Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
االلهِ وعظمته ومحبته وخشيته ومهابته ورجاؤه والتوكل ُ عليه ، وتمتلئ َ <strong>من</strong> ذ َلك<br />
.<br />
وهذا هو حقيقة ُ التوحيد ، وهو معنى ) لا إله إلا االله ( ، فلا صلاح للقلوب حت<br />
ى يكون َ إله ُها الذي تأل َهه<br />
-<br />
دُرُوسٌ تَرْبَوِيّةٌ مِن الأحَادِيثِ الن َّبَوِي َّةِ<br />
عشر : الدرس الرابع<br />
؟ بعض ما يريد االله <strong>من</strong>ا<br />
: ) قال االله<br />
تعالى والل َّه ير ِيد أ َن يتوب عل َيك ُم وير ِيد ال َّذين يتب ِعون َ الشهوات أ َن تميل ُوا ْ ميلا ً عظيما ً ).<br />
قال سيد -<br />
قطب : وتكشف الآية الواحدة القصيرة عن حقيقة ما يريده االله للناس ب<strong>من</strong>هجه وطريقته .<br />
-<br />
وحقيقة ما يريده م الذين يتبعون الشهوات ، ويحيدون عن <strong>من</strong>هج االله .<br />
-<br />
وكل <strong>من</strong> يحيد عن <strong>من</strong>هج االله إنما يتبع الشهوات .<br />
-<br />
فليس هنالك إلا <strong>من</strong>هج واحد هو الجد والاستقامة والالتزام .<br />
-<br />
وكل ما عداه إن هو إلا هوى يتبع ، وشهوة تطاع ، وانحراف وفسوق وضلال .<br />
-<br />
فماذا يريد االله بالناس ، حين يبين لهم <strong>من</strong>هجه ، ويشرع لهم سنته؟<br />
-<br />
إنه يريد أن يتوب عليهم . يريد أن يهديهم . يريد أن يجنبهم المزالق . يريد أن يعينهم على التسامي في<br />
المرتقى الصاعد إلى القمة السامقة<br />
.<br />
وماذا يريد الذين يتبعون الشهوات؟ ، ويزينون للناس <strong>من</strong>ابع ومذاهب لم يأذن ا االله ؟ ، ولم يشرعها لعباده؟<br />
.<br />
-<br />
·<br />
-<br />
إم يريدن لهم أن يميلوا ميلا ً عظيما ً عن ال<strong>من</strong>هج الراشد ، والمرتقى الصاعد والطريق المستقيم .<br />
قال الحسن البصري لرجل : داو ِ قلبك؛ فإن َّ حاجة االله إلى العباد صلاح<br />
قلوم .<br />
قال ابن -<br />
رجب : يعني : أن َّ مراده <strong>من</strong>هم ومطلوبه صلاح قلوم ، فلا صلاح للقلوب حتى تستقر فيها معرفة ُ<br />
·<br />
وتعرفه وتحبه وتخشاه هو االله وحده لا شريك له ، ولو كان َ في السماوات والأرض إله يؤل َّه سوى االله ،<br />
لفسدت<br />
بذلك السماوات والأرض ، كما قال َ تعالى : } ل َو ك َان َ فيه ِما آلهة ٌ إ ِلا االلهُ ل َف َسدتا<br />
. {<br />
قال الحسن<br />
البصري : اعلم أنك لن تحب االله حتى تحب طاعته .<br />
وسئل ذو<br />
النون : متى أ ُحب ربي ؟ قال َ : إذا كان َ ما يبغضه عندك أمر <strong>من</strong> الصبر .<br />
·<br />
·<br />
·<br />
-<br />
: } ق ُل ْ إ ِ قال تعالى<br />
ن ْ ك ُنتم تحبون َ االلهَ ف َاتب ِعون ِي يحب ِبك ُم االله {<br />
.<br />
فجعل االله علامة الصدق في محبته اتباع رسوله ، فدل َّ على أن َّ المحبة لا تتم بدون الطاعة والموافقة .<br />
وقال أبو يعقوب<br />
النهرجوري : كل ُّ <strong>من</strong> ادعى محبة االله - عز وجل - ، ولم يوافق االله في أمره ويه ، فدعواه<br />
باطل .<br />
۱۹