التقارير الوطنيَّة - Social Watch
التقارير الوطنيَّة - Social Watch
التقارير الوطنيَّة - Social Watch
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
فتعاين من مشكالت يف الحاكمية. فهناك العديد مناملؤسسات والوكاالت املنخرطة، فضالً عن العديدمن الوزارات املختلفة التي تختلط مسؤولياتهافتحدث يف ما بينها تجاوزات، مامَّ يسبِب ارتباكًاشديدًا يف إطار عمل الحاكمية املؤسسية. فالطريقةالتي بُنِيَ بها القطاع العام ال تدفع التنمية الفعالةإىل حينِّز اإلمكان وبالتايل الفعل. والدولة، يف الوقتالراهن، ال تتمتَّع بحاكمية جيدة، كام أنها ال تتَّسمبالشفافية وال تنطوي عىل ثقافة مكافحة الفساد،وهذه كلها ميزات رضورية لتحقيق نتائج حاسمةيف البلد ولجعل التقدم تقدُّمًا حقيقيًّا.وال تزال قطاعات كبرية من السكان تعيش يف فقر،ليس يف املناطق الريفية وحسب، ال بل حتَّى يفاملدن أيضً ا، واألرس التي ترعاها النساء هي األكرثتعرُّضً ا وضعفًا وهشاشة. ويف السنوات األخرية بلغاإلنفاق العام عىل الضامن والتأمني االجتامعينينحو 1,16% من الناتج املحيل القائم، إال أنَّ هذهالنسبة هي أقل حتَّى من املعدل الوسطي يفأفريقيا الذي كان 1,44% )وزارة حامية العائلةواملجموعات النسائية واألطفال(.والواضح أنَّ مثَّة رضورة ملقاربة جديدة، ألنَّ الربامجاملخصَّ صة ملعالجة هذه املشكالت ليست منسَّ قة،فبعض التدخُّالت مكرَّر، وكثري مامَّ نُفنِّذ منها ليسفعَّاالً، وهو ما ينعكس يف النتائج الضحلة التيتحقَّقت.وقد أُقرَّ “قانون التوجُّه االجتامعي” الذي يعزنِّزحقوق املعوَّقني أصحاب الحاجات الخاصةويحميها يف عام 2010، ولكنه مل يُنفَّذ حتَّى اآلن،كام مل يوضع موضع التنفيذ إطار العمل الرضوريلتوفري الرعاية للناس ذوي القدرات املختلفةولدمجهم يف الحياتني االجتامعية واالقتصادية.االضطراب االجتامعيمثَّة حركات اجتامعية عىل نطاق واسع يف السنغالتدعو إىل ظروف معيشيَّة وعمل وأمن أفضل، كامرُصد خروج تظاهرات تحتجُّ ضد كلفة املعيشةاملرتفعة وتقنني الطاقة، فيام تبدَّى فشل الحكومةيف القيام بعمل فعَّال ملساعدة ضحايا الفيضانات.وقد أشاع هذا االضطراب التوتر يف حياة السنغالإزالة مكثَّفة للغابات: قنبلة إيكولوجيَّة موقوتةتتالىش الغابات يف جنوب البالد برسعة، بحيث تجري العملية هذه دون أمينِّ ا تحقُّق أو مراقبة.ففي تقرير صادر عن مفوضيَّة “مجلس كانديون مانغانا الريفي” تحت عنوان: “القنبلةاإليكولوجيَّة املوقوتة”، يوصف تدمري النَّبيت يف هذه املنطقة باعتباره: “إعدامًا حقيقيًّا”.وهذا الهجوم عىل النبات عرب كل الحزام الشاميل من منطقة “كاسامانس” مستمر منذ عقود،إال أنه حاد عىل نحو خاص يف مقاطعة “بيغنونا”، ليشهد تكثيفًا هائالً منذ عام 2005. أمَّالسبب الرئييس لهذا التفاقم هو التمزُّق الذي تسبَّب به النزاع مع “حركة قوات كاسامانسالدميقراطية” ،)MFDC( وهي حركة مسلَّحة تطالب باالستقالل منذ 30 سنة عن هذا الجزءمن جنوب السنغال.