30.09.2020 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 02

ماكو فضاء حر للابداع MAKOU free space for creativity ماكو مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ



ماكو فضاء حر للابداع
MAKOU free space for creativity
ماكو
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل
من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة
بهذا التاريخ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

عندما سمع من الراديو تأسيس املعهد،‏ وجد

نفسه أمام رغبة حادة لاللتحاق به.‏ ويف حينها

قدم عملني كان قد نقلهما من الكتب،‏ وهما

‏"اجلوكندا"‏ لدافنتشي و"العائلة"‏ ملايكل أجنلو.‏

ضياء:‏ كيف جاءتك فكرة تقدمي هذا النوع من

األعمال؟

كنت شديد اإلعجاب بأعمال الفنانني

املستشرقني،‏ وكنت أحاول رسمها مرات عديدة.‏

ضياء:‏ ماذا كان رد جلنة القبول؟ وهل تتذكر

فنانني آخرين كانوا معك؟

أبدى الفنان عطا صبري إعجابه الشديد،‏

فتم قبولي يف قسم الرسم وذلك لعدم وجود

قسم للنحت حينذاك.‏ معي كان أدهم إبراهيم

وخالد العسكري،‏ وعلى الرغم من قوة أعمال

األول فإنه لم يتمكن من املواصلة.‏

ضياء:‏ كنت أشاهدك يف مرسم األستاذ جواد

سليم يف القسم املسائي،‏ ما الذي جعلك تلتحق

بالدراسة املسائية يف معهد الفنون إلى جانب

دراستك الصباحية؟

يف أحد الدروس طلب منا األستاذ إسماعيل

الشيخلي يف حصة األعمال اليدوية عمل رمانة.‏

نفذت ما مت طلبه بشكل دقيق وتفصيلي،‏

وعندما شاهدها أخذني من يدي وذهب بي

إلى األستاذ جواد سليم وقال له:‏ ‏"هذا الطالب

يحتاج الهتمامك".‏ إلتفت جواد لناحيتي وقال

لي:‏ ‏"أقترح أن تأتي إلى القسم املسائي للعمل

معي".‏ وبالطبع كان أمراً‏ مثيراً،‏ خاصة وأنني

كنت أقيم يف القسم الداخلي ولدي الكثير من

الوقت الذي ميكن استغالله واكتساب املزيد من

املعرفة.‏

لم يكن إسماعيل يعرف ما هي أهمية جواد،‏

ولم يدر أن من يحيط به من مدرسني هم يف

الواقع أهم الفنانني العراقيني حينذاك.‏ لعل

تدخل جواد سليم رائد حركة احلداثة الفنية

قد فتح األبواب أمامه ملا هو أبعد من الدراسة

املنهجية والتقليدية.‏ يف حينها يذكر إسماعيل

أنه كان معجباً‏ بالفن االشتراكي املتمثل يف

الكثير من النصب،‏ وقد حاول التعبير عن هذا

االعجاب أمام أستاذه.‏ فما كان من جواد إال

القول الذي لم يدرك معناه يف حينها،‏ ولم ينسه

حتى آخر أيامه:‏ ‏"إذا كنت معجباً‏ بهذا النوع من

الفن فلن يكون باستطاعتي تقدمي ما يفيدك".‏

أصيب إسماعيل بخيبة منه،‏ ولم يصدق

كيف ألستاذه قول ذلك.‏ يف الصف الثاني يف

املعهد،‏ طلب جواد منهم عمل موضوع.‏ فاختار

إسماعيل عمل فالح يقف مع مسحاه.‏ يقول:‏

‏"بدأت بتهيئة الهيكل املعدني ثم قمت بتغطيته

جواد سليم يتفحص املوديل الذي يشتغل عليه إسماعيل فتاح الترك،‏ معهد الفنون اجلميلة،‏ بغداد ١٩٥٧

بالطني يف أماكن مختلفة.‏ وعندما شاهده جواد

طلب مني البدء بصبه بالبالستر.‏ استغربت من

طلبه وقلت له لكنني ال زلت يف املراحل األولى

من بنائه.‏ ال بأس،‏ قال جواد،‏ ميكنك عمل آخر

كما تريد.‏ عند االنتهاء من صب الهيكل املعدني

صبغه جواد بنفسه بلون برونزي وطلب مني

عرضه،‏ كان ذلك عام 1957.

هذا النوع من العالقة اختصر إلسماعيل الكثير

من االلتباسات،‏ وجعله أكثر قناعة يف البحث

عمّا هو أبعد من املرئي،‏ ال بل الذهاب ملغامرة

اكتشاف نفسه ومدى طاقته على االختالف

األسلوبي عن أقرانه.‏ بعد أن أكمل إسماعيل

دراسته يف معهد الفنون،‏ القسم الصباحي،‏ قدّم

أوراقه للعمل يف وزارة املعارف كمدرس رسم

حيث مت تنسيبه إلى معارف الناصرية.‏ وهنا

تدخل جواد سليم عندما علم بذلك،‏ فأخذه

بيده إلى الوزير شخصياً‏ وطلب منه تعيينه يف

بغداد لكي يظل على اتصال باملعهد...‏ وكان له

ما أراد.‏

كان دوام إسماعيل يف القسم املسائي نوعاً‏ من

اخلبرة ال تتوافر بسهولة،‏ فقد كان أكثر من

تلميذ بالنسبة ألستاذه.‏ ولم يكن معنياً‏ باجلانب

الرسمي منها،‏ لكن أستاذه جواد طلب من اإلدارة

قبوله يف الصف الرابع ملا كان يتمتع به من قدرة

فنية متميزة.‏ أتاح له هذا القبول فرصة التقدم

لدراسة الفن،‏ وقبوله يف إحدى الزماالت التي

أعلنتها وزارة املعارف يف تلك السنة.‏

ضياء:‏ من املعروف بأنك درست فن الفخار

عندما ذهبت إلى روما،‏ ما الذي جعلك تختار

هذا الفرع،‏ خاصة وأنك كنت من أكثر التالميذ

إبداعاً‏ يف النحت على األقل؟

كان ذلك مقترح أستاذي جواد ألنه،‏ كما

أعتقد،‏ كان راغباً‏ عند عودتي أن أعمل يف قسم

الفخار الذي كان يشرف عليه الفنان القبرصي

املعروف فالنتينوس.‏

ضياء:‏ قبل سفرك إلى خارج العراق للدراسة،‏

هل تتذكر املشهد الفني العراقي خاصة وأنك

سافرت عام ثورة ‎1958‎؟

كان املشهد الفني متواضعاً،‏ وكان معرض

املنصور السنوي أهم األحداث.‏ شاركت يف

إحدى دوراته،‏ فتم قبول عملي النحتي ورفض

عملي يف الرسم.‏ نشرت مجلة ‏"العاملون يف

النفط"‏ التي كان يشرف عليها جبرا إبراهيم

جبرا صورة لعملي النحتي وعنوانه ‏"احلفافة"‏

ودفع لي دينارين عن ذلك.‏ كما شاركت

حينها مع كاظم حيدر ونوري الراوي مبعرض

98

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!