بورما/ ميامنارالتنمية املعسكرة هي دامئًا أمر متعذِّرعزَّرت عقود من الحكم العسكري بيئة سياسية قمعية ومضطهدة تسخر من كل املبادئ الدميقراطية، وتستغلاملوارد العامَّة مبا فيه مصلحة النخبة العسكرية التي ال تكنرُّ أيَّ احرتام لحقوق اإلنسان أو لحكم القانون مهامصَ غُر. ويعاين شعب البلد املقهور الفاقد كل حقوقه األساسية عواقب سوء اإلدارة االقتصادية وتقويض البيئةوتدميها وتخلرُّف التنمية املستدامة. إنَّ بورما يف أشد الحاجة إىل مؤسسات دميقراطية قوية تعزِّز التنميةاملستدامة واملشاركة واملساءلة العامَّتني.“مجلس محامي بورما”1ليزيل تشويوفرة موارد بورما الطبيعية، تواجه أكرثيةالشعب تحدنِّيات الظروف املعيشية نتيجةلسوء اإلدارة االقتصادية الحكومية. فأكرث من32% من السكان يعيشون تحت خط الفقر . 2وقد احتلت بورما املرتبة التصنيفية ال 132 منبني 169 بلدًا بحسب “دليل التنمية البرشية”)HDI( الذي أصدره “برنامج األمم املتحدةاإلمنايئ” لعام 2010. 3 هذا، وينعكس غياباملشاركة العامَّة يف وضع السياسات االقتصاديةيف تخصيص الحكومة 0,5% فقط من الناتجاملحيل القائم للصحة، و0,9% للتعليم . 4 ويفالوقت الراهن، تنفق الحكومة 60% منمصارفاتها عىل قطاعات األعامل العائدةللدولة . 5يحُول غياب املؤسسات الدميقراطية دونمشاركة العامَّة الفعَّالة يف صنع السياساتاالقتصادية واالجتامعية والبيئية. فإساءةاستخدام السلطة أمر مسترشٍ؛ واملرشوعاتدليل املساواة اجلنوسية GEIالتمكنيالتعليمالنشاط االقتصاديالتنموية تُستخدَمُ مللء جيوب املسؤولنيالرسميني العسكريني عىل حساب املواطنني.وقد نظَّم النظام العسكري –املعروف باسم“مجلس الدولة للسالم والتنمية” -)SPDC(انتخابات وطنية يف ترشين الثاين )نوفمرب(2010 –وهي األوىل خالل عرشين سنة- إالأنها اتَّسمت بقوانني انتخاب معيبة ومامرساتقمعية. ويواصل “املجلس” املذكور هيمنتهعىل الحكومة يف بورما، كام يستمر املسؤولونالرسميون يف إساءتهم استخدام سلطاتهم عىلالنحو الذي يحقق مصالحهم. وهم ال يشعرونبأدىن خوف من تبعات مامرساتهم، إذ ال وجوديف الوقت الراهن ألينِّ وسائل تجعلهم يخضعونللمساءلة العامَّة، مامَّ يشجنِّعهم عىل املزيد مناالنخراط يف هذه املامرسات.دستور عام 2008 وانتخابات عام 2010حصَّ ن دستور عام 2008 الحكم العسكريبإجازته تخصيص ربع مقاعد الربملان الوطنيله، فيام خصَّ ص ثلث مقاعد الدولة واملناطقالربملانية ملمثيل العسكر الذين يعينِّنهمالقائد العام . 6 فالعسكر يعينِّنون جميع أعضاء6 Constitution of the Republic ofthe Union of Myanmar, (September 2008),arts 74, 109, and 141.دليل القدرات الأساسية BCIBCI = 75 100GEI GEI = 66 —األطفال الذين 84بلغوا الصف الخامس0 0100 7164100100 10095 92البقاء عىل قيد الحياة يفسن الخامسةعدد الوالدات التي قام بهاكادر صحي مدرَّب،لجنة االنتخابات االتحادية ،)UEC( وهيالهيئة الحكومية املسؤولة عن ضامن حريةاالنتخابات ونزاهتها . 7 هذا، وتنع القواننياالنتخابية املعتقلني السياسيني من االنتسابإىل األحزاب السياسية، بل تفرض القيود عىلشننِّ هذه األخرية أيَّ أنشطة حملويَّة. ويف ردةفعلٍ عىل هذه القوانني املحدنِّدة واملقينِّدة،قاطعت الرابطة الوطنية للدميقراطية )LND(واملجموعات املعارضة الرئيسية األخرىاالنتخابات ونتائجها الالرشعية . 