30.09.2020 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 02

ماكو فضاء حر للابداع MAKOU free space for creativity ماكو مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ



ماكو فضاء حر للابداع
MAKOU free space for creativity
ماكو
مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل
من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة
بهذا التاريخ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

وجند يف موضع آخر وهو يف اللوحة املنجزة

عام 1966 تفصيلة لصورة فوتوغرافية لكف

مجتمعة مع أشكال جتريدية ‏)صفحة رقم 12(

األمر الذي أدى الى تصعيد التنافر ما بني ما

هو واقعي وما هو جتريدي ال شكلي يف إنشاء

غرائبي هذه املرة،‏ معتمدا على تهجني واضح

ملوضوع العمل الفني،‏ يف مشهد ملغز يطغى

عليه اللون الرمادي.‏

وأياً‏ كان األمر فإن هذه اللوحة كسابقاتها من

أعمال الرسامني الستينيني التجريبية التي

شهدت ظهور محاوالت إلجناز ‏)اللوحة املركبة(‏

التي تستخدم وسائل تعبيرية وبصرية مختلفة:‏

مزاوجة الفوتوغراف والتجريد الصرف يف

حالة لوحة الترك هذه.‏ ولم يكن من الصعب يف

تلك املرحلة أن يحزر املرء بأن مفهوم إسماعيل

األساسي يف الرسم كان أن يصنع صورة بالدرجة

األولى،‏ قبل أن يهتم بتفعيلها داللياً.‏ وقد جنح

يف التضييق على سبل ظهور الطابع التمثيلي

املدعوم باحملتوى،‏ ذاهباً‏ باجتاه التعبير عن

املشاعر اخلام واآلنية املباشرة،‏ فغدت لوحاته

من الناحية األدائية آنذاك مغطاة بالطالء الثقيل

وأعمال الفرشاة اخلشنة تارة،‏ والرقيقة تارة

أخرى.‏ وظلت تلك اللوحات كما أتت تابِعاتها،‏

ملتزمةً‏ بروح الرسم اجلريء واملكثف واملقتضب

موضوعاً‏ ومفردات،‏ واضعاً‏ يف مراكز تكويناتها

الشخصية البشرية املتوحدة واملموهة شكالً‏ و

ملمحاً.‏ كانت أغلب تلك اللوحات متثل مشاهد

هي أقرب إلى احللم،‏ وبال عمق منظوري،‏

املفردات فيها،‏ تسبح يف فراغ مسطح ومفتوح،‏

وبعضها ‏)وهي األعمال املنجزة ما بني العامني

1965 و 1966( سيعتمد فيها على جتريديات

ذات أشكال هندسية واخرى لينة ومرنة،‏ حتوم

مثل كتل من الضباب يف صدارة فضاء اللوحة،‏

لوحات رسمت بخلفيات شاحبة وأخرى فاحتة

األلوان،‏ ممتزجة بشكل أساسي باللون األبيض،‏

وهي األنساق اللونية التي تعلل سبب تسميته

للوحاته:‏ ‏"انسجام باألبيض"،‏ ‏"أشكال وردية"‏

وحتتوي فضاءات هذه اللوحات على مجاميع

من أشكال غير منتظمة،‏ تتقارب او تتباعد

قليالً‏ عن بعضها على السطح،‏ وهي عادة ما

تبدو على شكل هيئات محوّرة قليالً‏ عن شكل

املربعات أو املستطيالت،‏ وأخرى هي أشكال

ومساحات ملونة بارجتال وحرية،‏ جتتمع يف

مراكز التكوينات اإلنشائية للوحاته.‏ وعلى الرغم

من أن هذه األعمال غير مجازية إلى حد كبير،‏

إال أننا جند مع ذلك،‏ أن الفنان استدعى وجود

تلك املفردات وهي يف حالة تقارب أو حتشد

مكثف بالتبعية إلى تنوع متوضعها على السطح،‏

مما أوحى بوجود شيء من املناخ الدرامي،‏ ناجت

عن اقترابها أو ابتعادها عن عني الرائي تبعاً‏

لقوة سطوع اللون ودرجة حرارته.‏ تتمركز هذه

األشكال عادة يف وسط سطح اللوحة،‏ وتتنوع

مرة أخرى درجات اقترابها أو تباعدها داخل

حيزها،‏ باالستناد الى نوعية مالمس سطوحها

التي تظهر من خالل درجة خشونة او سماكة

الطالء،‏ مما يؤسس لنوعية هيكلية اإلنشاء،‏ يف

حني متنح التأثيرات اإلميائية لضربات الفرشاة

سحنة مضافة الى قيمة ذلك اإلنشاء.‏ ويوحي

استخدام السطوح الباهتة للخلفية،‏ التي تظهر

عليها األلوان الداكنة والفاحتة لألشكال،‏ إلى

وجود مناخ سدميي ضبابي منتشر،‏ تعززه

الطريقة التي يتالشى بها اللون يف اخللفية،‏

مما يعطي انطباعاً‏ كما لو كان ذلك الضباب

يبتلع بعض أجزائها البنائية.‏

أجنز الترك عدداً‏ من لوحاته بهذا النمط يف

مادة الزيت،‏ مستعمالً‏ تقنية الطالء اللوني

بسماكات مختلفة من األلوان غير الشفافة

على القماش،‏ بينما ترك طبقات اخرى سابقة

محتفظة بشفافيتها يف آن آخر،‏ مما أضفى

إيقاعاً‏ نستشعره بسبب ذلك التباين ما بني

إسامعيل فتاح الرتك 1965

زيت على القماش،‏ * 80 60 سم

مجموعة خاصة.‏

20

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!