأسلمتها للقتلوالعطب <strong>على</strong> معرفة مني ببراءتي وسلامي مما قرفت به؟ ونفسي لأعظم الأنفس <strong>على</strong> حرمة وأوجبها حقا ً.‏فلو فعلت هذا بأقصاكم وأدناكم،‏ لما وسعني في ديني،‏ ولا حسن بي في مروءتي،‏ ولا حق لي أن أفعلهفكيف أفعله بنفسي؟ فأكفف أيها القاضي عن هذه المقالة:‏ فإا إن كانت منك نصيحة فقد أخطأتموضعها وإن كانت خديعة فإن أقبح الخداع ما نظرته وعرفت أنه من غير أهله مع أن الخداع والمكر ليسامن أعمال صالحي القضاة ولا تقاة الولاة واعلم أن قولك مما يتخذه الجهال والأشرار سنة يقتدون ا:‏لأن أمور القضاة يأخذ بصواا أهل الصواب وبخطئها أهل الخطأ والباطل والقليلو الورع وأنا خائفعليك أيها القاضي من مقالتك هذه أعظم الرزايا والبلايا وليس من البلاء و المصيبة أنك لم تزل في نفسالملك والجند والخاصة والعامة فاضلا ً في رأيك مقنعا ً في عدلكمرضيا ً في حكمك وعفافك وفضلك وإنما البلاء كيف أنسيت ذلك في أمري.‏ فلما سمع القاضي ذلك منلفظ دمنة ض فرفعه إلى الأسد <strong>على</strong> وجهه فنظر في الأسد ثم دعا أمه فعرضه عليها.‏ فقالت حين تدبرتكلام دمنة للأسد:‏ لقد صار اهتمامي بما أتخوف من احتيال دمنة لك بمكره ودهائه حتى يقتلك أو يفسدكليلة ودمنة­‏ ابن المقفع53

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!