إدارة التوحش
PDF book
PDF book
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إدارة</strong> <strong>التوحش</strong><br />
الشرعية والكونية ؟ ،كيف لا واالله سبحانه وتعالى يأمره كما جاء في الحديث القدسي في صحيح مسلم<br />
عصاك<br />
:<br />
، "<br />
" قاتل بمن أطاعك من<br />
إن الدعاة بالمعنى المصطلحي اليوم كانوا معروفين بالاسم كمصعب ومعاذ والقراء رضي االله عنهم أجمعين ولكن أغلب<br />
الأصحاب كانوا مجاهدين بل حتى الدعاة كانوا مجاهدين شهداء ، ومع كون أكثر الأصحاب كانوا مجاهدين إلا أننا يمكننا أن<br />
نطلق عليهم خير الدعاة إلى االله ، على اعتبار أن جهاد الطلب هو سبيل نشر الدعوة للأقوام من خلفنا بحرية وفاعلية وجهاد الدفع<br />
هو سبيل تحرير الدعوة لبني قومنا ممن يحتلنا من الكفار أو المرتدين وما يقومون به من التشويش لجعل الدعوة غير فعالة الأثر.. فيا<br />
له من دين يتفق مع السنن الكونية لو فقهناه..<br />
إن دور الدعوة في مرحلة البدايات هي جذب القلة الممتازة ، أما استجابة الناس فبعد التمكين وبعد نصر االله والفتح ، وذلك لأنه<br />
إذا أنصت الناس للدعاة دخلت الدعوة إلى قلوم ، ألا ترى أن النفر من الجن الذين استمعوا إلى القرآن فلما أنصتوا لم يستجيبوا<br />
فقط بل انطلقوا منذرين ودعاة.. لذلك يقوم الطغاة من خلال شغل الناس عن الإنصات بجميع أنواع الملهيات حتى لا<br />
يستجيبون.<br />
ولذلك لا تعجب أن أحد الصادقين من الدعاة كان يقول<br />
) :<br />
لذلك ما كان دين االله المحكم الذي لا يأتيه الباطل يأمرنا بأوامر لا تأتي من ورائها نتائج<br />
والملهيات أولا ً حتى يسهل استجابة الناس.<br />
منهم<br />
كل ما أبنيه في عام تأتي راقصة فتهدمه بظهورها على التلفاز<br />
(<br />
،<br />
لذلك أمرنا الشرع بإزالة تلك العوائق<br />
إن مقدار الاستجابة للصادق الأمين صلى االله عليه وسلم تفوق مقدار الاستجابة لأي إنسان أو داعية من دعاة اليوم فقد كان<br />
الرجل الكافر بمجرد أن ينظر إلى وجهه عليه الصلاة والسلام يقول ما هذا بوجه كاذب ويؤمن به ، وكان عليه الصلاة والسلام<br />
مؤيدا ً بالوحي ينصره ويوجهه ويرد له على كلام وشبهات الكفار بأبلغ ما يكون مما يفهمه المدعوون<br />
،<br />
<br />
حيث كان بلغتهم التي<br />
يفهمون مدلولاا جيدا ً ، وكان يحارب كفرا ً يمكن أن يستجب أهله للإيمان سريعا ً مقارنة ببعض الأفهام الآن فلو قيل لرجل<br />
أ َم خلِق ُوا مِن غ َيرِ شيءٍ أ َم هم ال ْخالِق ُون َ ونظر لصنمه الذي صنع من الحجارة لكان من السهل أن يستجيب ولكن لم<br />
يستجب الناس لرسول االله ولم يحصل على كثرة ولكن لما دعاهم مع هؤلاء القلة والسيوف خارج أغمادها استجابوا فما بالنا<br />
ونحن ليس معنا رسول االله صلى االله عليه وسلم ولا صحابته رضوان االله عليهم<br />
،<br />
ونحارب فكرا ً مرتدا ً يدعي الإسلام فالاستجابة<br />
فيه تكاد تكون معدومة ، أو أديانا ً وأفكارا ً كافرة تدعي أن الإسلام يقرها وأا قمة التطور الفكري المتقدم للإنسانية المعاصرة<br />
،<br />
والعدو يضع بيننا وبين الناس حواجز رهيبة تحول بيننا وبينهم ، وهذا هو منهاج الملأ الكافر على مر الأزمان ، فما بالنا نظن أنه<br />
يمكن الاستجابة والحصول على كثرة أو المحافظة على القلة في ظل هذه الظروف.<br />
هؤلاء الذين يقولون الارتقاء عن طريق بناء المؤسسات تحت رعاية الطواغيت ، نسوا أو تناسوا أن الطواغيت يتناقلون الخبرات<br />
فإذا كانوا لا يسمحون بنواب لا قيمة لهم في برلمانات صورية ، فكيف سيسمحون بمؤسسات وقوى وأعداد من الشباب<br />
داخلها ، ما الذي يمنع الطاغوت بعد فترة ليفبرك قضية قلب لنظام الحكم أو حتى يتبجح دون حياء ويسميها ] جمع تبرعات<br />
لفلسطين والشيشان [ ، ويترك باقي الأرقام العددية<br />
-<br />
التي لا قيمة لها بغير فكر ومنهج عملي قتالي<br />
-<br />
لتتلقفها ملهيات الحياة<br />
ليأتي الجيل الذي بعدهم يبدأ من جديد ويدور في نفس الحلقة المفرغة لا قدوة له في الجهاد ليجاهد كما يحلم البعض<br />
كان سيرثهم جيل ملتزم أصلا..!<br />
هذا إذا ،<br />
٧٥<br />
مركز الدراسات والبحوث الإسلامية