11.07.2015 Views

nu268-web

nu268-web

nu268-web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

بناء الشباب ضمانة المستقبل* نزار حيدرإن الشباب هم عاد التغيري والنهوض يف كل املجتمعات،‏ملا يتمتع به من قدرة عى استيعاب التجديد والتفاعل معالعرن ة والتعاي ش م ع املتغ ريات،‏ وإمكاني ات ذهني ة واس عة،‏وشجاعة وجَ‏ لَد،‏ ما يؤهله لضان مستقبل افضل.‏لذا نجد للشباب يف الغرب كل الفرص ليتعلم ويبحثويشرك يف الشأن العام ويعمل ويتطور،‏ اما يف البلداناملتخلفة،‏ ومنها العراق اليوم،‏ فان الشباب هو الرحيةالضائعة،‏ ففرص التعليم والتطور والبحث والعمل واملشاركةيف الشأن العام وفرص السامة البدنية والعقلية مغلقة أمامهبشكل مهول.‏ لذا ينبغي عى الشباب،‏ انتزاع الدور انتزاعاً،‏من خال االعتاد عى النفس يف خلق الفرص وبمختلفأشكاهلا.‏صحيح انه ألمر صعب للغاية ولكن ربا يكون الطريقالوحيد للوصول اىل القمة.‏وما يؤسف له،‏ هو انه وبعد مرور عقد من الزمن عىالتغيري،‏ جيد الشباب نفسه،‏ مرة اخرى،‏ امام حتدي االعتادعى الذات يف انتزاع الدور،‏ فيا كان ينتظر من الدولة العراقيةاجلديدة،‏ وبمختلف مؤسساهتا،‏ ان حتتظنه ليتمكن من النهوضبنفسه بأقل اخلسائر والتضحيات،‏ وبأرسع وقت ممكن.‏وتتضاعف املسؤولية اذا عرفنا أن النسبة األكر من املجتمعالعراقي هم الشباب،‏ ما يعني ان بقاء هذه الرحية با أفقوال أمل وال دور،‏ يعني ان املجتمع بكامله سيكون كذلك،‏ باأي أفق واضح ومستقبل معلوم.‏ كذلك،‏ ستتضاعف املسؤوليةاذا علمنا بان نصف رشحية الشباب،‏ هم من اإلناث،‏ والايتتتضاعف معاناهتن يف املجتمع،‏ اما بسبب الثقافة الذكوريةاحلاكمة او العادات والتقاليد البالية او ما أشبه.‏فكيف يمكن النهوض بالشباب؟ان عى جيل الشباب ان يبني نفسه ذاتياً‏ من خال القراءةواملطالعة وطلب العلم وتثقيف الذات،‏ فالشاب املتعلمواملثقف ال خيدعه الدجالون بآية او رواية او خطاب او حديثاو ش عار زائ ف او زي متش ابه او فت وى.‏أتذكّر عندما كنّا شباباً،‏ مل خيل بيتا من بيوتنا من مكتبةفيها خمتلف انواع الكتب اىل جانب الدوريات واملجاتالبحثية واملتخصصة،‏ ولقد كنّا نتبارى ونتباهى أينا يقرأ اكثر،‏اما اليوم فان ما يؤسف له حقاً‏ هو غياب الكتاب واملكتبةعن بيوت الناس خاصة الشباب،‏ وإذا ما وُ‏ جدت مكتبة عندشاب او يف منزل فستجد اهنا حتتوي عى كتب تفسري االحاموالقصص املبتذلة والتافهة وكتب االستخارة والتعويذة وغريذلك من هذه الكتب السطحية التي يمنّي هبا الشاب نفسهبحلم سعيد او أمل بعيد.‏كا ان الشباب اقترت اهتاماهتم عى الساع فقط،‏ يفأغلب األحيان،‏ او تراه منشغا بالتواصل مع من يعرف ومنال يع رف ع ى مواق ع التواص ل االجتاع ي،‏ وياليته م يتبادل وناملعلومة املفيدة مثا او يناقشون رأياً‏ نافعاً‏او يتحاورون بأدب ويناقشون قضية مهمةختص املجتمع او رشحيتهم حتديدا او حياولونح ل مش كلة م ن مش اكل املجتم ع،‏ إن ا اهتامه ممنصب عى القيل والقال وتبادل الكثري مناخلزعبات او األكاذيب والشائعات التي لو دقق هبااملرء قليا لوجدها شائعات ليس هلا أدنى حظ منالصحة،‏ الغرض منها تدمري املجتمع وإشاعة األكاذيبالت ي تش غل ب ال الن اس ب ا نتيج ة.‏هذا عى صعيد الثقافة والفكر واملطالعة،‏ اما عىالصعيد التعليمي،‏ فلقد كانت املسرية املليونية التي شهدهاالع راق بمناس بة أربعيني ة س يد الش هداء االم ام احلس ن،‏ علي هالسام،‏ فرصة ذهبية اللتقي و اتعرف عى اآلالف من الشباببعمر الورد،‏ الكتشف اهنم أميون ال يقرؤون وال يكتبون،‏ اواهن م بال كاد يعرف ون كي ف يق رأون أس اءهم.‏هذه الظاهرة التي جتتاح العراق اليوم،‏ بمثابة القنبلةاملوقوتة،‏ اذا ما انفجرت يف املجتمع فستدمره وتأيت عى بنيانهم ن القواع د.‏ان انشغال السياسين،‏ الذين يديرون البلد،‏ بمشاكلهمورصاعاهتم وهم يبحثون عن امتيازاهتم األنانية،‏ اىل جانبانش غال بع ض املثقف ن والكت اب والباحث ن وأصح اب الفك روالقلم،‏ كذلك،‏ باهتاماهتم اخلاصة،‏ التي أبعدهتم عن حتملمسؤولياهتم التارخيية يف تربية وتعليم املجتمع،‏ فضا عناهنيار العملية التعليمية،‏ األولية منها والعالية،‏ والذي يتجسد،‏االهنيار،‏ يف صفوف الدروس اخلصوصية وإقرار األدوار الثاثةيف املراحل املنتهية وتريع قوانن اإلكال بثاث مواد تعليميةوالزحف وغري ذلك،‏ كل ذلك تسبب بإشاعة ظاهرة األميةوعزوف الشباب عن التعليم وطلب العلم.‏لذا جيب االنتباه اىل هذه الظاهرة قبل ان تستفحل بدرجةكبرية،‏ فيضيع الشباب هنائيا.‏ وجيب ان تعود املدارسواجلامعات واملعاهد،‏ كا كانت،‏ مصدر إشعاع لنورالعلم واملعرفة.‏و ما يؤسف له هو ان الكثري من مصادر التغذيةالثقافي ة والتعليمي ة والربوي ة س طحية و إنش ائية،‏ فيه اكل يشء إال العلم والثقافة واملعرفة،‏ كا ان بعضهايغذي املجتمع بثقافة التواكل والتخلف وعبادةالشخصية وصناعة الطاغوت واملوت،‏ من خالاعتاد ثقافات االحام والقصص اخلرافيةوالتوافه من القضايا البعيدة عن واقعاملجتمع،‏ خاصة جيل الشباب.‏فعى جيل الشباب ان ينتبه اىل مايُراد له ومنه.‏ انه مطلوب منه ان يبقىجاهاً‏ وأمياً‏ ومتخلفاً‏ ليسهل قياده.‏---------------* كاتب واعالمي مقيم يف امريكا

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!