nu268-web
nu268-web
nu268-web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ثقافة رساليةأوجدت واقعة كربالءمنعطفًا خطريًا يف مسريةالعمل برسالة اإلسالم،ومن هذا املوقف نستشفاملفارقة الهامة بني صاحبالرسالة الذي يتنازل عنكرسي احلكم ويهادن منيعارضه ويعرض نفسهللشهادة، وبني السلطانمعركة بدر، و)700( شخصٍ اشتركوا يفبيعة الشجرة والذين رضي اهلل عنهم،اكثر أصحاب الرسول األكرم، دافعوا عناإلمام علي، حن أحسوا بأن الشجرة امللعونةيف القرآن والي قاومت الرسالة منذ أول يومبعثت لتقاوم الرسالة من جديد، ليس دفاعاعن شخص اإلمام، إمنا عن حرمة اإلسالم،وانربوا يف الدفاع بكل قوة حين عرفوا بأناإلمام ال يعمل لطلب احلكم.* ثمن التغير واإلصالحنفس املسيرة التي مضى فيها اإلمامعلي، يواكبها اإلمام احلسن، عليهما السالم،حيث نراه يهادن إن صح التعبير معاوية،مع الشروط املذكورة يف التاريخ، منها إعادةاحلكم مستقبالً إىل اخللفاء الشرعين، مععلم االمام، خبيانة معاوية، وعدم التزامهبالشروط واملواثيق، ولكنه يريد إيصالالرسالة اىل املسلمن إىل ان جهازاً، كجهازمعاوية ال ميكن ان حيكم باسم اإلسالم..ولو كان اإلمام احلسن حيارب معاويةالشتبه عليهم بأن اإلمام طالب سلطان كمامعاوية، وبتعبر آخر حيارب ألجل الشخصال ألجل الرسالة. ألن احلكم ليس إال وسيلةلتحقيق هدف امسى.واإلمام احلسين يبقى يف مكة املكرمةعدة أشهر، وال يتوجه إىل العراق حتى تصله)12000( رسالة بعضها حتمل توقيع وجوهبارزة يف اجملتمع، واملثير أن هذه الوجوهحتولت اىل وجوه عسكرية يف مقدمة جيشابن سعد لقتال اإلمام احلسن، عليه السالم،يف كربالء. لذا كان انتظار اإلمام، فرة منالزمن قبل االنطالق اىل العراق، حتى نضوجفكرة الدفاع عن رسالة اإلسالم، رغم علمهبأن مصيره هو الشهادة. وقد صرح بذلك يفأول حديث له يف مكة املكرمة حن قال: »خطاملوت على ولد آدم خمط القالدة على جيدالفتاة، وما أوهلي إىل أساليف اشتياق يعقوبإىل يوسف، وكأني بأوصالي تقطعهاعسالن الفلوات بين النواويس وكربالء«.ذهب احلسين إىل العراق، ألنه صاحبرسالة، وهذه الرسالة التي يكمل بها رسالةجده رسول اهلل، صلى اهلل عليه وآله، لنتتحقق اال بإراقة دمه وشهادة إخوته وأبنائهوأوالد أخيه وخيرة أصحابه وممن بقي منأصحاب رسول اهلل، إضافة إىل سيب نسائه.وهنا تكمن نقطة االختالف بيناحلركة الرسالية واحلركة السياسية،فمن غير املعقول ان يضع صاحب الربنامجالسياسي أو اخلطة االستراتيجية، علىأساس املوت )الشهادة(. بينما جند صاحبالرسالة ميشي إىل املوت خبطى ثابتة ويضعالشهادة غاية مسيرته. وهكذا كان اإلماممصباحاً للهدى وسفينة للنجاة. ومن هناأيضا بقيت هناك مهمة علينا حنن املسلمنوهي ختليد ذكرى أبي عبد اهلل احلسين،عليه السالم، ألنه صاحب رسالة وليسصاحب طموح سياسي، وهو ثائر استشهد يفكربالء، وحتول إىل مسيرة رسالية.لقد أوجدت واقعة كربالء منعطفاًخطيراً يف مسيرة العمل برسالة اإلسالم،ومن هذا املوقف نستشف املفارقة اهلامة بنصاحب الرسالة الذي يتنازل عن كرسياحلكم ويهادن من يعارضه ويعرض نفسهللشهادة مضحياً بها يف سبيل بقاء الرسالة احملور وبين السلطان، كما ان هذا هوالفارق الرئيسي بين احلركات االسالمية- الرسالية، وبين احلركات السياسية غيرالدينية. فصاحب احلركة اإلسالمية،يفترض أن يكون الوريث الشرعي خلالفةالنيب األكرم، صلى اهلل عليه وآله، يبحثدوماً عن الرسالة، ويدور معها حيثما دارت.وال يفكر يف املناصب لنفسه أبدا. وهلذاجتد ان أبناء احلركة االسالمية يرفضونالتحزب. هم قد يعملون يف أحزاب أوتنظيمات إسالمية، لكنهم يرفضون التحزبعلى حساب قيمهم ودينهم ورسالتهم، واليكونون كما قال عنهم اهلل: }مِ نَ ِ الَّذي نَفَرَّ قُوا دِينَهُ مْ وَ كَانُوا ِ شيَعًا كُلُّ ِ ح زْ بٍ بِاَِمْ فَرِ حُ ونَ {، )سورة الروم /32(، بللَدَ هيِْيبِنَ إِلَيْهِيكونون كما قال عنهم تعاىل: }مُنوَ اتَّقُ وهُ وَ أَقِيمُ وا الصَّ اَ ةَ وَ الَ تَكُ ونُ وا ِ م نَاملُْشْ ِ كِنَ {)سورة الروم /31(.أي ان احملور هو العودة إىل اهلل، فكلماأبعدتهم االهواء عن حمور التوحيد جذبتهماملعرفة إليه مرة أخرى.. فيعودون إليهوينطلقون منه.