11.07.2015 Views

nu268-web

nu268-web

nu268-web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

هذه املقولة اخلالدة لإلمام احلسن،‏ عليه السام،‏ التييصف فيها حالة املجتمع االسامي يف عره,‏ حيث وصلتاألمور اىل مرحلة الردّي,‏ كون غالبية املجتمع العريب آنذاك ملتكن تؤمِ‏ ن إياناً‏ حقيقياً‏ بمبادئ االسام الذي ساوى بن العبدوسيّده ونبذ الطائفية والعنرية عندما أكدّ‏ عى ‏»إنَّ‏ اكرمكمعند الل أتقاكم«.‏لقد كانت النزعة القبلية والقانون القبي،‏ سائدين يف املجتمعاالسامي،‏ خاصّ‏ ة إذا علمنا بأنّ‏ ‏»الرِ‏ دَّة«‏ سيطرت،‏ بعد مؤامرةالسقيفة،‏ حيث انتر االسام القبي ذو النزعة اجلاهليةعى االسام النبوي الذي كان متمثاً‏ بخط االمام عي،‏عليه السام،‏ وأهل بيته األطهار وأصحابه األخيارالذين كانوا يمثلون األقلية الصادقة واملؤمنة واملناضلة,‏التي طلّقت الدُ‏ نيا ومآرهبا املتهافتة،‏ ولذاهتا الفانية،‏وتوجهت بإيثارٍ‏ مُنقطع النظري لبارئها,‏ جماهدةً‏ مناجل إعاء راية االسام يف كُلِّ‏ بقاع األرض.‏إذن؛ املشكلة الكبرية التي كان يعيشها املجتمعاإلسامي منذُ‏ عر الرسالة االسامية واىل الوقتاحلارض،‏ هي مشكلة اإليان احلقيقي.‏ فعندما يؤمنشخص ما أو جمتمعٌ‏ ما،‏ بمنظومةٍ‏ من القيم الساوية،‏فإنّهُ‏ يعمل املستحيل بكل قوة واخاص للحفاظ عليهاونرها يف كُلّ‏ بقعةٍ‏ يستطيع الوصول اليها.‏‏ِلمٍ‏ ونورٍ‏ وحضارةٍ‏ إنسانيةٍ‏إن الدين االسامي،‏ دينُ‏ عدينُ‏ عَ‏ ملٍ‏ وحمبةٍ‏ ٍ وتعاون وتراحمٍ‏ وتكافلٍ‏ إجتاعي.‏ فهوالذي استطاعَ‏ ان حيفظ للمجتمع االسامي كرامته عِندماانتر يف اجلزيرة العربية،‏ يف عهد الرسالة وما بعدها،‏ حيثزماناندفع املخلصون للجهاد يف سبيل الل،‏ لكننا نرى يف كُلِّ‏ ٍومكان،‏ تدهور احلالة االيانية،‏ عندما يتسلط عى رقاب الناسحاكم ظامل مُستبد ال يعمل بدستور االسام وينر القتلوالرعب من اجل تثبيت سلطته الفاسدة،‏ وكذلك يعمل عىاشاعة التحريف والتزييف البعيد عن القيم االسامية وكُلّ‏القيم الساوية،‏ ومن املؤكد تعرض املجتمع للتأثر من هؤالءاحلكام،‏ ألن غالبية املجتمعات يسودها الفقر واجلهل اللذانيؤديان رسيعاً‏ اىل انتشار األمراض االجتاعية التي تكرس واقعالتجزئة والتناحر.‏لقد شخّ‏ ص االمام احلسن،‏ عليه السام،‏ هذه احلالة يف ظلاحلكم األموي الذي اغتصب السلطة الرعية،‏ ونر الرعبوالقتل واالستبداد مما أدّى اىل اهنيار التاسك يف جمتمع حديثباالسام،‏ أيّ‏ إنّ‏ املبادئ االسامية مل تكن مرسخة بعد يفقلوب وضائر الغالبية العظمى من املجتمع،‏ لذلك كان املؤمنونيمثلون األقلية التي تعرضت اىل االضطهاد،‏ مِ‏ نْ‏ إبعادوتقتيل.‏ وإالّ‏ لو كانت الغالبية مؤمنة النحازت اىل اإلمام عيعليه السام،‏ واىل االمام احلسن،‏ يف كرباء ألهنم يعرفون مَنهو االمام عي،‏ عليه السام،‏ وما هي مكانتهُ‏ احلقيقية عند اللورسوله،‏ وكذلك مَن هو االمام احلسن،‏ لكن املعرفة يشءواإليان يشء آخر.‏ لذلك خافوا من بطش بني أمية،‏ وفضلّواحياة الذُ‏ لّ‏ الفانية عى حياة الكرامة اخلالدة.‏وما أشبه اليوم بالبارِ‏ حة.‏ ففي عر املستكرينواملستبدين الذين سعوا بكلّ‏ إمكانياهتم املادية وبكُ‏ لِّ‏أساليبهم اخلبيثة،‏ اىل نر ثقافة وسلوك معادين للديناالسامي العظيم ولكُ‏ لّ‏ االديان الساوية االخرى،‏ألهنم يعرفون جيداً‏ مدى تأثري العامل الديني يفاملجتمع.‏خاصة إذا توفرت قيادات إسامية جهاديةخمُ‏ لصة لقيم الساء،‏ قادرة عى التصديواملواجهة وتغيري املعادلة لصالح االسام.‏إن مقولة االمام احلسن عليه السام تنطبق متاماً‏عى جمتمعنا املعارص.‏ولنرك املجامات جانباً‏ ونشخّ‏ ص بدقة أسبابختلّف جمتمعاتنا االسامية التي انتر فيها الفساداألخاقي واملادي وأصبح القتل أمراً‏ مألوفاً،‏ وأصبحاالرهاب الذي هيدف اىل تدمري وجود االنسان،‏ وكأنّهُ‏ مناملسلّات التي اليمكن القضاء عليها.‏ يقول االمام عي،‏ عليهالسام:‏ ‏»كيفا تكونوا،‏ يُولّ‏ عليكم«.‏ إذن تنهض احلكوماتمن رَ‏ حِ‏ م جمتمعاهتا،‏ فتكون إنعكاساً‏ هلا،‏ أي إن البيئةاالجتاعية هي التي حتدد نوعية النظام السيايس.‏ لذلك ومنخال هذا املنر االسامي األصيل - اهلُدى-‏ ندعو خملصن اىلأن يكون دور حوزاتنا العلمية أكثر فاعلية وأكثر تأثرياً‏ ونرفضالتوجُّ‏ ه الذي يُريد إبعاد الدين عن السياسة.‏ٍ وهتميش* رضا اخلفاجي43

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!