blackhands
rafic corruption history
rafic corruption history
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
على أثر عملية 13 تشرين، بدأ العداد لتشكيل حكومة جديدة، وكلف برئاستها الرئيس عمر<br />
كرامي، وبعد أيام قليلة، كنت في منطقة الشمال، عندما قطعت إحدى الذاعات المحلية<br />
برامجها لتذيع أسماء الحكومة الجديدة، كانت أسماء الوزراء تنزل على رأسي مثل الصواعق،<br />
وكل الذين التقيتهم من عامة الناس في الطريق الطويل من الشمال إلى البقاع إلى بيروت،<br />
.كانوا مصابين بالذهول<br />
لم يصدق أحد أن مثل هؤلء يمكن أن يكونوا وزراء مسؤولين في دولة حقيقة، وأذكر أنه في<br />
إحدى الليالي اتصل بي صحافي معروف، وقال لي إن الرئيس كرامي عاتب علي لنني لم<br />
أشارك في المشاورات، ورتب هذا الصحافي بعد ذلك بيوم، لقاء بيني وبين الرئيس كرامي في<br />
.منزله في منطقة عين التينة<br />
كان معي في هذا اللقاء صديق مشترك بيني وبين الرئيس كرامي هو الستاذ سايد فرنجية،<br />
جلسنا في إحدى الغرف الجانبية، وبادرني الرئيس كرامي بالسؤال: ما رأيك في هذه<br />
التشكيلة؟ قلت: هل حقيقة تريد رأيي؟<br />
أضفت يا دولة الرئيس والدك رحمه الله ترأس إحدى الحكومات القصر عمراً في تاريخ لبنان<br />
السياسي ولكنه خرج كبيرا، وشقيقك رشيد رحمه الله أيضاً ترأس معظم حكومات ما بعد<br />
الستقلل في لبنان، وخرج كبيرا، فهل يحتاج بيتكم بعد إلى لقب دولة الرئيس؟ لو سالت أي<br />
أم في لبنان، من الذي قتل ابنها؟ أو أي مواطن في لبنان من الذي ه ّجره ود ّمر بيته؟ لشار<br />
إلى واحد أو أكثر من وزرائك. ما هذه الحكومة؟<br />
حكومة الميليشيات؟ هل تريد بعد رأيي فيها؟ قال الرئيس كرامي: هذه التشكيلة عرضت علي<br />
قبل ثلثة أشهر ورفضتها، سألته ولماذا تقبلها الن؟ قال إنها الظروف، وكان يشير بذلك إلى<br />
القوى الخارجية صاحبة النفوذ، أجبت ولكن هذه "الظروف" ل أقبلها من جهتي، وأرى<br />
.ضرورة عدم النصياع لها من أجل هذا البلد، ومن أجل هذا الشعب<br />
أثناء الحديث مع الرئيس كرامي، دخل ثلثة ضباط سوريين كبار كنت أعرف واحداً منهم، كرر<br />
طرح السؤال نفسه الذي طرحه الرئيس كرامي، وأجبته الجواب نفسه. فسألني وكيف نحل<br />
الميليشيات إذا نحن لم ندخل هؤلء في الدولة؟ لم أقتنع طبعاً بهذه الحجة وقلت: ولكنكم بهذا<br />
.تذوبون الدولة في الميليشيات، وهذا بالضبط ما حصل<br />
الحكومة الثانية، أي حكومة الرئيس كرامي، كان معظمها من رجال الميليشيات، كانت لها<br />
.مهمة وحيدة، وهي جعل قادة الميليشيات الطائفية طاقم السلطة في لبنان، وإبعاد كل الخرين<br />
في عهد هذه الحكومة أدخل رجال الميليشيات إلى أجهزة الدولة وإدارتها وفي عهدها تم<br />
تعيين عدد من النواب في المراكز التي كانت قد شغرت بوفاة أعضاء في مجلس النواب،<br />
وإضافة تسعة آخرين ليصبح عدد أعضاء المجلس 108 نواب، معظمهم الذين جرى تعيينهم<br />
كانوا أيضاً من رجال الميليشيات، بعد ذلك بدأت أشعر بمدى تدهور مستوى مجلس النواب<br />
.والحياة النيابية في لبنان عما كان عله في السابق