تشمل عملية إزالة الغابات يف هذه املنطقة مجموع النبات الذي يُحرق من دون تييز، مامَّتسبَّب بزيادة انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبنِّب بدورها االحرتار العاملي وتغريُّ املناخ.ومثَّة، أيضً ا، عوامل أخرى تشمل التدهور الحاصل يف هذه الغابات: إذ يجري إفراغ األرايضمن غطائها النبايت الطبيعي لتُزرع فيها محاصيل أخرى، ويف سياق ذلك يُحصل عىل الفحمالخشبي الذي يلبي حاجات السكان، إضافة إىل استخدام أخشاب األشجار املقطوعة يف صناعةاإلنشاءات، األمر الذي يهدد أنواعًا نباتية نبيلة تتميَّز أصالً بنموها بالغ البطء.ولكبح عملية إزالة الغابات ينبغي التزام سلسلة كاملة من اإلجراءات. إذ ينبغي عىل الحكومةأن تُعيد إحياء الغابات املتدهورة وتقويم برامج إعادة زرعها وتنفيذ االسرتاتيجيات املالمئةوإجراء البحوث العلمية ذات الصلة وتبننِّي مامرسة إدارة املوارد املستدامة، وحامية الغاباتاملوجودة )وبصورة رئيسية منع الناس من حرق أشجارها(، وتعزيز استخدام مصادر بديلةللطاقة وحامية الرتبة وفرض رقابة أشد حزمًا عىل استغالل الغابات، وذلك كجزءٍ من سياسةعامة إلحياء أنواع نباتية معيَّنة وحاميتها.عىل مدى سنة من الزمن، فكرثت فيه املسرياتواالعتصامات وسلسلة اإلرضابات يف نظم التعليموالخدمات الصحية، وحتَّى يف النظام القانوين)القضايئ(.وقد نبعت االحتجاجات من إرضابات نُفنِّذتيف داكار حظيت بالدعم من قادة دينيني )أمئةًوكهنةً(، لتنترش وتعم أنحاء البالد، ولكن الحكومةحاولت أن تتجاهلها. بدايةً، كانت الرشارة التعبريعن السخط عىل نطاق واسع حيال كلفة املعيشةالباهظة وتقنني الطاقة وعدد من املسائل األخرى،مبا فيها تجريف القيم الدميقراطية والتدهور العاميف ظروف الناس املعيشيَّة.ثمَّ ما لبثت الحركة أن تنوَّعت وشملت جامعاتمختلفة عُربُّ عنها بنزول التظاهرات إىل الشوارعوعىل رأسها األمئة والكهنة يف عام 2009 لالحتجاجبقيادة حركة الشباب marre“ ’Y” en a التيتزعَّمها موسيقيو ال “هيب هوب” وجمعياتالعامل وغريهام من املجموعات االجتامعية التيعقدت اجتامعات حاشدة وأعلنت اإلرضاب تلواإلرضاب يف نواحي القرص الرئايس.التحدِّ ي البيئيمثَّة يف السنغال مشكالت بنيوية ترتافق وتنميةاملدن غري املستدامة. فخدمات رصف املياه املبتذلةما تزال غري مالمئة، مع أنَّ كثريًا من األموال أُنفقعىل النظافة العامة )حتى رست طرفة يف أوساطالناس بأن “هناك ذهبًا يف هذه النفايات”(.ولكن هناك أيضً ا مشكالت أخرى، كإزالة الغاباتوانجراف الساحل مبا يهدنِّد مُنْجَمَعَاتٍ كاملة.وقد ازدادت مشكلة الفيضان سوءًا وتفاقمت يفظل غياب أينِّ تخطيط وقايئ، فيام تبدو مبادرات<strong>Social</strong> <strong>Watch</strong> 113