8 ومن الطبيعيأنَّ هذه االنتخابات املزوَّرة الفاسدة، أيضً ا،أُجرِيَت استنادًا إىل ترهيب الناخبني . 9 فمن7 UN General Assembly.Situation of human rights inMyanmar, (15 September 2010).8 M. Maung, “Ethnic leadersjoin NLD vote-boycott roadshow,” inMizzima News, (13 October 2010),.9 J. Davies, and H. Siddique,“Burma election observers report voterintimidation,” The Guardian, (8November 2010), .100431 Burma Lawyers’ Council, Leslie Choi.2 Economy <strong>Watch</strong>, Myanmar (Burma)Poverty Line, Gini Index, HouseholdIncome and Consumption, (May 2011),.3 UNDP, The Real Wealth of Nations:Pathways in Human Development, (NewYork: 2010), .4 UN Human Rights Council. Progressreport of the Special Rapporteur onthe situation of human rights inMyanmar,(Geneva: 10 March 2010).5 Index mundi, Burma Economy Profile,(2010), .National reports 100 <strong>Social</strong> <strong>Watch</strong>
الشكاوى الرئيسية تلك التي تتعلق بالتالعببأصوات الناخبني من خالل جمع األصواتوترتيبها مسبقًا . 10 ويف بعض املناطق، كانالقرويون يُهدَّدون مبصادرة أراضيهم إذا مليقرتعوا لحزب النظام الحاكم، حزب “االتحادللتضامن والدميقراطية” .)USDP( 11يُحصنِّ ن النظام العسكري موقفه من خاللسننِّ القوانني املعونِّقة الستقالل القضاء . 12 فلدىالرئيس سلطة تعيني قضاة املحكمة العلياوإقالتهم وفق ما يراه . 13 فهذه املحكمة ال تارسالقضاء يف القضايا العسكرية أو الدستورية.أضف إىل ذلك أن الدستور يضمن حصانةأعضاء النظام العسكري الحاكم، مانعًا القضاءمن التدخُّل لتنفيذ القوانني يف الحاالت التييضلعون فيها . 14 أمَّا الفساد املسترشي فيقونِّضرشعية القضاء، فضالً عن قدرته عىل حاميةحقوق األفراد، فيجعل مسؤويل الحكومة غريقابلني للمساءلة . 15يف معظم البلدان تضطلع منظامت املجتمعاملدين بدورٍ أسايسٍّ يف تعزيز املبادئ الدميقراطيةوتساهم يف ضامن الشفافية واملساءلة والدفاععن حقوق اإلنسان واملشاركة العامة. أمَّايف بورما فإنَّ هذه املنظامت تواجه القمعوالتقييد والعسف أو املنع من مامرسةأنشطتها املدنية . 16 ففي غياب مجتمع مدينحيوي، تارس الزمرة العسكرية الحكم املطلقغري الخاضع ألينِّ رقابة أو أي مساءلة.وجه التنمية املعسكرة املروِّعباع الحزب الحاكم حقوق استغالل املوارداملحلية للبلدان املجاورة، محصنِّ الً بالينيالدوالرات، فلم ير الشعب البورمي أيَّ فوائداقتصادية من ذلك . 17 عوضً ا عن ذلك، استغلَّتالحكومة، يف سعيها إىل تحقيق مصالحها الذاتيةومرشوعاتها التنموية العسكرية، القروينياملحليني وعرَّضتهم من خالل انتهاكاتهاحقوقهم اإلنسانية واإلساءة إليها.هذا، ويتعرَّض القرويون بانتظام إىل إكراههمعىل العمل لصالح قطعات الجيش البورمي . 18مثالً، خالل إنشاء أنبوب غاز “يادانا” )Yadana(يف رشق بورما )وهو مرشوع مشرتك بني رشكتي“توتال” الفرنسية و”أونوكال” األمريكية التيتلكها “شيفرون” يف الوقت الحايل(، استخدمجنود الحكومة وقطعات الجيش املدنينيفأجربوهم عىل قطع األشجار وحملها لبناءبنية تحتية عسكرية . 