Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>من</strong> بين ِ يديه و<strong>من</strong> خل ْفه يحف َظ ُونه <strong>من</strong> أ َمر ِ االلهِ<br />
{<br />
- قال ابن عباس : هم الملائكة يحفظونه بأمر ِ االله ، فإذا جاء القدر خل ُّوا عنه .<br />
ويحفظ ، فيحفظه في حياته <strong>من</strong> الشبهات الم ُضل َّة ، و<strong>من</strong> الشهوات المحرمة ،<br />
عليه دينه عند موته ، فيتوف َّاه على<br />
الإيمان .<br />
وفي الصحيحين عن البراء بن عازب ، عن النبي - صلى االله عليه وسلم - : أنه أمره أن ْ يقول َ ع<br />
ند <strong>من</strong>امه : إن ْ<br />
-<br />
قبضت نفسي فارحمها ، وإن ْ أرسلتها فاحفظها بما تحفظ ُ به عبادك الصالحين<br />
.<br />
- وفي الجملة ، فاالله - عز وجل - يحفظ ُ على المؤ<strong>من</strong> الحافظ لحدود دينه ، ويحول ُ بينه وبين ما يفسد عليه<br />
دينه<br />
دُرُوسٌ تَرْبَوِيّةٌ مِن الأحَادِيثِ الن َّبَوِي َّةِ<br />
-<br />
و<strong>من</strong> أعظم ما يجب حفظ ُه <strong>من</strong> نواهي االله - عز وجل - : اللسان ُ والفرج ، وفي حديث أبي هريرة ، عن<br />
النبي - صلى االله عليه وسلم - ، قال : ) <strong>من</strong> حفظ َ ما بين ل َحييه ، وما بين ر ِجليه ، دخل َ الجنة ( خرجه الحاكم .<br />
-<br />
وأمر االله - عز وجل - بحفظ الفروج ،<br />
ومد ح الحافظين لها ، فقال : } ق ُل ْ لل ْمؤ<strong>من</strong> ِين يغضوا <strong>من</strong> أ َبصار ِهم<br />
·<br />
. ويحف َظ ُوا ف ُروجهم {<br />
وقوله - صلى االله عليه وسلم - : ) يحفظك ( .<br />
قال ابن -<br />
رجب : يعني : أن َّ <strong>من</strong> حفظ َ حدود االله ، وراعى حقوق َه ، حفظه االله ، فإن َّ الجزاء <strong>من</strong> جنس العمل ،<br />
· .{ ينصرك ُم<br />
كما قال تعالى : } وأ َوف ُوا ب ِعهدي أ ُوف ب ِعهدك ُم {<br />
، وقال : } ف َاذ ْك ُرون ِي أ َذ ْك ُرك ُم { ، وقال : } إ ِن ْ تنصروا االلهَ<br />
وحفظ االله لعبده<br />
يد خل فيه نوعان :<br />
-<br />
أحدهما : حفظه له في مصالح دنياه ، كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله ، قال االله تعالى<br />
: } ل َه معق ِّبات<br />
·<br />
الدعاء بحفظ الإنسان نفسه <strong>من</strong> كل<br />
شر :<br />
-<br />
قال ابن عمر رضي االله عنهما : لم يكن رسول ُ االله - صلى االله عليه وسلم - يدع هؤلاء الدعوات حين<br />
يمسي وحين يصبح : ) اللهم إني أسأل ُك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني<br />
ودنياي<br />
وأهلي ومالي ، اللهم استر عورتي، وآ<strong>من</strong> روعتي ، واحفظني <strong>من</strong> بين يدي و<strong>من</strong> خلفي ، وعن يميني وعن شمالي ،<br />
و<strong>من</strong><br />
فوقي ، وأعوذ ُ بعظمتك أن ْ أ ُغتال َ <strong>من</strong> تحتي ( رواه أبو داود .<br />
-<br />
النوع الثاني <strong>من</strong> الحفظ ، وهو أشرف ا<br />
لنوعين :<br />
-<br />
حفظ ُ االله للعبد في دينه وإيمانه<br />
بأنواع ٍ <strong>من</strong> الحفظ ، وقد لا يشعر العبد ببعضها ، وقد يكون ُ كارها ً له ، كما قال في حق يوسف - عليه السلام -<br />
:<br />
} ك َذ َلك لنصر ِف عنه السوءَ وال ْف َحشاءَ إنه <strong>من</strong> عبادنا ال ْمخل َصين<br />
. {<br />
- قال ابن عباس في قوله تعالى : } أ َن َّ االلهَ يحول ُ بين ال ْمرءِ وق َل ْب ِه { .<br />
قال : يحول بين<br />
المؤم ن وبين المعصية التي تجره إلى النار<br />
.<br />
-<br />
وقال الحسن - وذكر أهل المعاصي - : هانوا عليه ، فعصوه ، ولو عزوا عليه لعصمهم.<br />
٦۹