11.07.2015 Views

nu268-web

nu268-web

nu268-web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

من هدى القرآنلو عرف االنسانانه يف خُ‏ سر،‏ ألصلحنفسه،‏ و ملا ضيّ‏ ع منعمره شيئًاالعمل الصالحيحوّ‏ ل اخلسارة يفاالنسان فالحًا و أمالً‏وحول املراد بالعصر؛ فقد قال ابن عباس:‏أنه قسم بالدهر،‏ و يبدو لي - و الكالم للمرجعاملدرسي،‏ دام ظله - ان أقرب العصور هو عصرأنت فيه،‏ و أشرفها عصر الرسالة حيث انبعثالنيب،‏ صلى اهلل عليه و آله،‏ به،‏ و عصر العدالةحين يقوم االمام احلجة القائم،‏ عجل اهللتعاىل فرجه الشريف،‏ به.‏و قال بعضهم:‏ امنا مسُ‏ ‏ي الزمن بالعصر،‏النه يعتصر االنسان كما يعصر املرء غسيله،‏و ان القَ‏ سَ‏ ‏م بالدهر امنا كان بلحاظ عصرهلالنسان.‏ و أنى كان؛ فان احللف به يتناسبو املوضوع التالي:‏ أي خسارة االنسان لعمره،‏أوليس الزمن هو سبب اخلسارة؟* معنى اخلرسان- يف قوله تعاىل:‏ ‏}إِنَّ‏ اإلْ‏ ‏ِنْسَ‏ انَ‏ لَفِ‏ يخُ‏ رسٍْ‏ {، و هو جواب القَ‏ سَ‏ م،‏ كيف نفهممعنى خرسان االنسان؟• لو عرف االنسان كيف تتبدل خالياجسده،‏ و كيف يستهلك كل يوم اآلفاخلاليا من خمه دون ان يستعيض عنهاشيئا،‏ و كيف تتسارع ما حوله من أشياء يفسبيل الفناء،‏ حتى البيت الذي يسكنه يستهلكبسرعة ال يتصورها؛ و لو عرف االنسان انعمره - بالقياس اىل عمر االرض التي يعيشاليوم عليها ثم ينام يف رمحها - يكاد ال يكونشيئا مذكورا،‏ و انه أقصر من نسيم يهبعليه يف يوم قائض،‏ و أسرع من سحابة يف يومعاصف؛ بل انه كالربق اخلاطف،‏ او كخيالعابر؛ و لو عرف ان كل حلظة من عمره،‏ تُعدمسؤولية كبيرة،‏ فإما هي خطوة اىل اجلنةأو سقطة يف النار؛ لو عرف ذلك كله ألصلحنفسه،‏ وملا ضيع نفسه،‏ وملا ضيع من عمرهشيئا؛ النه يف خسارة لوال االميان.‏ واخلسرحييط باالنسان كما حتيط باالنسان الدار،‏ وأية خسارة أعظم من ان يفقد كل يوم جزءاً‏من عمره و جزءاً‏ من رأمساله،‏ من ثم جزءاً‏من ذاته.‏ أليست ذاته ممتدة على أيام حياته،‏فاذا مضى يوم فقد انقضى بعض ذاته ؟ يقولاالمام علي،‏ عليه السالم:‏‏"من كانت مطيته الليل و النهار،‏ يُسار به)2(و ان كان واقفا"‏* سالح العمل الصالح- استثنى قوله تعاىل:‏ ‏}االَّ‏ الَّذِ‏ ينَ‏ آَمَنُواوَ‏ عَ‏ ِ ملُوا الصَّ‏ احلِ‏ ‏َاتِ‏ } ، املؤمنن و العاملنللصاحلات،‏ كيف تم استثناء هاتنالفئتن من اخلرسان العام لانسان؟