Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
دُرُوسٌ تَرْبَوِيّةٌ مِن الأحَادِيثِ الن َّبَوِي َّةِ<br />
: إن بين العبد وبين الل َّه عزوجل ّ حدا ً محدودا ً <strong>من</strong> الذنوب فإذا بلغه العبد طبع على قلبه<br />
قال الحسن البصري -<br />
. فلم يوفقه للخير أبدا ً<br />
:<br />
-<br />
قال عبد االله بن المبارك<br />
·<br />
رأيت الذنوب تميت القلوب .. وقد يورث الذل<br />
إدماا<br />
وترك الذنوب حياة القلوب<br />
.. وخير لنفسك عصياا<br />
: سبيل الخ َلاص<br />
- إن تطهير القلب <strong>من</strong> الران ودرن المعاصي، أثر هام <strong>من</strong> آثار الإيمان، يجعل القلب محافظا ً على سلامته ونوره،<br />
ويقوي فيه مادة الخير، ويقلل نوازع الشر، ويزيد <strong>من</strong> صلته بربه، حيث يزال ما يجثم عليه <strong>من</strong> الران<br />
وكد ر المعاصي<br />
أولا ً بأول بفعل المكفرات، وبذلك يحافظ القلب على درجة عالية <strong>من</strong> حب الإيمان، وكره الكفر والفسوق والعصيان،<br />
فلا يميل إلى الأفكار الهدامة ولا تستهويه، ولو تولد في قلبه شيء <strong>من</strong>ها<br />
مما يلقيه الشيطان<br />
- - أو عرضها عليه شياطين<br />
الإنس، لكان فيه <strong>من</strong> النور ودواعي<br />
الخ ير ما يكشفها ويحرقها وينفر القلب <strong>من</strong>ها<br />
.<br />
·<br />
والأربعون: الدرس الثالث<br />
التوفيق كله بيد االله تعالى<br />
وحده<br />
: } قال<br />
تعالى وما توفيقي إ ِل َّا ب ِالل َّه عل َيه توك َّل ْت وإ ِل َيه أ ُن ِيب {<br />
باالله تعالى، لا بحولي ولا<br />
بقوتي .<br />
. وذين الأمرين تستقيم أحوال<br />
-<br />
قال السعدي : } وما توفيقي إ ِلا ب ِالل َّه {<br />
أي : وما يحصل لي <strong>من</strong> التوفيق لفعل الخير، والانفكاك عن الشر إلا<br />
}<br />
عل َيه توك َّل ْت {<br />
أي : اعتمدت في أموري، ووثقت في كفايته، } وإ ِل َيه أ ُن ِيب { في<br />
أداء ما أمرني به <strong>من</strong> أنواع العبادات، وفي<br />
هذا<br />
] [ التقرب إليه بسائر أفعال الخيرات<br />
العبد، وهما الاستعانة بربه، والإنابة إليه، كما قال<br />
تع الى<br />
وقال ه وتوك َّل ْ عل َيه :{ ف َاعبد :<br />
{ } إ ِياك نعبد وإ ِياك نستعين {<br />
.<br />
-<br />
قال ابن القيم : وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق االله للعبد وكل شر فأصله خذلانه لعبده<br />
-<br />
وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك االله نفسك<br />
·<br />
-<br />
وان الخذلان أن يخلي بينك وبين نفسك<br />
مفتاح التوفيق : فاذا كان كل خير فأصله التوفيق وهو بيد االله لا إلى نفسك وأنه لابيد العبد<br />
فمفتاحه<br />
الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة اليه فمتي أعطى العبد هذا المفتاح فقد<br />
أر اد أن يفتح له ومتي أضله عن<br />
·<br />
المفتاح بقى باب الخير مرتجا<br />
دونه . اه كلامه<br />
: } قال تعالى<br />
ف َأ َما <strong>من</strong> أ َعط َى واتق َى وصدق ب ِال ْحسنى ف َسنيسره لل ْيسرى }.<br />
٥۷