11.07.2015 Views

nu268-web

nu268-web

nu268-web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

اسوة حسنةكما حارب علي،‏عليه السالم،‏ كفار قريش،‏إلرساء دعائم االسالم،‏فقد حمل السيف للدفاععن مبادئ اإلسالم وتطبيقشريعتهكما يكتب إىل األسود بن قطيبةصاحب جند حلوان:‏‏»أما بعد فإن الوالي إذا اختلف هواه منعهذلك كثيراً‏ من العدل فليكن أمر الناسعندك يف احلق سواء فإنه ليس يف اجلورعوض عن العدل«.‏ويوصي األشتر يف عهده التارخيياخلالد عندما واله مصر من ضمن وصاياه:‏‏»وإياك واإلستئثار مبا الناس فيه أسوة فعماقليل تنكشف عنك أغطية األمور وينتصفمنك للمظلوم«.‏ويأتي إليه عقيل بن أبي طالب وقدافتقر أشد الفقر وتغيرت وجوه أوالده مناجلوع ليطلب من أخيه صاعاً‏ من القمحفيصف لنا أمير املؤمنين هذا املوقف يفخطبته فيقول :‏»واهلل ألن أبيت على حسك السعدانمسهداً‏ أو أجر يف األغالل مصفّ‏ ‏داً‏ أحب إليمن أن ألقى اهلل ورسوله يوم القيامة ظاملاً‏لبعض العباد وغاصباً‏ لشيء من احلطاموكيف أظلم أحدا لنفس يسرع إىل البلىقفوهلا ويطول يف الثرى حلوهلا واهلل لقدرأيت عقيالً‏ وقد أملق حتى استماحي منبركم صاعاً‏ ورأيت صبيانه شعث الشعورغرب األلوان من فقرهم كأمنا سودتوجوههم بالعظلم وعاودني مؤكداً‏ وكررعليّ‏ القول مردداً‏ فأصغيت إليه مسعي فظنأني أبيعه ديني وأتبع قياده مفارقاً‏ طريقيفأمحيت له حديدة ثم أدنيتها من جسمهليعترب بها فضج ضجيج ذي دنف من أملهاوكاد أن حيترق من ميسمها فقلت لهثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من حديدةأمحاها إنسانها للعبه وجترني إىل نارسجرها جبارها لغضبه أتئن من األذى والأئن من لظى«.‏ويأتي إليه األشعث بن قيس بهدية،‏ هييف احلقيقة رشوة أراد منها حتقيق غرضدنيوي كان يف نفس األشعث اإلنتهازيةفقال،‏ عليه السالم:‏‏»وأعجب من ذلك طارق طرقنا مبلفوفةيف وعائها،‏ ومعجونة شنئتها،‏ كأمناعجنت بريق حية أو قيئها فقلت:‏ أصِ‏ لة أمزكاة أم صدقة ؟ فذلك حمرم علينا أهلالبيت..‏ فقال:‏ ال ذا وال ذاك،‏ ولكنها هدية.‏فقلت هبلتك اهلبول..!‏ أعن دين اهلل أتيتنيلتخدعني؟ أخمتبط أنت أم ذو جنّة؟ أمتهجر؟ واهلل لو أعطيت األقاليم السبعة مباحتت أفالكها على أن أعصي اهلل يف منلةأسلبها جلب شعرة ما فعلته وإن دنياكمعندي ألهون من ورقة يف فم جرادةتقضمها.‏ ما لعلي ولنعيم يُفنى ولذة ال تبقىنعوذ باهلل من سبات العقل وقبح الزلل وبهنستعن(.‏ويأتي إليه عبد اهلل بن زمعة وهو منشيعته يطلب منه ماالً‏ فقال له:‏‏»إن هذا املال ليس لي وال لك،‏ وإمناهو فيء للمسلمن وجلب أسيافهم،‏ فإنشركتهم يف حربهم كان لك مثل حظهموإال فجناة أيديهم ال تكون لغير أفواههم«.‏ويقول من خطبة له:‏‏»من استهان باألمانة ورتع يف اخليانةومل ينزه نفسه ودينه عنها فقد أحل بنفسهالذل واخلزي يف الدنيا وهو يف اآلخرة أذلوأخزى وإن أعظم اخليانة خيانة األمةوأفظع الغش غش األئمة«.‏وخيطب يف الناس فيقول من بعضخطبته:‏ ‏»و أللفيتم دنياكم هذه أزهد عنديمن عفطة عنز«.‏ويدخل،‏ عليه السالم،‏ بيت املال يفالبصرة بعد انتصاره يف حرب اجلمل،‏ فنظرإىل كثرة ما فيه من الذهب واألموالوالنفائس فقال:‏‏»غري غري«‏ مراراً..‏وعند خروجه من البصرة قال:‏‏»ما تنقمون مي وأشار إىل قميصه واهللانه من غزل أهلي.‏ ما تنقمون مني يا أهلالبصرة وأشار إىل صرة يف يده فيها نفقتهواهلل ما هي إال من غلتي يف املدينة وإنخرجت عنكم بأكثر مما ترون فأنا عند اهللمن اخلائنين«.‏ومن خطبة له،‏ عليه السالم:‏‏)أال وإن إمامكم قد اكتفى من دنياهبطمريه ومن طعمه بقرصيه،‏ أال وإنكمال تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورعواجتهاد وعفة وسداد،‏ فواهلل ما كنزت مندنياكم ترباً‏ وال ادخرت من غنائمها وفراً‏وال أعددت لبالي ثوبي طمراً‏ وال حزت منأرضها شرباً‏ وال أخذت منه إال كقوت أتاندبرة وهلي يف عيي أوهى من عفصة مقرة«.‏‏»هيهات أن يغلبي هواي ويقودني جشعيإىل ختر األطعمة ولعل باحلجاز أو اليمامةمن ال طمع له يف القرص وال عهد له بالشبعأو أبيت مبطاناً‏ وحولي بطون غرثى وأكبادحرى أو أكون كما قال القائل:‏وحسبكَ‏ داءً‏ أن تبيتَ‏ ببطنةٍ‏ وحولكَ‏أكبادٌ‏ حتنُّ‏ إىل القدِّ‏أأقنع من نفسي بأن يقال هذا أميراملؤمنين،‏ وال أشاركهم يف مكاره الدهر أوأكون أسوة هلم يف جشوبة العيش.‏ فماخلقت ليشغلي أكل الطيبات كالبهيمةاملربوطة همها علفها...«‏‏»إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربكقد انسللت من خمالبك وأفلت من حبائلك«.‏‏»اعزبي عني فوا اهلل ال أذل فتستذلّييوال أسلس لك فتقوديني«.‏هذه هي سياسة احلق والعدل والنبل..‏سياسة علي بن أبي طالب،‏ عليه السالم،‏وهذه هي نفحة من نفحات نهج البالغةوقبساً‏ من هديه الذي حاد عنه املسلمونفتاهوا بغياهب الظلم وابتلوا بوالة اجلوروحكام الضالل.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!