22.07.2015 Views

أضغط على الرابط التالي

أضغط على الرابط التالي

أضغط على الرابط التالي

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

كانت كحمة الأفاعي والسم المميت؛ وشبهت بالجرذين الأسود والأبيض الليل والنهار اللذين هما دائبانفي إفناء الأجل؛ وشبهت بالتنين المصير الذي لا بد منه؛ وشبهت بالعسل هذه الحلاوة القليلة التي ينالمنها الإنسان فيطعم ويسمع ويشم ويلمس،‏ ويتشاغل عن نفسه،‏ ويلهو عن شأنه،‏ ويصد عن سبيلقصده.‏ فحينئذٍ‏ صار أمري إلى الرضا بحالي وإصلاح ما استطعت إصلاحه من عملي:‏ لعلي أصادف باقيأيامي زمانا ً أصيب فيه دليلا ً <strong>على</strong> هداي،‏ وسلطانا ً <strong>على</strong> نفسي،‏ وقواما ً لأمري،‏ فأقمت <strong>على</strong> هذه الحالوانتسخت كتبا ً كثيرة ً؛ وانصرفت من بلاد الهند،‏ وقد نسخت هذا الكتاب.‏باب الأسد والثور وهو أول الكتابقال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف،‏ وهو رأس البراهمة:‏ اضرب لنا مثلا ً لمتحابين يقطع بينهما الكذوبالمحتال،‏ حتى يحملهما <strong>على</strong> العداوة والبغضاء.‏ قال بيدبا:‏ إذا ابتلي المتحابان بأن يدخل بينهما الكذوبالمحتال،‏ لم يلبثا أن يتقاطعا ويتدابرا.‏ ومن أمثال ذلك أنه كان بأرض دستاوند رجل ٌ شيخ وكان له ثلاثةبنين.‏ فلما بلغوا أشدهم أسرفوا في مال أبيهم؛ ولم يكونوا احترفوا حرفة ً يكسبون لأنفسهم ا خيرا ً.‏فلامهم أبوهم؛ ووعظهم <strong>على</strong> سوء فعلهم؛ وكان من قوله لهم:‏ يا بني إن صاحب الدنيا يطلب ثلاثة أمورلن يدركها إلا بأربعة أشياء:‏ أما الثلاثة التي يطلب،‏ فالسعة في الرزق والمترلة في الناس والزاد للآخرة؛ وأماالأربعة التي يحتاج إليها في درك هذه الثلاثة،‏ فاكتساب المال من أحسن وجه يكون،‏ ثم حسن القيام <strong>على</strong>ما اكتسب منه،‏ ثم استثماره،‏ ثم إنفاقه فيما يصلح المعيشة ويرضي الأهل والإخوان،‏ فيعود عليه نفعه فيالآخرة.‏ فمن ضيع شيئا ً من هذه الأحوال لم يدرك ما أراد من حاجته:‏ لأنه إن لم يكتسب،‏ لم يكن مال ٌيعيش به؛ وإن هو كان ذا مالٍ‏ واكتسابٍ‏ ثم لم يحسن القيام عليه،‏ أوشك المال أن يفنى ويبقى معدما ً؛ وإنهو وضعه ولم يستثمره،‏ لم تنعه قلة الإنفاق من سرعة الذهاب:‏ كالكحل الذي لا يؤخذ منه إلا غبار الميلثم هو مع ذلك سريع فناؤه.‏ وإن أنفقه في غير وجهه،‏ ووضعه في غير موضعه،‏ وأخطأ في مواضعاستحقاقه،‏ صار بمترلة الفقير الذي لا مال له؛ ثم لا يمنع ذلك ماله من التلف بالحوادث والعلل التي تجريعليه؛ كمحبس الماء الذي لا تزال المياه تنصب فيه،‏ فإن لم يكن له مخرج ومفيض ومتنفس يخرج الماء منهبقدر ما ينبغي،‏ خرب وسال ونز من نواحٍ‏ كثيرةٍ،‏ وربما انبثق البثق العظيم فذهب الماء ضياعا ً.‏ ثم أنبنيالشيخ اتعظوا بقول أبيهم وأخذوا به وعلموا أن فيه الخير وعولوا عليه؛ فانطلق أكبرهم نحو أرضٍ‏ يقال لهاميون؛ فأتى في طريقه <strong>على</strong> مكانٍ‏ فيه وحل ٌ كثير؛ وكان معه عجلة ٌ يجرها ثوران يقال لأحدهما شتربةوللآخر بندبة،‏ فوحل شتربة في ذلك المكان،‏ فعالجه الرجل وأصحابه حتى بلغ منهم الجهد،‏ فلم يقدروا<strong>على</strong> إخراجه؛ فذهب الرجل وخلف عنده رجلا ً يشارفه:‏ لعل الوحل ينشف فيتبعه بالثور.‏ فلما باتكليلة ودمنة­‏ ابن المقفع28

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!