6CN4y7Yot
6CN4y7Yot
6CN4y7Yot
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
العدالة الانتقالية<br />
١١ فبرایر<br />
منذ ٢٠١١ ومطلب العدالة الانتقالیة یمثل الفریضة الغائبة التى یمكن أن تقدم مدخلا جادا<br />
وصحیحا للمستقبل فى مصر، وقد عانت مصر كثیرا من الظلم واستمر ذلك على مدار السنوات الثلاث السابقة<br />
بسبب غیاب المحاسبة والمساءلة على ما تم من جرائم فى حق الشعب المصرى، وغیاب التشریعات التى تمكن<br />
الشعب من معرفة الحقائق ومحاسبة من أجرموا، لأنھا ذات التشریعات التى صنعھا من یحاكمون بھا.<br />
إن احتیاج مصر إلى تشریع للعدالة الانتقالیة ضرورة لا اختیار، وقد نص الدستور على الزام البرلمان<br />
المقبل باصدار ھذا التشریع، ومن ھنا ینص برنامجنا الانتخابى على عنوان العدالة الانتقالیة، باعتبارھا أساس<br />
للمحاسبة وضمان عدم تكرار جرائم القتل واسالة الدماء، ونھب المال العام، والافساد السیاسى، وفى ذات<br />
الوقت أساس لمعرفة الحقائق، والقدرة على التسامح وطى صفحة الماضى والانتقال الى مھام المستقبل بعد<br />
معرفة الحقائق ومحاسبة من أجرموا.<br />
والعدالة الانتقالیة التى ننشدھا لا ھى انتقامیة تشمل من لم یرتكب جرما فتعمم الاتھام والعقاب وتظلم<br />
بأكثر مما تحقق عدلا، ولا ھى انتقائیة تحاسب البعض وتترك البعض بحسب أھواء السیاسة أو مواقع السلطة،<br />
وانما ھى العدالة التى تخضع الجمیع للقانون، وتحقق عبر آلیات ولجان تقصى حقائق فى وقائع وأحداث محددة<br />
لتحدد المسئولیة السیاسیة والجنائیة، وتضمن توفیر كافة المعلومات المتاحة لدى أجھزة الأمن والتحقیقات<br />
وتعتبر اخفاء أى معلومات تستر على جریمة، وتحقق جبر الضرر وتحدد آلیات التعویضات، وتشفى صدور<br />
أھالى الشھداء وأمھاتھم، وتعوض الجرحى والمصابین، وھى مع كل ذلك توفر الأساس الصحیح لاعادة لحمة<br />
المجتمع على أساس العدل وأنھ لا أحد فوق القانون والمساءلة والمحاسبة، وتفتح الباب أمام التسامح والعفو<br />
بحسب مقدار كشف الحقائق والمسئولیات عما جرى.<br />
والعدالة الانتقالیة كما ھى مدخل للاستقرار والتسامح عبر تحقیق العدل وسیادة القانون، فھى أیضا<br />
ضمانة لعدم تكرار خطایا وجرائم الماضى، وھى ضمانة لسلوك منھج وطریق فى اصلاح المؤسسات<br />
والتشریعات لتضع مصر على طریق المستقبل بأسس سلیمة تضمن تضمید جراح الماضى واغلاق صفحتھا.<br />
١٠١