Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الصافي عند العطشان في اليوم الصائف<br />
.<br />
وقال الفضيل : ط ُوبى ل<strong>من</strong> استوحش <strong>من</strong> الناس ِ ، وكان االله جليسه<br />
.<br />
-<br />
دُرُوسٌ تَرْبَوِيّةٌ مِن الأحَادِيثِ الن َّبَوِي َّةِ<br />
كذلك لم تبال ِ في بر كنت ، أو في بحر ٍ ، أو في سهل ٍ ، أو في<br />
ج بل ٍ ، وكان شوق ُك إلى لقاء الحبيب شوق الظمآن إلى<br />
الماء البارد ، وشوق الجائع ِ إلى الط َّعام الطيب ، ويكون ُ ذكر االله عندك أحلى <strong>من</strong> العسل ، وأحلى <strong>من</strong> الم َاء<br />
العذب ِ<br />
-<br />
وقال معروف لرجل ٍ : توك َّل على االله حتى يكون َ جليسك وأنيسك وموضع شكواك<br />
.<br />
-<br />
وقال ذو النون : <strong>من</strong> علامات المحبين الله أن ْ لا يأنسوا بسواه ، ولا يستوحشوا معه<br />
.<br />
ثم -<br />
: إذا سكن القلب حب االلهِ تعالى ، أن ِس باالله ؛ لأن َّ االله أجل ُّ في صدو<br />
ر ِ العارفين أن ْ يحبوا سواه .<br />
قال<br />
وقال أبو إسحاق عن -<br />
ميثم : بلغني أن َّ موسى - عليه السلام - ، قال َ : رب أي عبادك أحب إليك ؟ قال :<br />
. أكثرهم لي ذكرا ً<br />
قال ذو -<br />
النون : <strong>من</strong> اشتغل قلبه ولسانه بالذ ِّكر ، قذف االله في قلبه نور الاشتياق إليه<br />
.<br />
الذكر لذ َّة قلوب -<br />
ال عارفين . قال - عز وجل - : } ال َّذين آ<strong>من</strong>وا وتط ْمئن ق ُل ُوبهم ب ِذك ْر ِ االلهِ أ َلا ب ِذك ْر ِ االلهِ<br />
. تط ْمئن ال ْق ُل ُوب {<br />
-<br />
قال مالك بن دينار : ما تلذ َّذ المتلذذون بمثل ذكر االله - عز وجل - .<br />
-<br />
قال ذو النون : ما طابت الدنيا إلا بذكره ، ولا طابت الآخرة ُ إلا بعفوه ، ولا طابت الجنة إلا ّ برؤيته<br />
.<br />
. بحبيبهم<br />
· : حلاوة العمل<br />
قال ابن -<br />
رجب : المحبون يستوحشون <strong>من</strong> كل ِّ شاغل ٍ يشغل ُ عن الذكر ، فلا شيءَ أحب إليهم <strong>من</strong> الخلوة<br />
قال ابن -<br />
القيم : وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس االله روحه يقول : إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك<br />
. وانشراحا فامه<br />
-<br />
فإن الرب تعالى شكور، يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا <strong>من</strong> حلاوة يجدها في قلبه وقوة<br />
. انشراح وقرة عين<br />
-<br />
فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول والقصد : أن<br />
ال سرور باالله وقربه وقرة العين به تبعث على الازدياد <strong>من</strong><br />
طاعته وتحث على الجد في السير إليه.<br />
۱٤