25.08.2014 Views

إدارة التوحش

PDF book

PDF book

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

سأي<br />

<strong>إدارة</strong> <strong>التوحش</strong><br />

(٥)<br />

مشكلة التفلت أو الانقلاب من أفراد أو مجموعات أو مناطق بأكملها تغير ولاءها<br />

كيف نتفهمها ؟ وكيف نتعامل معها ؟<br />

جاء فيما سبق بمبحث القواعد أن هناك بعض من مناطق <strong>التوحش</strong> ستقع تحت سيطرة <strong>إدارة</strong> عشائرية أو أحد التنظيمات المسلحة<br />

من بقايا الأنظمة - بعد أن قطعوا صلتهم بالأنظمة - ، أو تنظيم لأحد الأحزاب ونحو ذلك ، وإننا تغليبا ً لحكم الإسلام<br />

سنعاملهم على أم مسلمون ، وعلينا مراسلتهم والتأكيد على أمور وبيان أهميتها ألا وهي أن يحكموا بينهم بالشرع والدخول<br />

في الولاء - أي تبادل الولاء والنصرة - والاتحاد أو مقدمة للاتحاد ، وأحيانا ً قد يفعلون كل هذه الأمور أو قد يكتفون فقط<br />

بتحكيم الشرع فيما بينهم لاعتبارات لديهم ذكرناها فيما سبق ، ثم حدث بعد ذلك أن نكثوا عهودهم ودخلوا في أمر كفري<br />

كتحكيم قوانين طاغوتية اختيارا ً أو الدخول في موالاة الكفار والمرتدين ، فأولا ً علينا تذكر أن ذلك الانقلاب والنكوص من<br />

طبائع النفوس وأن ذلك لا يطعن في أمير أو قائد قد ق َبل َ هؤلاء القوم من قبل وضمهم إلى الصف أو لم يحترز منهم وذلك لأننا لم<br />

نرسل على البشر حافظين<br />

رجل<br />

،<br />

ومن أظهر لنا خيرا ً أمناه وقربناه وما ندري ماذا يفعل بعد ذلك<br />

،<br />

- الفجاءة<br />

- وطلب منه رجالا ً وأموالا ً لقتال المرتدين ، فأعطاه مالا ً وجعله أميرا ً<br />

،<br />

فهذا الصديق رضي االله عنه جاءه<br />

فإذا به يصبح قاطع طريق يقتل المسلمين<br />

والمرتدين ويأخذ أموالهم حتى أنه أغار على أقوام جاءوا يبايعون أبا بكر ، وقد حرقه الصديق رضي االله عنه بالنار بعد ذلك كما<br />

جاء بالأثر ، فما كان ذلك ليطعن في بصيرة الصديق ومعرفته بالرجال والأحوال وهو خير البشر بعد الأنبياء ، بل وهذا رسول<br />

االله صلى االله عليه وسلم بايعه أقوام وعين منهم من عين عمالا ً وأمراءً‏ على قومهم ثم بعد وفاته ارتد منهم من ارتد ، وجروا<br />

قومهم معهم إلى الردة وقتل منهم من قتل في حروب الردة<br />

-<br />

كافرا ً - ومات واستشهد في تلك الحروب جمع من القراء ، فهل<br />

ل بشر عن ذلك ؟ وهل كان رسول االله صلى االله عليه وسلم أو أحد من بعده حفيظا ً على الناس ؟!‏<br />

هذه هي طبيعة ،<br />

البشر ، واالله يريد أن يعلم منا - علم حدوث - حال الثابتين الذين يحبهم ويحبونه ويجزي الشاكرين الذين يواجهون الأهوال<br />

والخطوب بصبر ويقين.‏<br />

وواالله إن هذا الطريق بمرارته وأحداثه سيكشف لنا أسرار آيات في القرآن لو عشنا عشرات السنين نقرأ تفسيرها في الكتب ما<br />

اكتمل إحساسنا ا وفهمنا حقيقة معناها تمام الفهم بمثل أن نخوضها عمليا ً أثناء ترتيلنا لها أو سماعنا لها في الصلاة ، طبعا ً مع تعلم<br />

تفسيرها من كلام أهل العلم..‏<br />

<br />

يا أ َيها ال َّذِين آمنوا ْ من يرتد مِنك ُم عن دِينِهِ‏ ف َسوف يأ ْتِي الل ّه بِق َومٍ‏ يحِبهم ويحِبونه أ َذِل َّةٍ‏ عل َى<br />

ال ْمؤمِنِين أ َعِزةٍ‏ عل َى ال ْك َافِرِين يجاهِدون َ فِي سبِيلِ‏ الل ّهِ‏ ولا َ يخاف ُون َ ل َومة َ لآئِمٍ‏ ذ َلِك ف َضل ُ الل ّهِ‏ يؤتِيهِ‏ من يشاء والل ّه واسِع علِيم<br />

.<br />

وما علينا في هذه الحالة أن نواجه ذلك بما يتناسب مع قوتنا وقوم ، فأولا ً أصبحت ال<strong>إدارة</strong> التي تشرف على هذه المنطقة مرتدة<br />

وأهلها الخاضعين تحت سيطرا مسلمون ما لم يدخلوا في أمر مكفر طوعا ً ، ويعرف ذلك بقرائن الأحوال والحكم عليهم عن<br />

طريق الراسخين في العلم كما ذكرنا في السابق ، قرائن الأحوال والأوضاع كذلك نستطيع معرفتها عن طريق عيوننا ومن أعطانا<br />

الولاء في السر ممن يعيش في هذه المنطقة.‏<br />

٦٩<br />

مركز الدراسات والبحوث الإسلامية

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!