24.08.2017 Views

دروس تربوية من الأحاديث النبوية

Medrese Dersleri / Durus Terbeviyye Ders Kitabı

Medrese Dersleri / Durus Terbeviyye Ders Kitabı

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

.<br />

-<br />

بذلك حسنة ؛ لأن َّ تركه للمعصية ذا المقصد عمل ٌ صالح ٌ<br />

.<br />

- فأما إن هم بمعصية ، ثم ترك عملها خوفا ً <strong>من</strong> المخلوقين ، أو مراءاة ً لهم ، فقد قيل : إنه يعاق َب على تركها<br />

دُرُوسٌ‏ تَرْبَوِيّةٌ‏ مِن الأحَادِيثِ‏ الن َّبَوِي َّةِ‏<br />

·<br />

وإن ْ هم بسيئة ، فلم يعملها ، ك َتبها عنده حسنة ً ك َاملة ً ، وإن ْ هم ب ِها ، فعمل َها ك َتبها االله سيئة<br />

و احدة ً ( . رواه<br />

. البخار ِي ومسلم<br />

: كتابة الحسنات والسيئات<br />

قال ابن -<br />

رجب : النوع الأول : عمل ُ الحسنات ، فتضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى<br />

أضعاف كثيرة ، فمضاعفة الحسنة بعشر أمثالها لازم لكل ِّ الحسنات ، وقد دل َّ عليه قوله تعالى : } <strong>من</strong> جاءَ‏<br />

ب ِال ْحسنة<br />

{ . ف َل َه عشر أ َمث َالها<br />

-<br />

وأما زيادة ُ المضاعفة على العشر ل<strong>من</strong> شاء االله أن يضاعف له ، فدل َّ عليه قوله تعالى : } مث َل ُ ال َّذين ينفق ُون َ<br />

أ َموال َهم في سب ِيل ِ االلهِ‏ ك َمث َل ِ حبة أ َنبتت سبع سناب ِل َ في ك ُل ِّ سنبل َة مائة حبة وااللهُ‏<br />

ف ل<strong>من</strong> يشاءُ‏ و<br />

يضاع االلهُ‏ واسع عليم<br />

{<br />

، فدل َّت هذه الآية ُ على أن ّ النفقة في سبيل االله تضاعف بسبع مائة ضعف .<br />

-<br />

قال أبو مسعود رضي االله عنه ، قال : جاء رجل ٌ بناقة مخطومة ، فقال : يا رسول االله ، هذه في سبيل االله ،<br />

فقال : ) لك ا يوم القيامة سبع<br />

. مائة ناقة ( رواه مسلم<br />

-<br />

ا لنوع الثاني : عمل السيئات ، فتكتب السيئة ُ بمثلها <strong>من</strong> غير مضاعفة ، كما قال تعالى : } و<strong>من</strong> جاءَ‏ ب ِالسيئ َة<br />

ف َلا يجزى إ ِلا َّ مث ْل َها وهم لا يظ ْل َمون َ<br />

{<br />

- وقوله : ) كتبت له سيئة واحدة ( إشارة ٌ إلى أنها غير مضاعفة ، ما صرح به في حديث آخر ، لكن السيئة<br />

تعظ ُم أحيانا ً بشرف الزمان ، أو المكان<br />

.<br />

-<br />

النوع الثالث : الهم بالحسنات ، فتكتب حسنة كاملة ، وإن ْ لم يعملها ، ‏،كما في حديث أبي هريرة الذي<br />

خرجه مسلم : ) إذا تحدث عبدي بأن يعمل َ حسنة ً ، فأنا أكتبها له حسنة ً ( ، والظ َّاهر أن<br />

المر اد بالتحدث : حديث<br />

النفس ، وهو الهم ، وفي الحديث : ) <strong>من</strong> هم بحسنة فلم يعملها ( فعلم االله أنه قد أشعرها قلبه ، وحرص عليها<br />

،<br />

. كتبت له حسنة<br />

-<br />

ما المراد بالهم بالحسنة ؟<br />

-<br />

إن المراد بالهم هنا : هو العزم المصمم الذي يوجد معه الحرص على العمل ، لا مجرد الخ َط ْرة التي تخطر ، ثم<br />

تنفسِخ <strong>من</strong> غير عزم ٍ ولا تصميم<br />

النوع الرابع : الهم بالسيئات <strong>من</strong> غير عمل ٍ لها ، ففي حديث ابن عباس : أنها تكتب حسنة ً كاملة ً<br />

،<br />

وكذلك ، وفي حديث أبي هريرة قال : ) إنما تركها <strong>من</strong> جراي ( يعني : <strong>من</strong> أجلي<br />

.<br />

-<br />

وهذا يدل ُّ على أن َّ المراد <strong>من</strong> ق َدر على ما هم به <strong>من</strong> المعصية ، فتركه الله تعالى ، وهذا لا ريب في أنه يكتب له<br />

ذه النية ؛ لأن َّ تقديم خوف المخلوقين على خوف االله محرم . وكذلك قصد الرياءِ‏ للمخلوقين محرم ، فإذا اقترن َ<br />

به<br />

ترك المعصية لأجله ، عوقب على هذا<br />

الترك.‏<br />

٦۷

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!