nu268-web
nu268-web
nu268-web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مشاريعنا الدينية والعمل المؤسسي* أنور عزّ الدينإن اإلنتقال من العمل الفردي إىل العمل املؤسي يف املجالالتطوّ عي الديني يعدّ حتوّ الً نوعياً يف مساراته وتكامليته، استجابةملتطلبات الواقع الذي حيتاج إىل كثافة يف اإلمكانيات وتوحيدللجهود ورص الصفوف، يف سبيل إنجاز املهام املوكلة للمؤسسةالدينية يف املجتمع.إال أهن ا ال ينبغ ي أن تق ف عن د ه ذا احل د م ن ط ور التق دّ م،وإنا عليها أن تستوعب الروط اإلدارية التي تقوم عليها فكرةاملؤسسة لكي تؤيت فاعليتها بقوة املؤسسة ال بقوّ ة الفرد.فمن الفجوات التي تعاين منها أغلب اجلمعيات واملراكزواحلوزات املهتمة بالشأن الديني هي أهنا مل تول اجلانب اإلداريأمهية بقدر اجلوانب األخرى، برغم أن ما يميّز العمل الفرديعن املؤسّ ي هو النظام اإلداري الذي تعتمد عليه، ليكون جمرىوهنجاً لكافة اجلهود، حمققاً بذلك قوّ ة العمل املؤسي.إن الفكر اإلسامي ال خيلو من األسس األولية التييعتمد عليها التفكري املؤسي، مثل قيمة التعاون، والتنافس،والتخصص، والتشاور، والتنظيم، واالتقان، وما إىل ذلك منقيم، إإل أن املؤسسة الدينية مازالت بعيدة عن هذه القيم العظيمة،وإن قربت منها بعض التجمعات الدينية، فإهنا مازالت تطبقهاع ى املس توى الف ردي ال املس توى اجلمع ي واملؤسّ ي، أي أهن ا التضعها يف قالب املؤسسة وخلدمة املؤسسة، وال جتد هلا نظاماًيرب ط بينه ا لتش كل خلي ة تكاملي ة، لتصب ح كل قيم ة فيه ا تدع ماألخرى، ولذلك فإن هذه القيم تفقد بريقها وتفقد تأثريها يفالواق ع بالش كل املطل وب ويبق ى تأثريه ا حم دوداً وضيّق اً، فكأنن اقمنا بإنشاء هياكل مؤسّ سية حتركها الروح والفكرة الفردية،وه ذا إن ا يقت ل الفاعلي ةهلذه املؤسسة.ومن أجلحتقيق النجاح يفمشاريع املؤسسةالدينية بشكلعام، سواءكانت ذاتمهامثقافيةأو اجتاعي ة أو خريي ة ، ينبغ ي أن يع اد النظ ر يف طريق ة س ري ه ذهاملؤسسات من الناحية اإلدارية، و معرفة مدى إحكامها وتفعيلهالقيم الدين يف القالب املؤسي، وإال فنحن أمام خطر السقوط أوالفشل يف حتقيق أي منجزات حقيقية عى أرض الواقع.هنالك خطوات جديرة باالهتام، منها أن تقوم املؤسسةالدينية بإعداد الكادر اإلداري وفقاً للمتطلبات اجلديدة التيفرضها واقع املؤسسة، عر وقفة تعيد تركيب القيم الدينية منجدي د يف قال ب املؤسس ة، و ال ض ري يف أن تتوق ف ه ذه الكيان اتعن العمل لفرة من الزمن، عى ان تعاود نشاطها بعد أن أجرتعملية تنمية الكفاءات اإلدارية وإعداد النظام اإلداري املتاسكال ذي يضم ن الفاعلي ة يف األداء واإلس تمرارية يف العم ل ك ا ه ياخلصائ ص األساس ية لفك رة املؤسس ة.ألن من األسباب التي أدّت إىل هذه النتيجة احلالية هياملبادرة يف تأسيس كيانات دينية عى أساس مروع فردي وليسمجاعي، و مبارشة العمل فيها بذات النهج و بنفس الطاقاتالقديمة، فصارت املؤسسة الدينية جمرد ملتقى ملجموعة منالكفاءات، يزداد نشاطها عندما يزداد عدد الفكاءات املنتميةهلا، ويقل النشاط بقلّتها.ونح دّ د هن ا؛ نق اط عملي ة يمك ن أن تس اهم يف ه ذا التح وّ لهي كالتايل:1- صياغة نظام إداري فاعل جيمع الكفاءات، و يربط بينهابالنظم اإلدارية املعروفة )التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيهوالرقابة واملحاسبة(.2- تأهيل الكفاءات إدارياً لكافة العاملن، فجميع العاملنبمختلف ختصصاهتم بحاجة إىل مهارات إدارية خلدمة املنحىالذي يسريون فيه. وهذا يتم من خال دورات ختصصيةتعليمية وتأهيلية تزيد من الكفاءة واملهارة يف العمل ضمنقواعد علمية.3- التخصّ ص وفقاً ملتطلبات العمل من مجيع النواحياإلدارية البحتة، و املالية وغريها، وعدم اإلكتفاء بالكفاءاتالفكرية والعلمية يف املجال الديني.4- دراسة نواقص املؤسسة، وفقاًللمطالبات اجلديدة هلا كمؤسسة، الكنشاط فردي، والعمل عى معاجلتهاجذرياً، وليس بطريقة الطوارئ.ولذل ك ف إن م ن املق رح ع ىأغلب املؤسسات الدينية أن تأخذاسراحة عمل، ومعاجلة كافةالفجوات بشكل جدّ ي، لكييكون اإلنطاق للعمل بصورةأفضل وأكثر جدوائية ليؤيت ثارهلنطاق أوسع و للمحافظة عىاستدامته ونائه.23