nu268-web
nu268-web
nu268-web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ثقافة رساليةالتطور و االرتقاء واستحقاقات المرحلة* كاظم السعيدالتغيير احلضاري وهداية االنساناىل طريق اهلدى والصواب ليس كالماًيقال، وعمالً هيناً، فهو مسيرة حتكمهاسنة إهلية وهي الصراع بين اخلير والشرواحلق والباطل، وقد جسد القرآن الكريمهذا الصراع بأروع ما يكون يف بيان سيرةاالنبياء، عليهم السالم، خالل مهمة تبليغهمرساالت اهلل يف جمتمعاتهم، ومل يكن لنيباو رسول من قبل الباري عزوجل ان تفرشله االرض بالورود، بل نقيض ذلك، حيثكانت تزرع يف طريقهم االشواك والعقباتالكأداء ويواجهون املوت بأقسى انواعهبسبب الطبيعة االنسانية التي تتشكل منهااجملتمعات؛ لذا فان اجملتمع الذي يريد انيلحق هذه املسيرة احلضارية البد ان يشهدثالث مراحل:- 1 مرحلة الرواد الذين يفجرونطاقاتهم االميانية، ويبثون يف روح اجملتمعالثقة بالنفس، والتوكل على اهلل، وهؤالءهم االنبياء الذين يذكرنا اهلل - تعاىل - بهمليبين لنا صفاتهم االنسانية، ومنها الصفةالتي يشير اليها قوله - سبحانه - : }إذاتُتْى عليْهمْ ءاياتُ الرّ محْ ن خرُّ وا سُ جّ داًوبُكيّاً{ )سورة مريم /58(.2 مرحلة اجليل الذي يرث الكتاب،واحلضارة، وال يلتزم بهما بشكل عملي كماكان الرواد يلتزمون بهما؛ فاالميان موجودلديه، ولكنه ليس اميان التحدي، إمنا إميانالتربير. كما ان الطقوس والشعائر الدينيةقائمة بين أوساطه، ولكنها حموّرة. ويشيرتعاىل، اىل هذه املرحلة يف قوله: }فخل فمن بعْدهمْ خلْفٌ أضاعُ وا الصّ اةواتّبعُوا الشّ هوات فسوْ ف يلْقوْ ن غيّاً{)سورة مريم /59(.أولئك الرجال الذين خيلقون اجملتمعالالأبالي، والالمسؤول، واجملتمع القشريالفارغ، ولكنهم يرتبطون جبيل الرواد بشكلظاهري.3- مرحلة أولئك الرجال الذينخيالفون الواقع الفاسد ويتوبون الى اهللويتحملون مسؤوليتهم الشرعية. واىلهؤالء يشير تعاىل، يف قوله: { إالّ من تابوءامن وعمل صاحلاً فاُوْ لئك يدْ خُ لُوناجلْ نّة وال يُظْلمُ ون شيْئ اً{ )سورة مريم)60/ان هذه املراحل الثالث: مرحلة القيادة،ومرحلة عدم الشعور باملسؤولية، ومرحلةالتوبة و العودة اىل صفاء ونقاء الرسالة،تنطبق على كل جمتمع. فقد جتد يفاجملتمع الواحد أناساً حيتلون دور الرواد، وآخرين يتمثل فيهم الدور الثاني؛ دور أولئكالذين ال يأخذون من الكتاب سوى رمسه،ومن الدين إال امسه، ومن الطقوس إالقشورها وظاهرها، كما وجند اىل جانبهمالتائبين الذين حياولون العودة اىل املصادراالوىل ملبادئهم.أي اننا نعيش اليوم يف جمتمع مزدوجالشخصية، جمتمع جند فيه ذلك الشابالثائر الصادق يف اميانه والذي ال جتد بينهوبين قلبه حجاباً من نفاق، وال بين قولهوعمله حجابا من التربير، فنجده اذا وعدوفى، واذا قال صدق، واذا عمل اتقن. يف حنجند اىل جانب هذه الفئة من املؤمنن، فريقايدّ عون االميان ولكنهم يكذبون يف ادعائهمهذا. ويصلّون ولكنهم ال يؤدون تلك الصالةالتي امر بها اهلل - عز وجل -؛ فيصلون صالةفارغة، ال تنهى عن الفحشاء واملنكر يف