nu268-web
nu268-web
nu268-web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
اضاءات تدبريةِ ريٌ }بهذه التسمية اجياد عالقة بينلفظ ولفظ، حتى نعرف اشارةما اىل ذلك األمر األمسى الثابتللخالق.من هنا كان اثبات أية صفةهلل ال يعدو أن يكون اشارة يف أطارالفهم الذي منلكه اىل صفاتهوأمسائه دون أن يكون حتديداً هللأو جعله يف اطار املخلوقين وسحبصفاتهم عليه سبحانه.* التسبيح جيعلنا أمام اهلل تعاىلوأفضل صفة نطلقها على اهللهي صفة حمورية، تدور بن النفيواالثبات، النفي لقطع أية صلةتشابه بينه وبين خلقه، واالثباتلالميان بأنه أمسى من خلقه وأكرب، فهو القادر غير مقدور،واملالك غير مملوك، والعليم والمعلوم، ولرسيخ هاتن احلقيقتن؛حقيقة ثبوت اهلل وصفاته املثلىمن جهة، ونفي الصفات املعروفةيف املخلوقين عنه، لرسيخ ذلكيف نفوس البشر التي تعودت علىمعرفة اخللق، كان البد منالتقديس والتسبيح والتنزيةبكلمة »سبحان اهلل«، الي كثرت يفالقرآن و عُ دت ركيزة االذكار يفالصالة.إن التسبيح جيعلنا فجأةأمام اهلل، فهو ينفي عن أذهاننااملخلوقن فيظهر اخلالق، وألنه منجهة ثانية حيل عقدة مستعصيةمن نفس البشر، وهي العادةعلى حتديد االشياء، ألن النفسالبشرية خملوقة، فمن طبيعتهاالتحديد، فعندما تقف أمام اهللوتعجز عن التحديد، تتورط يفالشبهات العقيمة وتريد أن ختضعاهلل ملقاييس اخللق فتضل ضالالًبعيداً، وهنا تأتي كلمة »سبحاناهلل«، لتنقذ البشر مرة واحدة منورطته الكبيرة، وتقول له: إنكأمام خالق املخلوقات حيث تعجزااللفاظ وتنهار احلدود وتنحسراملعارف البشرية الساذجة.من هنا ال جند صفة عجز اوذل او صغار يف املخلوق إال وتهديناالفطرة اىل تعالي اهلل عنها علواًكبيراً، وال نرى فعالً حمدوداًمنظماً بتدبير حكيم إال ونهتديبه اىل اهلل، وكلما وجدنا الفعلمن الدقة واحلكمة والفائدةاهتدينا اىل نوع من صفات اهللوأمسائه احلسنى، فلو وجدنا مثالوردة بديعة املنظر زاكية العرف،قلنا: »سبحان اهلل اللطيف«، أو ليسيتصف باللطف ودقة الصنع!أما لو الحظنا االهداف العديدةالتي صنعت من اجلها الوردةمن تنظيف اجلو واشاعة العبقالهتدينا اىل حكمة بارئها، اماإذا تصورنا الفوائد الصحية التيتصيب االنسان من الوردة عرفنا انخالقها رحيم بعباده.إن آيات القرآن الكريمتذكرنا مرة بعد اخرى بنوعاالفعال التي تشهد على صفات اهللتعاىل، وقد تسبق التذكرة بالفعلالتذكرة بالصفة التي نهتديبسببها اليها، وها حنن نستمع اىلالقرآن يذكرنا بصفات اهلل يفقوله تعاىل: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللََّ يُولِجُاللَّيْلَ يفِ النَّهَ ارِ وَ يُولِجُ النَّهَ ارَيفِ اللَّيْلِ وَ أَنَّ اللََّ سَ مِيعٌ بَص، )سورة احلج /61(، وقوله تعاىل:}ذَلِكَ بِأَنَّ اللََّ هُ وَ احلْ َقُّ وَ أَنَّ مَايَدْ عُ ونَ مِنْ دُون ِ ِه الْبَاطِلُ وَ أَنَّ اللََّهُ وَا لْ عَ ي ُِّا لْ كَ بِ ريُ } ، )سورة لقمانْ تَرَ أَنَّ اللََّ/30(، وقوله تعاىل: }أَملَأَنْزَ لَ مِ نَ السَّ اَ ِ ء مَاءً فَتُصْ بِحُاألْ َرْ ضُ خمُ ْرَ َّ ةً إِنَّ اللََّ لَطِيفٌخَ بِريٌ } )سورة احلج /63(.