nu268-web
nu268-web
nu268-web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
اضاءات تدبريةالتدبّر الموضوعي .. أصالةفي فهم الدين والحياةحوىالقرآن على آياتحمكمات هنّ أمّالكتاب، واضحات،باهرات، ويفاملقابل احتوىالقرآن الكرميعلى آيات أخر،كانت متشابهةيف معناها علىمن جهلها، وقدأمر اهلل سبحانهبرد املتشابه مناآليات اىل حمكمهالكيال يلتبس األمرعلى االنسانإن دراسة آيات الكتاب الكريم،تتم عرب طريقتين أساسيتن:- االوىل : التدبّر املوضعي.ويكون يف السورة القرآنية بدءاًمن أوهلا واستمراراً مع السياق الواردفيها حتى انتهاء السورة. ويسمى هذاالنوع من التدبر عند علماء املنهجبالتدبر ال »سياقي - املوضعي«، وميتازهذا النوع من التدبر باستكشافالعالقات اخلفيّة بين املواضيعاملبحوثة يف اآليات الكرمية.ذلك أن اآليات الواردة يف السورةالواحدة تروم معاجلة مشكلة ما،ويتم هذا العالج عرب جمموعة مناحللول املختلفة التي قد ال تبدو انهامرابطة يف الوهلة االوىل، ولكناكتشاف العالقات بين اآليات منخالل معرفة هدف السورة وسياقهايزيل هذا االشكال.- مثال عىل ذلك:قد جيد تالي القرآن الكريم،صعوبة يف فهم العالقة بين إنزالعقوبة اجللد على الزاني والزانية يفسورة النور، وبن احلديث عن الرجالالذين ال تلهيهم جتارةٌ وال بيعٌ عنذكر اهلل سبحانه.ومبعرفة هدف السورة، الذييتمثل ببناء البيت اإلمياني، يتيسرفهم تلك العالقة، حيث ان سبيل بناءذلك البيت يقتضي القيام باجراءاتصارمة لكل ما يهدد هذا الكيان، بدءاًمن الزنا والقذف ومروراً باإلفك ونزعة إشاعة الفحشاء يف اجملتمع، وانتهاءً بالنظر اىل االجانب بريبة، اوابداء الزينة لغير االقارب وغير ذلك.هذا مضافاً اىل القيام ببناء ذلك البيتالرفيع عرب بيان ما يقوّمه من قيموخلقيات وسلوكيات.- الثانية: التدبر املوضوعيتتم هذه الطريقة عرب دراسةموضوعٍ حمدد يف حقل من احلقولاملختلفة عرب اآليات الشريفة،ويهدف املتدبر من ذلك استظهارالرؤية القرآنية الكاملة جتاه هذااملوضوع، ذلك أن القرآن الكريم يبحثجانباً من كل موضوع حسب احلاجةاليه يف سياق اآليات التي تعاجلقضية ما، يف حين يبحث اجلوانباالخرى منه يف آيات أخرى، ومجيعهذه البحوث يشكل الصورة الكاملةللموضوع برؤية قرآنية، ومن هنافان املفسر او »املتدبر« يف هذا النمطمن امناط التفسير سوف ال يلتزمبالسياق القرآني للسورة الكرميةاو الرتيب الوارد يف القرآن الكريمللسور املباركة، بل سيكون جهدهمنصباً بدراسة املوضوع أنّى كان.وهناك تعاريف خمتلفة هلذاالنمط من التفسير، تصب اكثرهايف املعنى املذكور، مثالً يقول صاحبكتاب »التفسير املوضوعي التأصيلوالتمثيل«:»هو عملية منهجية تتجه اآلياتالقرآنية، من حيث موضوعها، الموضعها، بغية الكشف عن املوضوعاتالتي عرض هلا القرآن الكريم،