30.09.2020 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 02

ماكو فضاء حر للابداع MAKOU free space for creativity ماكو مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ



ماكو فضاء حر للابداع
MAKOU free space for creativity
ماكو
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل
من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة
بهذا التاريخ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

إسماعيل فتاح الترك:‏ شهادة مختصرة

علي جبار

بلغت منصات البناء ارتفاعاً‏ هائالً‏ أكاد أراه

من باحة منزلنا البعيد عن مكان اقامة نصب

الشهيد.‏ يف أحالمي كنت أسابق األيام لرؤية

هذا العمل مكتمالً.‏ وقد جاء ذلك الليل العجيب

الذي رأيت فيه جوهرة مضاءة من بعد ثالثة

آالف متر.‏ اكتمل العمل ولم أكن أتخيل بأني

سألتقي يوماً‏ بالفنان الذي صممه رغم أني

كنت مطلعاً‏ ومواكباً‏ لكل ما ينجزه يف الفن.‏

لكني يف ذلك الوقت كنت خارج الوسط الفني.‏

يف مهرجان الواسطي اخلامس عام 1985، ويف

املتحف الوطني للفن احلديث،‏ إلتقيته أول

مرة.‏ وكان قد بادر هو للحديث معي ألنني كنت

يف غاية احلرج واخلجل،‏ وكان معجباً‏ كثيراً‏

باللوحتني اللتني شاركت بهما،‏ وقد حصلت

على جائزة الواسطي األولى.‏ وقتها قال لي:‏

‏"لو ما منطيك اجلائزة كان متت من القهر".‏ ثم

أخذني من يدي ليعرفني بنجوم الفن العراقي

وجهاً‏ لوجه.‏ كان مسروراً‏ ومحتفياً‏ بصدق.‏

وهكذا فتحت لي السماء فرصتني كبيرتني من

السعادة:‏ لقائي باسماعيل فتاح الترك،‏ ودخولي

الوسط الفني من بوابة كبيرة.‏ حينها كنت ما

أزال أدرس يف معهد الفنون اجلميلة ومشغلي

يقع يف منطقة املنصور قريباً‏ من املعهد يف

بغداد.‏ وقد اقترح مرة أن يزورني هناك ويرى

ما أفعل.‏ كانت زيارته األولى بهية وحدثاً‏ مهماً‏

يف حياتي،‏ إذ أعجبته غالبية اللوحات،‏ وحرّض

بداخلي العمل يف النحت حينما قال:‏ ‏"من خالل

رسوماتك أرى لديك إحساساً‏ عالياً‏ بالنحت...‏

تقدر تنحت بسهولة".‏ ثم أضاف:‏ ‏"هل تعلم أن

الرسام اجليد هو نحات جيد،‏ لكن العكس غير

صحيح.‏ أما أنا فحالة استثنائية ألن زوجتي

ليزا هي التي ألهمتني باجتاه الرسم".‏

استمرت بعد ذلك اللقاءات والنقاشات الكثيرة،‏

إلى أن حانت حلظة قبولي يف آكادميية الفنون

اجلميلة يف بغداد،‏ وصرت أراه كل يوم ألنه كان

أستاذ النحت هناك.‏ كنت أسمع جملة يكررها

لي دوماً‏ : ‏"أنت فنان شجاع".‏ كان يحب جيل

الشباب بشكل استثنائي ويدافع عنهم يف كل

مؤسسات الدولة الفنية،‏ ويكرر القول:‏ ‏"أنا

واحد منكم وأتعلم منكم أشياء كثيرة".‏ هذا

الهاجس وروحه الشابة قرّباه منا بشكل رائع،‏

فكسر بإرادته الصورة التقليدية النمطية ألستاذ

الفن.‏ بينما كنت أدْرس الرسم يف صفوف الفنان

إسماعيل فتاح الترك مع علي جبار،‏

بغداد 1985

156

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!