فاملنهج القرآني يكرسبيانه ملعرفة املخلوق والنظر اليهومالحظة جوانب احلاجة فيه، علىأن ذلك معرب اىل اهلل تعاىل، وهذاهو الطابع الذي مييز احلضارةالقرآنية عن جاهليات الفلسفةاالغريقية التي تعمقت يف ذات اهللبعيداً عن النظر اىل آياته فضلّتضالالً بعيداً.يقول تعاىل: }الَ تُدْ رِ كُهُاألْ َبْصَ ارُ وَ هُ وَ يُدْ رِ كُ األْ َبْصَ ارَوَ هُ وَ اللَّطِيفُ اخلْ َبِريُ } )سورةاالنعام /103(.ومن حكمة اهلل التامة تنبثقنظرة القرآن اىل هدفية حياةاالنسان، فليست احلياة عبثاً وهلواًاراد بها اهلل سبحانه اللعب او اراد بهاتنكيالً، امنا خلق االنسان وقدره،وبن له السبل ويسرها لكي خيضعللتقدير فيفلح، اما اذا اختار العكسفانه سيهوي اىل مكان سحيق، ففيالدنيا سيشتري ضنكاً يف العيشوقارعة وراء قارعة، اما يف اآلخرةفسيجزي اهلل الذين آمنوا جناتجتري من حتتها االنهار خالدينفيها ابداً.ان هدفية احلياة تهدينا اىلضرورة احلساب، فإن لم جنديف الدنيا حسابا دقيقاً وحامساًلالنسان، نتطلع اىل اآلخرة التيسيحاسب فيها الكافر حسابا عسراً،ويلقى جزاءه موفوراً، فمعرفةاليوم اآلخر نابعة من معرفة اهللوبالذات من معرفة صفي احلكمةوالقدرة فيه، اذ احلكمة هي التيتهدينا اىل ضرورة اآلخرة والقدرةاىل امكانها.ومعاجلة القرآن للقيامةآتية من هاتين الزاويتين، وكلماكملت فيه معرفة صفتي احلكمةوالقدرة كلما زادت معرفتهبالساعة ودقة حسابها.وميكن ان جند جتسيداًهلذه الفكرة يف اآليات املباركات:}وَ مَا خَ لَقْ تُ اجلِْ نَّ وَ اإلْ ِنْسَإِالَّ لِيَعْبُدُ ون{ )سورة الذاريات/56( وقوله تعاىل: { أَ فَ حَ سِ بْ تُ مْ أَ نَّ اَخَ لَقْ نَاكُمْ عَ بَثًا وَ أَنَّكُ مْ إِلَيْنَا الَتُ رْ جَ عُ ونَ } )سورة املؤمنون/ 115(،فهناك غاية من اخللق هي العبادةوالتسليم لسنن الكون وشرائعاحلياة التي جعلها اهلل سبحانه،وليست الغاية اللعب الذي خيتلفجذرياً عما نالحظه يف الكونمن آثار احلكمة وآيات اهلدف، انمسيرة احلياة تدل على انها احلق،وان الباطل ال حول له فيه، فليسهناك ما يدعو اىل تصور ان اللعبهو غاية احلق، ألن اللعب هو غايةاحلياة، إذ اللعب نوع من الباطلالذي يدمغه اهلل ويدعه زاهقاً.التسبيحيجعلنا فجأةأمام اهلل، فهوينفي عن أذهاننااملخلوقنيفيظهر اخلالق،وألنه من جهةثانية يحل عقدةمستعصية مننفس البشر،وهي العادة علىحتديد االشياء31