• حينما يعي املؤمن هذه احلقيقة التيذكرناها،‏ يبادر بالعمل الصاحل حتى يستوعبكل حلظة و كل حملة و كل سعرة حياتيةمن حياته مبا حيول اخلسارة فالحاً‏ و أمال؛فان أتعبه الكفاح من أجل العيش،‏ استراحاىل الصالة ليتزود منها احليوية..‏ وإذا أرهقعضالتَهُ‏ اجلُ‏ هدٌ‏ البدَ‏ ني،‏ اشغل لسانه بالشكر،‏ وقلبه بالفكر،‏ و نفسه باحلب و الشوق اىل لقاءربه.‏ و قد ترى أعضاءه غارقة يف جهد بدنييفلح االرض،‏ أو يسعى على مناكبها طلباً‏للرزق،‏ أو يسخِّ‏ ر ما فيها لتوفير العيش و يفذات الوقت جتد قلبه يف ذكر اهلل و التدبر يفآياته،‏ و لسانه يلهج حبب اهلل.‏إن االنسان متعدد األبعاد،‏ واسع النشاط،‏عريض الطموح،‏ سامي اهلمة؛ ألنه قد وعىحقيقة الزمن،‏ و تزود بسالح حتديه عربالعمل الصاحل.‏* التوايص..‏ و التوايص- الدعوة إىل التوايص واضحة يفقوله تعاىل:‏ ‏}وَ‏ تَوَ‏ اصَ‏ وْ‏ ا بِاحلْ‏ ‏َقِّ‏ وَ‏ تَوَ‏ اصَ‏ وْ‏ ابِالصَّ‏ رْ‏ ِ {، فهل هذه الدعوة من باباألمر باملعروف و النهي عن املنكر؟• إن تيار الزمن،‏ و شهوات النفس،‏ و عاداتاجملتمع تضغط على املؤمنن باجتاه الغفلة والكسل،‏ فكيف يعاجلون هذه الظاهرة؟ امنابتكوين بيئة رشيدة حتيط بهم،‏ و ال تدعهمخيلدون اىل الراحة و الكسل.‏ أوتدري كيف؟بتطبيق التواصي.‏ان الكبير يوصي الصغير،‏ و الصغير -بدوره - يوصي الكبير،‏ و العامل يوصي اجلاهلو اجلاهل - ايضا - يوصي العامل..‏ و هذا املبدأيتسع لفريضة ‏"األمر باملعروف و النهي عناملنكر"،‏ كما يتسع لواجب الدعوة اىل اهلل،‏و تبليغ رساالته،‏ و إرشاد اجلاهل..‏ و يتسعللمزيد.‏ذلك ان التواصي:‏ ومضة روح،‏ و إشراقةأمل،‏ و عتاب لطيف؛ إنه يصنع جواً‏ اميانياً‏يساعدك على ممارسة واجباتك..‏ أنه يوجهحس التوافق االجتماعي يف اإلجتاه الصحيح.‏* إرشاد العلامء- يف اآلية املباركة،‏ ملاذا جاءتالتوصية باحلق قبل التوصية بالصر؟• ان معرفة احلق حباجة اىل مساعدةالصاحلين؛ فهم يرشدونك اليه،‏ و يرفعونالغموض الذي تسببه دعايات الضالين.‏ وإذاتناقضت املذاهب،‏ و اختلفت اآلراء،‏ و تشابهتعليك األفكار،‏ هناك البد من إرشاد العلماءالصاحلين و املؤمنين الواعين و تواصيهمباحلق.‏ فإذا عرفت احلق،‏ كان الوقوف اىلجانبه و الدفاع عنه و االستقامة عليه حباجةاىل صرب عظيم،‏ يتواصى به املؤمنون حتى الينهار بعضهم أمام شدائد الزمن.‏------------------)1( تفسري نور الثقلن،‏ ج‎5‎‏،‏ ص‎666‎‏.‏)2( هنج الباغة،‏ الكلمة 31، ص‎400‎‏.‏27

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!