Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
والثلاثون : الدرس السابع<br />
فضله واسألوا االله <strong>من</strong><br />
·<br />
دُرُوسٌ تَرْبَوِيّةٌ مِن الأحَادِيثِ الن َّبَوِي َّةِ<br />
قال صلى االله عليه وسلم<br />
– فيما يروي عن ربه<br />
...) :-<br />
يا عبادي ك ُل ُّك ُم ضال ٌّ إلا َّ <strong>من</strong> هديته فاستهدوني أهدك ُم<br />
، يا عبادي ك ُل ُّك ُم جائع إلا َّ <strong>من</strong> أ َط ْعمته ، فاستطعموني أ ُطعمك ُم ، يا عبادي ك ُل ُّك ُم عار ٍ إلا َّ <strong>من</strong> ك َسوته ، فاستك ْسون ِي<br />
أكسك ُم ، يا عبادي إنك ُم تخطئون َ بالل َّيل ِ والنهار ، وأنا أ َغ ْفر الذ ُّنوب<br />
جمي عا ً ، فاستغفروني أغفر لك ُم<br />
........ يا<br />
عبادي ل َو أن َّ أ َول َك ُم وآخرك ُم وإنسك ُم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ، ما نق َص<br />
ذلك مما عندي إلا َّ ك َما ينق ُص المخيط ُ إذا أ ُدخل َ<br />
. البحر ). رواه مسلم<br />
ب قال ابن -<br />
رج : هذا يقتضي أن َّ جميع الخلق مفتقرون إلى االله تعالى في جلب مصالحهم ، ودفع مضارهم في<br />
أمور دينهم ودنياهم ، وإن َّ العباد لا يملك ُون لأنفسهم شيئا ً <strong>من</strong> ذلك كل ِّه<br />
.<br />
وإن َّ <strong>من</strong> لم يتفضل االلهُ عليه بالهدى والرزق ، فإنه يحرمهما في الدنيا ، و<strong>من</strong> لم يتفض<br />
ل االلهُ عليه بمغفرة ذنوبه ،<br />
-<br />
. أوبق َته خطاياه في الآخرة<br />
- وفي الحديث دليل ٌ على أن َّ االلهَ يحب أن ْ يسأله العباد جميع مصالح دينهم ودنياهم، <strong>من</strong> الط َّعام والشراب<br />
والكسوة وغير ذلك، كما يسألونه الهداية والمغفرة<br />
.<br />
-<br />
وفي الحديث :( ليسأل أحدكم ربه حاجته<br />
كل َّه ا حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع ).<br />
-<br />
وكان بعض السلف يسأل االله في صلاته كل َّ حوائجه حتى ملح عجينه وعلف شاته .<br />
·<br />
أن ْ أسألك ، قال : سلني حتى ملح عجينك وعلف حمارك .<br />
-<br />
وفي الإسرائيليات : أن َّ موسى - عليه السلام - قال : يا رب إنه لتعر ِض لي الحاجة ُ <strong>من</strong> الدنيا ، فأستحيي<br />
: االله متفرد بكل شيء<br />
يفرد بالإلهية والعبادة والسؤال والتضرع إليه ، والاستكانة له<br />
.<br />
·<br />
-<br />
فإن َّ <strong>من</strong> تفرد بخلق العبد ودايته وبرزقه وإحيائه وإماتته في الدنيا ، وبمغفرة ذنوبه في الآخرة ، مستحق أن ْ<br />
لماذا نسأل االله الهداية؟<br />
-<br />
وأما سؤال ُ المؤ<strong>من</strong> <strong>من</strong> االله الهداية ، فإن َّ الهداية َ نوعان :<br />
هداية - ١<br />
مجملة : وهي الهداية ُ للإسلام والإيمان وهي حاصلة للمؤ<strong>من</strong> .<br />
وهداية ٌ - ٢<br />
مفصلة : وهي هدايته إلى معرفة تفاصيل ِ أجزاء الإيمان والإسلام ، وإعانته على فعل ذلك .<br />
قال ابن -<br />
رجب : وهذا يحتاج إليه كل ُّ مؤ<strong>من</strong> ليلا ً وارا ً ، ولهذا أمر االله عباده أن ْ يقرؤوا في ك ُل ِّ ركعة <strong>من</strong><br />
: } صلام قوله<br />
اهدنا الصراط َ ال ْمستقيم {<br />
، وكان النبي -<br />
صلى االله عليه<br />
وسلم - يقول في دعائه بالليل ِ<br />
: ) اهدني لما<br />
اختلف فيه <strong>من</strong> الحق بإذنك ، إنك تهدي <strong>من</strong> تشاءُ إلى صراط مستقيم<br />
. (<br />
٤۹