30.09.2020 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 02

ماكو فضاء حر للابداع MAKOU free space for creativity ماكو مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ



ماكو فضاء حر للابداع
MAKOU free space for creativity
ماكو
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل
من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة
بهذا التاريخ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

حني،‏ أقرب إلمياءات تشير إلى الوفرة واللذة.‏

إختار لها يف آن،‏ مكاناً‏ على سطوح مربعة،‏

رمبا ليعزز بتلك املربعات طبيعتها األيقونية،‏

أو ليمنحها طبيعة شيئية.‏ لكنه يف آن آخر،‏

عاد ليبقيها يف أمكنتها األصلية على الصدور،‏

معلقة،‏ كما لو كانت أقرب إلى نياشني وأوسمة،‏

منها إلى اثداء.‏ تترشح من تلك األعضاء

اجلنسية،‏ رغباته الشبقة،‏ وولعه الكبير بجسد

املرأة،‏ فتطفو غرائزه على سطوحها سافرة عن

نفسها.‏ انه ينحت األثداء املترفة كما لو كان

يالمسها،‏ ويشط يف تكبير حجمها،‏ أفليس

التكبير من عالمات اخلصوبة؟ ثم انه لم يرد

لنا أن نراها يف سماوات التسامي العاليات،‏ بل

وهي كما هي متاماً،‏ موجودات أرضية صرفة.‏

ثمة أيضاً،‏ أفواه نساء بضّ‏ ة،‏ مرسومة او منحوتة

برقة تعبيرية واضحة،‏ مشبعة برغبة حسية

نافذة.‏ وبدت صراحة الشَ‏ عَر الكثيف،‏ لدى

شخوصه،‏ منبجسة من الصدور وحول أعضاءها

اجلنسية بال حشمة،‏ فهي بذلك منتجات غرائز

وسمو لها،‏ راح الفنان يستعيدها يف رسوماته

ومتاثيله ذات الهيئات غير املكتملة واملتعرضة

يف الغالب إلى نقص أو التباس مقصودين،‏

يؤجج بهما تلك احلاجة املتأصلة فينا للتأويل

الشكالني بكل مشاربه وخياراته املتعددة.‏

هي أيضاً‏ رسومات ومنحوتات بال مجازات،‏

وال أساطير او ميثولوجيات.‏ إال أن الفنان يف

املقابل بدا كما لو كان يجهد يف جمع الشتات

اإلنساني،‏ ويراهن على توحيده داخل متثال

إلنسان متوحد،‏ متثال إلنسان واحد،‏ وكأنه

خالصة كل الكينونات البشرية.‏ رسم شخوصه

بخطوط تتراوح ما بني صفتي الرصانة والنزق،‏

وما بني خشونة ورقة.‏ فمرّة،‏ تشق طريقها كمثل

شهب ثاقبة يف دجى السماء،‏ ومرّة،‏ متشي

متعرجة مترددة تختلج يف خطواتها.‏ إنها حدود

خطية صنعتها يده النزقة،‏ مشيرةً‏ الى الشيء

دون الرغبة يف متثيله بالكامل،‏ يتعرض بعضها

الى إنفجارات حبرية تنتشر هنا وهناك بسبب

ارجتالية حركة قلمه املتعجل ذي السن الذي كان

يبدو كما لو كان قد ترك أثر انغراسه يف الورق،‏

أو ألنه توقف ليترك ورائه بقعة واسعة - يروي

لي الفنان علي جبار أن الترك كان يصنع اقالمه

اخلشبية بنفسه،‏ وهي يف األصل عبارة عن

فرش قدمية يشقها من الوسط مبسافة حوالي

عشر سنتمترات،‏ لينساب احلبر إلى السن

بصورة منتظمة وعلى قدر أكبر من االستمرار-‏

أفضى مسلك الفنان هذا إلى اإلتيان بخطوط

ذات سمات غاية يف التنوع والتباين.‏ وسيعود

رأس القلم الصلب هذا إلى منحوتاته إلحداث

خطوط محزوزة على سطوحها،‏ خطوط هي

متثيل لتصدعات أو ندوب،‏ كأنها أخاديد ترسم

جروحها.‏ وتبدو هذه اخلطوط يف إحالة تأويلية

اخرى،‏ كما لو كانت محاوالت و جتارب لتحديد

تفصيلة أو تأكيد ملالمح عضلة أو تفعيل ملنطقة

يف اجلسد لم يرتض لها أن تكون ساكنة،‏ فآثر

أن يفعّلها بتلك اخلطوط املصفوفة،‏ املتوازية،‏

املتقاطعة،‏ املتقطعة،‏ املنكسرة،‏ اللينة،‏ القاسية،‏

ذات الشحنات التعبيرية الصارمة.‏ ثمة أيضاً‏

خطوط تتوقف يف منتصف طريقها،‏ فينقطع

إسترسالها يف توضيح مبتغاها الشكلي،‏ وكأن

التيه اعتراها.‏ وأخرى،‏ حتفر بإصرار وعناد

على السطح،‏ صورة ملالمح الشيء املراد رسمه.‏

وتسكن العيون،‏ األنوف،‏ األفواه،‏ الرؤوس،‏

إسامعيل فتاح الرتك 1987

بالستر * 20 18 * 31 سم

مجموعة خاصة

إسامعيل فتاح الرتك 1987

برونز‎20٠‎ * 18 * 31 سم

مجموعة منى الحالق،‏ بريوت

إسامعيل فتاح الرتك 1985

سيراميك * 20 18 * 10 سم

مجموعة خاصة،‏ لندن

31

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!