19 أمَّا من رفض العملفقد رضُ ب واغتُصب وعُذنِّب وانتهى أمره إىلالقتل . 20ومن إساءات استخدام السلطة الشائعة يف مايُسمَّى “التنمية الحكومية” مصادرة األرايضعىل نطاق واسع. فالقرويون يتلقَّون تعويضً ااسميًّا، أو هم ال يتلقَّون أيَّ تعويض، عنأراضيهم الزراعية املُصادَرة. ففي عام 2010صودر ما مساحته 2,500 آكر تقريبًا مناألرايض يف بورما الجنوبية ووُزنِّعت عىل رشكاتاألخشاب . 21 كام أفاد القرويون الذي يقطنونعىل مقربة من مرشوع أنبوب غاز “شوي”)Shwe( التنموي الذي ترعاه الصني يف بورماالغربية، عن أنَّ السلطات قامت مبصادرةأراضيهم من دون أينِّ تعويض . 22يعتمد العديد من البورميني بصورة أساسيةعىل الزراعة يف تحصيل عيشهم. والعملاإلجباري ال يرتك لهم وقتًا كافيًا لزراعةأراضيهم، فيام تحرمهم املصادرة بشكلٍ كاملمن مصدر عيشهم ودخلهم. باإلضافة إىل ذلك،غالبًا ما ترتافق عسكرة املناطق، عرب ما يُسمَّىب املرشوعات التنموية”، وهو أمر شائع، معمزيد من الرضائب غري الرسمية، التي يفرضُ هاالجنود عىل القرويني املحليني . 23 فلم ترفعهذه املامرسات الفاسدة من مستوى الالأمنالغذايئ وحسب، بل أوصدت، أيضً ا، األبوابأمام الفرص التعليمية، حيث مل يعد املزارعونقادرين عىل إرسال أوالدهم إىل املدارس.األثر البيئييُفاقِمُ التدهور البيئي املستمر الناجم عن21 S.Y. Naing, “Land ConfiscationReported in Dawei Project,” The Irawaddy,(15 December 2010), .22 Mizzima News Group. “Landconfiscation begins with pipeline project,”Mizzima News, (9 November 2009),.23 All Arakan Students’ & Youths’Congress, Overview of Land Confiscationin Arakan State , ( June 2010) . Availablefrom:; Karen Human RightsGroup, Pa’an District: Land confiscation,forced labour and extortion underminingvillagers’ livelihoods, 11 February2006. Available from: .17 EarthRights International,Energy Insecurity, ( July 2010), .18 EarthRights International,The Human Cost of Energy: Chevron’sContinuing Role in Financing Oppressionand Profiting From Human Rights Abusesin Military-Rule Burma, (April 2008),;UN HumanRights Council, Progress report of theSpecial Rapporteur on the situation ofhuman rights in Myanmar, (10 March2010).19 R. Sisodia and A. Buncombe,“Burmese villagers ‘forced to work on Totalpipeline,” The Independent, (14 August2009), .20 EarthRights International, TheHuman Cost of Energy, op cit, .10 Burma Fund UN Office,Burma’s 2010 Elections: A comprehensivereport, ( January 2011).11 Ibid.12 A.U. Htoo, “Analysis of theSPDC’s Constitution from the Perspectiveof Human Rights,” in Legal Issues onBurma Journal, No. 30 (2008).13 Constitution of the Republic ofthe Union of Myanmar, (September 2008),arts 299, 302, 308, 311, 327, and 334.14 Ibid., art. 445.15 US Department of State, 2008Country Report on Burma, (WashingtonDC: 25 February 2009), .16 Human Rights <strong>Watch</strong>, I Wantto Help My Own People, (28 April 2010),.<strong>Social</strong> <strong>Watch</strong> 101 Burma