Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
رغم األزمات الطاحنة التي تعتصر االقتصاد<br />
العالمي، وخاصة أزمة التمويل التي عصفت<br />
بكبريات المؤسسات المالية، دافعة إياها إلى<br />
اإلفالس تارة، وتقليص توسعاتها تارة أخرى،<br />
نجحت المصارف الخليجية في تجاوز أغلب تلك<br />
األزمات حتى اآلن مستفيدة من السياسات<br />
المالية التحوطية، والتي انعكست آثارها على<br />
األداء المالي ألغلب بنوك المنطقة دافعة إياها<br />
إلى مواصلة تحقيق معدالت نمو إيجابية على<br />
صعيد األرباح.<br />
وأظهرت إحصائية ل«مباشر« ارتفاع أرباح المصارف<br />
المدرجة في بورصات الخليج خالل الفترة<br />
المنتهية في 30 يونيو 2015، لتصل إلى حوالي<br />
16.71 مليار دوالر مقابل أرباح بنحو 14.98 مليار دوالر<br />
للفترة ذاتها من عام 2014، بارتفاع بلغت نسبته<br />
%11.5 تقريبًا.<br />
ورغم النظرة المتفائلة تجاه معدالت نمو أرباح<br />
البنوك الخليجية في ظل الطفرات االقتصادية<br />
التي تشهدها دول المنطقة، تزامنًا مع عزم<br />
دول الخليج على المضي قدمًا في تنويع مصادر<br />
الدخل من خالل التوسع في إطالق المشروعات<br />
الكبرى، إال أن بصيصًا من القلق يلوح في األفق<br />
بشأن تسارع وتيرة التمويل خالل الفترة المقبلة<br />
نتيجة الزمة النفط الطاحنة.<br />
ولم تختلف نظرة المُ حللين مع اختالف<br />
األسواق، فأجمع الغالبية العظمى منهم على<br />
أن استمرار تحقيق القطاع ألرباح متنامية مرهون<br />
باألداء القوي لالقتصاد المحلي، واستقرار<br />
االقتصاد العالمي، وهو أمر مضطرب حاليًا وفقًا<br />
للمعطيات االقتصادية والسياسية على السواء.<br />
وتوقع المُ حلل االقتصادي، نواف الشايع، ل<br />
»مباشر« أن تقود المصارف في منطقة الخليج<br />
صوب تحقيق المستهدفات الحكومية، فيما<br />
يتعلق بتنويع مصادر الدخل وأحداث النمو،<br />
بعيدًا عن إيرادات النفط وذلك الرتفاع الفائدة<br />
المتوقع من قبل الفيدرالي األمريكي، تزامنًا<br />
مع التوسع في اإلنفاق الحكومي وازدهار<br />
المشروعات العقارية.<br />
ويقول الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة، راهان<br />
سيتارامان، إن المشاريع التي تطرحها الدول، على<br />
سبيل المثال دولة قطر، تمثل فرصًا استثمارية<br />
جيدة أمام البنوك التي تلبي االحتياجات المالية<br />
والتمويلية للشركات التي تنفذ هذه المشاريع؛<br />
وبالتالي فالتوقعات بنمو قياسي في أرباح<br />
البنوك خالل النصف الثاني تكون متوافقة مع<br />
الواقع.<br />
ومع ترقب انطالق موسم نتائج الربع الثالث،<br />
أصدرت وكالة »ستاندرد آند بورز« تقريرًا توقعت<br />
فيه تباطؤ نمو أرباح البنوك الخليجية في<br />
الفصول المقبلة على خلفية تراجع النفط.<br />
كما توقعت أن تتوجه البنوك الخليجية إلى تبني<br />
سياسة أكثر تحفظًا من ناحية نمو األصول، مع<br />
تراجع أسعار النفط واألثر الذي خلفه على النظرة<br />
المستقبلية لالقتصاد، مضيفة أنه مما حدَّ أيضًا<br />
من نمو األصول، تشديد أنظمة الرهن العقاري<br />
في السعودية، وتراجع المعامالت العقارية في<br />
اإلمارات، إلى جانب تقليص مديونية الكيانات<br />
المرتبطة بالحكومة في قطر.<br />
وقالت وكالة »ستاندرد آند بورز« إنها تتوقع<br />
تباطؤ أرباح البنوك الخليجية على مدار الفصول<br />
المقبلة، وذلك بعد نموها %7، في الربع األول و%4،<br />
في الربع الثاني بضغط من تراجع المخصصات<br />
ب%9، في النصف األول وعلى الرغم من تعرض<br />
هوامش الفائدة للمزيد من الضغوط.<br />
وعن التوزيع الجغرافي ألرباح البنوك الخليجية،<br />
فقد اقتنصت مصارف المملكة النصيب األكبر<br />
من األرباح الخليجية من خالل 6.17 مليار دوالر في<br />
النصف األول من 2015، مقابل أرباح بحدود 5.78<br />
مليار دوالر لنفس الفترة من عام 2014، بارتفاع<br />
في األرباح تُقدر نسبته بحوالي %6.7.<br />
وبلغ حجم محفظة القروض للبنوك السعودية<br />
- أكبر القطاعات المصرفية بالمنطقة - بنهاية<br />
الربع الثاني من العام الحالي نحو 354 مليار<br />
دوالر، مقارنة بحوالي 325.7 مليار دوالر بنهاية<br />
الربع الثاني من 2014، بزيادة نسبتها %8.7، بينما<br />
وصلت ودائع العمالء في البنوك بنهاية الربع<br />
الثاني إلى 452.6 مليار دوالر، مقابل 418.4 مليار<br />
دوالر بالفترة المقابلة، وبنسبة نمو %8.2.<br />
وارتفع معدل القروض إلى الودائع بنهاية<br />
الربع الثاني من هذا العام )لجميع المصارف<br />
السعودية المُ درجة بالبورصة( إلى %78.2 من<br />
%77.8 لنفس الفترة من العام الماضي، وبفارق<br />
%0.37، وحققت غالبية المصارف السعودية<br />
ارتفاعًا في هذا المعدل باستثناء مصرف اإلنماء<br />
ب %12.4، وبنك الرياض ب %5.7، ومصرف الراجحي ب<br />
%2.8، وكذلك البنك العربي الوطني ب %0.1.<br />
وقالت مؤسسة النقد السعودي »ساما« في<br />
تقرير صدر عنها في وقت سابق من العام<br />
الجاري، إن تركيز نموذج أعمال المصارف<br />
السعودية على السوق المحلية، قلل من<br />
انكشافه على التقلبات المالية العالمية، مشيرة<br />
إلى أن االئتمان المصرفي المحلي يشكل الجزء<br />
األكبر من أصول القطاع المصرفي، ليمثل نحو<br />
69