إدارة التوحش
PDF book
PDF book
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إدارة</strong> <strong>التوحش</strong><br />
منها بتتريل هذا الفقه العظيم الذي أعتقد أنه آن أوان تطبيقه في ظل التطورات القريبة للمعركة الحالية ، فعلى سبيل المثال نحن<br />
نعلم أن للأمير أن يجعل لمن قتل قتيلا ً سلب هذا القتيل ، فهل يجوز للقيادة العليا للمجاهدين مثلا ً أن تجعل لقادة وجيوش<br />
وحراسات العدو إذا التحق أحدهم بأهل الإيمان - وقتل قبل أن يلتحق م ويفر إليهم وزيرا ً أو أحد الأمراء وأمثال هؤلاء<br />
-<br />
مبلغا ً أكبر من سلب القتيل ولتكن عشر ثروته مثلا ً ، على أن يتحصل عليها بعد تمكين المؤمنين وكل ما عليه فعله أن يكفي<br />
المؤمنين شر ذلك الأمير أو الوزير على أن يرتب أن يفر إلى مكان آمن بعد ذلك لحين الالتحاق بأهل الإيمان ، قلت<br />
هذا مثال :<br />
فقط والأمثلة كثيرة ومطلوب من الراسخين في العلم أن يتباحثوا في مدى شرعية مثل هذه الخطوات بحيث يبدأ القادة الميدانيون<br />
بتطبيق بعضها حال التخطيط ووضع الاستراتيجيات.<br />
كذلك طرحت أبحاث سابقة لأهل التوحيد والجهاد أن من أهدافهم : إعادة توزيع ثروات المسلمين ، وآن الأوان لتجلية المقصود<br />
من هذه العبارة وبيان أحكامها التفصيلية لكون هذا الأمر أولا ً يخص مرحلة هامة قادمة في معركتنا - أعني عند حصول تمكين<br />
جزئي بإذن االله - وثانيا ً يتعلق بما تكلمنا عنه في هذه المقالة من استخدام المال العام في تأليف القلوب ، فعلى الراسخين في العلم<br />
أن يوضحوا للناس بالدليل كيفية توزيع ثروات المسلمين توزيعا ً عادلا ً ، أولا ً : كل بلد فيها ثروات تختلف عن البلد الأخرى ،<br />
ولولا السرقة والنهب لكانت شعوبنا من أغنى الشعوب ولكن عند التوزيع العادل لثروات المسلمين هل تجمع ثروات المناطق<br />
وتوزع على المسلمين ؟ أم تختص كل منطقة بثرواا<br />
،<br />
وفيرة ومتنوعة بفضل االله - بحيث توزع الزكاة في المناطق الأخرى التي ابتليت بالفقر ؟ ،<br />
المسلمين هل هناك أفضلية وتخصيص زائد لمن يعطي من<br />
وكل ما في الأمر أن عليها إخراج زكاة أموالها - التي بالطبع ستكون<br />
ثانيا ً :<br />
]<br />
عن كيفية توزيع المال العام بين<br />
الناس والقبائل والأحزاب والتجمعات [ الولاء والنصرة والإيواء<br />
ويجاهد بنفسه وماله ممن هم دون ذلك من الذين اكتفوا فقط بأصل الإسلام.<br />
القصد هناك مسائل كثيرة دقيقة وحساسة ينبغي بحثها وتأصيلها من الآن حتى لا يقع فيها أخطاء قد تكلفنا الكثير وتفتح أبوابا ً<br />
من الفتن نحن في غنى عنها ، أو ترسب بقايا في النفوس عند البعض نستطيع تلافيها إذا كانت هناك قواعد معلنة مبنية على الدليل<br />
والاجتهاد المنضبط الصحيح.<br />
في ختام هذه المقالة نؤكد على أن معركتنا هي معركة توحيد ضد كفر وإيمان ضد<br />
شرك ،<br />
وليست معركة اقتصادية أو سياسية<br />
أو اجتماعية ، لكن علينا ألا ننسى أن من السياسة الشرعية عند مخاطبة ضعاف النفوس من طبقات الناس المختلفة بالوعد<br />
باستعادة أموالنا وحقوقنا ، بل غنم مال االله الذي يتسلط عليه شرار الخلق ، ونحن لا نظن أن مثل هذه الوعد حرك صحابة<br />
رسول االله صلى االله عليه وسلم وإنما كان تسلية لهم وتحريكا لضعاف النفوس من الناس ليقبلوا على الإسلام ، ولا يلبس الحال<br />
م بعد ذلك من خلال الحياة بين أهل الإيمان وأتون المعركة إلى انصلاح حالهم وتحركهم من أجل التوحيد قبل كل شيء ،<br />
لذلك نجد أن االله سبحانه وتعالى يوجه الرسول صلى االله عليه وسلم لأن يخاطب أسرى العدو بقوله<br />
:<br />
أ َيدِيك ُم من الأَسرى إِن يعل َمِ الل ّه فِي ق ُل ُوبِك ُم خيرا يؤتِك ُم خيرا مما أ ُخِذ َ مِنك ُم ويغفِر ل َك ُم والل ّه غ َف ُور رحِيم<br />
يا أ َيها النبِي ق ُل ل ِّمن فِي<br />
.<br />
االله أسأل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وأن يعز هذه الأمة بالطاعة التي هي مفتاح<br />
العالمين.<br />
كل خير ، والحمد الله رب<br />
<br />
١١٢<br />
مركز الدراسات والبحوث الإسلامية