11.07.2015 Views

nu268-web

nu268-web

nu268-web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

‏قضية الشهر‏احلل املوضعي والرتقيعي لن يزيد البلد إال أزمات متتاليةقابلة لالنفجار،‏ فبدالً‏ من ان يكون املستقبل الندالع هكذاأزمات ، ليكن واعدًا باملشاريع التنموية واالنسانية التي تنتزعفتيل االزمات اىل االبدملا حيمله من متاسك وأصالة يف هويتهوحضارته التي جتعله حمصناً‏ من التمزقواالقتتال األهلي.‏ لكن املشكلة وقعت حينفقد اجلانبان أو الشرحيتان االجتماعيتاناحلرية واألمن،‏ اللتان متثالن الزمة أكيدةللتطور والنمو والبدء حبياة جديدة واعدة.‏كما لو أن هنالك أطرافاً‏ ذات مصاحل خبيثةيف العراق،‏ ال تريد األمن واحلرية معاً‏ لكلالعراقيين،‏ سنّة وشيعة وأكراداً..‏ وعندماحصلت التجزئة يف احلقوق،‏ حصلتالتجزئة على اخلارطة ايضاً،‏ فشهدنا كيفأن هذا حيرُ‏ م ذاك،‏ نعمة احلرية وحيوله اىلأسير للماضي املقيت،‏ وذاك حيرُ‏ م هذا نعمةاألمان واالستقرار.‏العامل الثالث:‏ فقدان مشاريع التنميةهذا العامل يتأثر بالعاملين اآلنفين،‏لكن يف كل االحوال،‏ فان العراق ميتلكمؤهالت النمو والتطور والتقدم،‏ وهذاليس كالماً‏ للمجاملة واإلطراء،‏ إمنا هيحقيقة يقرها باحثون يف شؤون االقتصادوالتنمية،‏ فالعراق ميتلك ثروات هائلة اىلجانب قدرات انسانية كبيرة،‏ حيث العقولاملبدعة املعروفة يف املنطقة،‏ والنسبة اجليدةمن الشباب املتدفق حيوية بن تعداد سكانه،‏هذا اىل جانب نعمة املياه واالراضي اخلصبةعلى مساحة واسعة.‏ وجتاهل كل هذهالفرص الذهبية وبقاء العراق مع مرورعشر سنوات كاملة،‏ يعيش ويأكل مناملنتوجات املستوردة،‏ وما يستتبع ذلك منانتشار حالة البطالة والتضخم والتخلف،‏من شأنه زيادة حالة االنهزامية وعدم الثقةبالنفس،‏ واستفحال العقد النفسية والشعوربالضياع والالهدفية يف احلياة.‏ وهذهوغرها،‏ تذكي نار العنف واالضطراباتالسياسية واالجتماعية.‏وعندما نتحدث عن تغيير جذريوشامل يف االبعاد كافة يف بؤرة األزمةالراهنة يف العراق،‏ علينا االلتفات اىل فرصالنمو الكبيرة املوجود يف باطن األرضاملتأزمة حالياً،‏ حيث متتلك حمافظة االنبارثروات طبيعية غنية،‏ فحسب املدير العاملشركة املسح اجليولوجي ‏»خلدون البصام«‏فان االنبار تعد من إغنى مناطق العراقيف جمال الثروة املعدنية الالفلزية،‏ ويفمقدمتها،‏ الفوسفات و الكربيت،‏ بل هنالكحديث من خرباء على وجود كميات منالذهب اخلام يف باطن الصحراء االنبارية.‏فبعد كل هذا،‏ هل باالمكان توقع حلعسكري هلذه األزمة؟لو نظرنا اىل جتارب شعوب تعيش ضمنبلد واحد،‏ وهي تتنوع اىل عديد الطوائفواألعراق واملذاهب،‏ مثل اهلند الي تضم عدداً‏كبيراً‏ من الديانات واملذاهب،‏ وهنالك اتباعومؤمنون،‏ ورمبا تكون بعض هذه املذاهبمثيرة لالستغراب وحتى االستهجان،‏ لكناجلميع حيظون باالعتراف من اآلخر،‏ فالأحد يتجاوز على حقوق وعقائد أحد،‏ وهذاما يسمى ب ‏»التعايش السلمي«.‏ وهذا حتديداً‏ما حيتاجه العراق بأسره قبل أي شيء آخر،‏الن احلل املوضعي والرقيعي لن يزيد البلدإال أزمات متتالية قابلة لالنفجار،‏ فبدالً‏من ان يكون املستقبل الندالع هكذا أزمات ،ليكن واعداً‏ باملشاريع التنموية واالنسانيةالتي تنتزع فتيل االزمات اىل االبد.‏فاضافة اىل املشاريع االقتصادية التيكثر احلديث عنها واملطالبة بها،‏ هنالكمشاريع ذات طابع ثقايف وانساني،‏ من شأنهان يغير مسيرة حياة سكان االنبار وسائراحملافظات العراقية.‏ هذه املشاريع ينبغيأن تنطلق من احلوزات العلمية وحتديداً‏من علماء الدين واخلطباء والفضالء.‏ ولعلحتريك عجلة التأليف والنشر واملطالعة،‏من الطرق املختصرة للوصول بالشعبالعراقي اىل بر األمان.‏ وحتى ال جنانبالواقع،‏ هنالك فعاليات ونشاطات يف الساحة،‏لكن حنتاج اىل املزيد مثل معارض كتبيف اكثر من مدينة،‏ والتشجيع على نشروتبادل املؤلفات واالصدارات وفتح مكتباتعامة لتبادل املعرفة والثقافة.‏ اضافة اىلفعاليات اجتماعية ودينية وثقافية،‏ السيمايف مناسبات بهيجة،‏ مثل املولد النبويالشريف واالعياد االسالمية وغرها،‏ ما منشأنه ان يبعث الروح األخوية ويعزز الشعوربالثقة واالطمئنان لدى اجلميع.‏وللحقيقة نقول:‏ أن أزيز الرصاصودخان القنابل هو الذي حيجب اليوم عنالكثير من العراقيين،‏ رؤية آفاق املستقبل،‏فكل شيء بالقتال والصراع والثأر..‏ كما لوأن العراق يفتقد لإلرث احلضاري العظيمالذي تركه النيب األكرم وأهل بيته،‏عليهم السالم.‏ ويفتقد قيم واهداف النهضةاحلسينية.‏ نعم؛ البد من احلزم والقوةلتحكيم القانون وتعزيز األمن والسلماألهلي،‏ ويف املقولة املعروفة حكمة:‏ ‏»من أمنالعقاب أساء التصرف«.‏ بيد أن هذه اللغةجيب أن تكون يف حدودها املعينة واهدافهاالواضحة،‏ وملن توجه..؟ بينما تأخذ لغةاملنطق واحلوار والسلم،‏ مكانها األوسع يفالساحة.‏ وهذا لن يتحقق إال بتضافر اجلهودواجتماع العقول احلكيمة من اجلانبن،‏ ليسعلى أساس غالب ومغلوب،‏ إمنا على أساس‏»العدل«‏ و ‏»اإلنصاف«‏ وهذا ما ال خيتلف عليهأحد مهما كان.‏ ومن خالله تظهر النوايااحلسنة واجلادّة يف البناء واإلعمار وإصالحكل فاسد ومفسد يف هذا البلد .لغة املنطق واحلوار والسلم،‏ حتقق جناحها بتظافراجلهود واجتماع العقول احلكيمة من اجلانبني،‏ ليس علىأساس غالب ومغلوب،‏ إمنا على أساس ‏»العدل«‏ و ‏»اإلنصاف25

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!