30.09.2020 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 02

ماكو فضاء حر للابداع MAKOU free space for creativity ماكو مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ



ماكو فضاء حر للابداع
MAKOU free space for creativity
ماكو
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل
من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة
بهذا التاريخ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

كبيرة إلنسان يعيش يف هذه الفترة ويف العراق.‏

فجاءت أعمالي تعبر عنها".‏ ويقول شاكر حسن

عن ذات الفترة يف كتابه اآلنف الذكر:‏ ‏"وهكذا

يتضح لنا…‏ أن الفترة التي نحن بصددها كانت

غنية مبصادر البحث عن ‏)الشخصية الفنية(‏

من قبل الفنان العراقي،‏ خالفا للفترة السابقة

‏)مرحلة اخلمسينات(‏ حيث كان همه أن يبحث

عن مصادر الرؤية للجماعة الفنية.‏ أي أنه،‏ ‏)أي

الفنان(‏ بعد أن كان يفضل البحث عن رؤية فنية

عامة للجماعة التي ميثلها،‏ وهو بذلك يتمتع

بطاقات من الوعي االجتماعي،‏ أصبح مياالً‏ إلى

االنفراد يف طرح رؤيته الفنية الذاتية،‏ فهو اآلن

أكثر تعبيراً‏ عن وعيه الشخصي يف الفن".‏ )11(

كان موضوع اللوحة اخلمسينية يقوم على مبدأ

إعادة إنتاج الواقع االجتماعي كموضوع للرسم،‏

وقد تزامن ذلك مع دعوة املثقفني اخلمسينيني

لتحقيق تغيير داخل البنية االجتماعية عبر

أدوات تغييرية اجتماعية محافظة.‏ يف حني

جاءت اللوحة الستينية وثقافة الستينيني لتفعّل

نزعة التمرد على الواقع ومحاولة هدمه ونبذه

لبناء عالم جديد.‏ واتسم الفنان واملثقف الستيني

حلد ما بالذاتية والرغبة باالنشقاق عن املجتمع،‏

ولذا بدت أغلب األعمال الفنية يف ذلك الوقت

متيل إلى نزعة التعبير الذاتي،‏ لكن حلني من

الزمن،‏ إذ سرعان ما راحت تكشف عن مواقف

اجتماعية وثورية رصينة.‏ وبالتأكيد كانت هناك

ظروف موضوعية أدت إلى تلك النزعات الذاتية

والتجريبية،‏ حيث عصفت بالعراق وبالوطن

العربي أحداث سياسية واجتماعية صعبة

كانت وراء تشكيك الفنان بالطابع االجتماعي

للفن والثقافة،‏ فتحوّل باجتاه الذات وتصوراتها

من خالل بعدها السايكولوجي والغريزي خارج

املجتمع وشروطه اجلمالية والتعبيرية.‏ وتزامنت

مع هذا املوقف املتمرد،‏ حلول الترك التجريبية

املبكرة،‏ فبدت أعماله األولى قريبة من مظاهر

الفن الالشكلي مبفرداته التجريدية التي ال

تقبل اإلحالة إلى مرجع محدد.‏ ويبدو لي أن

قيمة هذه األعمال قامت على خلخلة ذائقة

املتلقي التقليدي من خالل هدم البنى اجلمالية

السائدة عنده،‏ والتبشير بأمناط جديدة تقوم

على استثمار املخيلة احلرة مبا يف ذلك من سبل

تعتمد على اعتماد الصدفة واالرجتال والرسم

الصايف ونبذ اجلانب األدبي السردي يف اللوحة.‏

فالفنان هنا ال يهدف إلى حتقيق معنى محدد،‏

وهو بهذا يلتقي مع الكثير من فناني احلداثة

التي دافعت عن مفهوم نفي مركزية املعنى يف

اللوحة،‏ والذي يعني التخلي عن احملتوى األدبي

املباشر،‏ وأن يهتم الفنان اوالً‏ بالصورة ككيان

قائم بذاته،‏ قبل أن يحيل الى شيء خارج عن

ذاته.‏

وسنجد مايعبر عن بوادر نضج هذه املعطيات

اجلديدة لدى الترك بعد عودته من روما،‏ وحني

أقام معرضه الشخصي األول عام 1965 يف

املتحف الوطني للفن احلديث ببغداد،‏ وقد كان

معرضاً‏ إشكالياً‏ أثار جدالً‏ يف الوسط الفني.‏

فقد قدم اعماالً‏ غالباً‏ ما كانت لها إيحاءات

سايكولوجية أو جنسية،‏ وشحنات من عواطف

ذاتية مباشرة مترد فيها إسماعيل على الواقعية

24

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!