nu268-web
nu268-web
nu268-web
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ِ* كريم املوسويعاقة احلركة اإلسامية بالسلطة السياسة يف بلداننا،وسمت بالشائكة أو املأزومة، أو امللتبسة، واملحصلة؛ تبقى أحدالعقد املستعصية عى احلل مع كثري من العقد التي تثقل بادنااإلسامية مما يؤخر من تقدمها وانطاقتها يف ركب احلضارة.إن كثرياً من أزماتنا املستعصية - ومنها هذا املوضوع- هيأزمات عندما تسكن يف بادنا، لكنها يف الباد املتحرة، نراهاتذوب وال تعد أزمة، وهذا بسبب حالة التخلف واالستبداداملستحكم عندنا.وكثري مما يُعاب عى التشيّع يف عامل التخلف واالنحطاط،ما لو وزنته يف عامل التحر لكان من مفاخر التشيّع، و مدعاةالفتخار الشيعة، منها النظام اإلداري أو ما يسمى باملرجعيةالدينية.ومثال ذلك ما يثريه البعض من التشكيك بوالء الشيعةلبلداهنم، او احتجاجهم عى الشيعة بالعمل السيايس والثقايفيف باد األكثرية السنيّة، فخطر يل أن لو تم نقل هذا التصورواالعتقاد، اىل مؤسسات املجتمع املدين يف الدول املتحرة،لكان رد الفعل آالف عامات التعجب واالستنكار ألهناختالف أوليات احلقوق املدنية لإلنسان، ألهنم بالتأكيديتحدثون عن التعاطف الفكري دون السيايس،ولو عنوا بالوالء السيايس فريجع السؤال عليهم:ومل َ تبحث فئة عريضة من املجتمع عن الوالءاخلارجي؟ أليس بسبب خطأ النظام السيايسالداخي وظلمه، وبالتايل هو أحق باللوم والعتبوالتشنيع؟الفكر الشيعي -إمجاالً- أكثر تقنيناً وأكثرالتباساً، يف آن، مقارنة بالفكر السني، فالفكر السنّي،كونه مذهباً إسامياً نشأ يف قصور اخلافة، وبالتحصيلكانت السلطة -واستمرت- حتت شعار »ويل األمر«،املفروض الطاعة وله األسبقية يف التنفيذ يف حالالتعارض انطاقاً من اقران طاعته بطاعة الل والرسول،و استناداً اىل قول البارئ - عز وجل-: }يا أَيُّ َا الَّذِ ينَ آَمَ نُواِنْكُمْ {، أما الفكرأَطِيعُوا اهللََّ وَ أَطِيعُوا الرَّ سُ ولَ وَ أُولِ األْ َمْ رِ مالشيعي املحكوم باإلمامة، ذو املواصفات الكاملة، فقد بدأتأزمته مع السلطة يف الساعة األوىل ملواراة الرسول األكرم،صى الل عليه وآله، الراب، ألنه أصبح يف صف املعارضةحينا طالب باحلكم للمعصوم، وانطلقت من هناك تسمية»الروافض«، وغريها عليهم.إن معيار الوالء يف بلداننا ملتبس، والسبب أن السلطةالسياسية - وقل احلاكم- هو األصل وليس الوطن، وخيُ ترالوطن يف فرد واحد أو عائلة، وبالتايل عند احلديث عن الوالءفاملطلوب الوالء للرئيس أو امللك، ومطالب املواطن بالتعزيةإذا رحل األول وكتابة التريكات للثاين إذا جلس عى الكريس.وعندما يتم فصل الوطن عن احلاكم - وهي رضورة قاطعة-يكون حب األوطان والعمل من أجلها والتضحية يف سبيلهاوالدفاع عنها إياناً، ومطالبة البعض الشيعة يف الذوبان يفبلداهنم مقبولة إذا كان القصد الوطن وليس النظام السيايسبكل سوءاته.هذه النظرية تأصلت يف الفكر السني ومل تعد طارئة أوحمكومة بعنوان »الرورة«، أو»االضطرار« كا يف الفقه الشيعي، وإال باذا نفرس السكوتاملريع وعدم التحرك أمام االستبداد والديكتاتورية طيلة العقوداملاضية، حتى جتمدت حركة التنمية يف بلداننا وسقطت يفوحل التخلف واحلرمان؟إن تركيب نظرية »ويل األمر« عى احلاكم هي أكثر النظرياتالتي تغلغلت يف الفكر اإلسامي ختلفاً وخطورة، ألهنا نظريللدكتاتوريات مبسوطة اليد، وقد شلّت احلياة السياسية يفوطننا اإلسامي عقوداً من الزمن، ونقلته من أزمة إىل أخرى،يف جو من الراعات واالنقابات، واحلل يكون بنسفالنظرية التي تقول أن احلاكم هو »ويل األمر«، وأخطرمنها نظرية تسمية احلاكم »أمري املؤمنن«، مادام قدتربع عى العرش بأي طريق كان، دون موازين عقائيةورشوط الكفاءة والدين والتي خيترها الل يف كتابهالعزيز ب »التقوى« يف قوله تعاىل }إن أكرمكمعند اهلل أتقاكم{، كا تأطرت يف الفكر الشيعييف نظام »املرجعية«، ويكون التعامل مع احلاكمحتت عنوان »احلكومة«، كا ورد تفصيله يف الفقهاإلسامي دون إلزام الوالء والعبودية والبنوّ ة.فاحلكومات تأيت لتكون سلطة تنفيذية ليسإال، وليس أي عنوان أكر من هذا، وهلا مهمة حمدودةبزمن، فإن نجحت يف مهمتها تبقى، وإال فعليها الرحيللتحل حملها من هي خري منها وأكثر قدرة عى خدمة هذااملجتمع، فا أسهل رحيل احلكومات يف الدول املتقدمة،وما أعقدها من مسألة يف دولنا. بل قد يقف البلد عىأطراف أقدامه يف حال رحيل الرئيس، واألمة كلها تعيشالقلق واالضطراب، فبعض بادنا من أجل تغيري احلاكمجيب أن يتعبأ حلف عسكري ضخم مثل »ناتو« إلزاحةشخص مثل »القذايف« عن السلطة.أليس السبب يف هذا هو هذه النظرية األموية املشؤومة؟وإال فادام احلاكم هو ويل األمر فهل نلوم املتصارعن عىالعرش - اخلليج مثاالً- وهم يفكرون ليل هنار يف الطريقة التييصلون فيها اىل قمة السلطة، حتى وإن سالت يف الطريق أهنارمن الدماء.51