Attention! Your ePaper is waiting for publication!
By publishing your document, the content will be optimally indexed by Google via AI and sorted into the right category for over 500 million ePaper readers on YUMPU.
This will ensure high visibility and many readers!
ماكو فضاء حر للابداع
MAKOU free space for creativity
ماكو
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل
من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة
بهذا التاريخ
ماكو فضاء حر للابداع
MAKOU free space for creativity
ماكو
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل
من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة
بهذا التاريخ
43صورة رقم 1ماهي اال عملية حتفيز واستعداد للتمرد، واياكانت االسباب، فنحن أمام مشهد رجل وهويحاول كبح جماح حصان من خالل مشهدمختار من قبل الفنان. يظهر الرجل ذاته يفتخطيط سليم بحجم يتناسب مع حجم احلصانبينما يتضخم حجمه يف تخطيط الترك )صورهرقم 1( وهذا مايشير الى اعطاء االهمية لرمزالرجل وتراجع اهمية رمز احلصان بالنسبةله، ملتزما من خالل ذلك مببدأ املبالغة يفتصغير احلجم أو تكبيره يف الفن الرافدينيإسماعيل فتاح الترك 1988مختارات من دفتر حتية الى جواد سليم48 صفحة، مواد مختلفة على الورق. * 35 29 سممجموعة خاصة، لندن.
دفاتر الترك: تواشجات تراث وحياة شخصيةتغريد هاشم"الرسم مجرد طريقة أخرى لالستمرار يف كتابةدفتر املذكرات"بابلو بيكاسومع الدفاتر الفنية للفنان إسماعيل فتاح التركننطلق يف رحلة مع ابن بصرة السندباد التي ماتزال نسائمها اجلنوبية الرطبة تالمس ارواحنااملتقدة بالعشق األبدي الرض الوطن. ومعا،نغور يف أسباره من خالل البحث يف دفاترهالفنية التي أنتجت ما بني العام 1988- 2000."الوفاء الى جواد" هو عنوان أول هذه الدفاتر،وثمة دفتر آخر بال عنوان يشير محتواه الىمن عرفهم يف حياته، حتى أنه كتب فيه بتاريخ28 شهر نوفمبر من عام 1995: "كل مارسميف هذا الدفتر هو أعز االحبة واروع الناسالذين أحببتهم يف حياتي". وأما الثالث فكانبال عنوان مع تكرار متعمد لبعض املواضيعواملفردات، كالوجوه مثال، وهي ثيمة مفضلةاتخذ لها أمكنة يف جميع دفاتره تقريبا. انبثقتفكرة إجناز دفتر )حتية الى جواد( بعد لقائهبالفنان ضياء العزاوي يف لندن، والذي كانيستعد إلقامة معرض حتية للفنان جواد سليم -وهو كتقليد مارسه الكثير من الفنانني العاملينيأمثال بيكاسو وانتوني كالفيه وروبرت روشنبرغ- تبنى فيه الفنان ضياء العزاوي وكذلك الفنانالترك، الرموز واملفردات التي كان يستخدمهاالفنان الكبير الراحل جواد سليم .رسم الترك يف أجزاء من تلك الدفاتر باحلبراالسود وتدرجاته، مع اضافة اللون االوكر)التبني( احيانا وقلم الرصاص احيانا اخرىوخصوصا يف دفتره املعنون الى جواد، بيد أنهيف دفاتره االخرى، أنتج أعماال باأللوان املائيةواالكريلك، متنقال بني اللون االزرق واالحمرواالصفر، محافظا على نقائها تارة ومازجابعضها ببعض تارة أخرى.حفل الكثير من تلك األعمال مبواضيع الوجوهاملختلفة: وجوه االستاذ املعلم جواد سليم ووجوهالعاشقات، والزوجة واالبن واالصدقاء… وثمةايضا تخطيطات حتضيرية للوحات وتواريخمكتوبة أو تدوينات ألفكار وذكريات وكأنه كانيفكر رسما بالقلم والفرشاة.يف دفتر )الوفاء الى جواد(، نطالع مجموعتنيمن األعمال: األولى موجهة الى الفنان الكبيرجواد سليم بشكل مباشر، وهي تعنى بإعادةرسم لوحات هذا األخير بأسلوب اسماعيلالترك الشخصي وايضا مختارات من رموزنصب احلرية.لم تكن خيارات الترك تلك عشوائية على ماأظن، فقد استدعى يف هذا الدفتر بعضا منرموز نصب احلرية كاحلصان والكف املفتوحةوهي بالذات الكف اليسرى للفتاة حاملة الشعلةوالسجني الذي يحطم القضبان، باإلضافةإلى وجه للفنان سليم وبعض من لوحاته مثل:صبيان يأكالن الرقي والفالح وزوجته وليلةاحلنة ولوحات اخرى.سيعيد الترك يف هذا الدفتر صياغة احلصاناجلامح يف نصب احلرية للفنان جواد سليممن خالل قراءته الذاتية ألحدى دراساتهالتحضيرية ملشروع ذلك النصب. حيث يظهرفيه احلصان اجلامح ومحاولة السيطرة عليهمن قبل أحد الرجال.وقبل أن نسترسل يف حديثنا عن استعادة التركللمفردة هذه، علينا العودة قليال الى مفهوم رمزاحلصان يف نصب احلرية والذي يتجلى منخالل تنصيب جواد سليم للحصان الرمز وهومحاط باربع رجال لكل منهم رمزية معينة يفتاريخ العراق وحتديدا ثورة ١٤ متوز 1958، كماذكر جبرا إبراهيم جبرا يف كتابه )جواد ونصباحلرية( 1974، وهو يستعيد فيها حادثة جتمهرالناس واسقاطهم متثالني مهمني يف بغداد،أولهما كان ميثل اجلنرال البريطاني )مود(على صهوة احلصان قرب السفارة البريطانيةوالثاني كان للملك فيصل األول وهو ايضاعلى صهوة احلصان قريبا من مبنى اإلذاعةوالتلفزيون. والثالث كان ميثل الشعب الثائر،وأما الرابع فسيرفع الراية معلنا اندالع الثورة،وللفنان شاكر حسن آل سعيد رأي آخر ورديف كتابه )جواد سليم، الفنان واالخرون( يؤكدفيه على حرية قراءة العمل الفني، فيقول: "إنوضعيات االشخاص واالشياء يف هذه اللوحةمتثل الفوضى ثم التهيؤ، ومن ثم التحول نحونظام الثورة الشعبية، وهو موضوع زاخر مبعنىاالنطالق والبدء، رغم دواعي احلفاظ علىالوضع السابق. وهكذا فإن االجتاهات املتقاطعةاآلن هي اجتاهات متعارضة. فاحلصان ينطلققافزا نحو اليمني وهو ما توحي به قدماهاالماميتني يف حني يتجه برقبته نحو االعلى،وبراسه نحو اليسار." ويستنتج آل سعيد بأنالتأكيد على فوضى االجتاهات كما وصف،42