index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
www.araa.sa<br />
العدد<br />
يوليو<br />
109<br />
2016<br />
30<br />
العدد ملف<br />
وتحليل رؤية<br />
غرب إفريقيا الجار البعيد للخليج العربي<br />
نحو التداخل مع النخب االقتصادية<br />
إن البعد اجلغرايف ملنطقة غرب إفريقيا عن املشرق العربي ال<br />
يعني أنها ليست لها أهمية بالنسبة للخليج العربي، فهذه املنطقة<br />
تستقطب العديد من االستثمارات األجنبية، مبا فيها االستثمارات<br />
اآلسيوية. وقد استطاعت الصني أن تنشئ شبكة من املشاريع<br />
يف البنيات التحتية والفاحية والطاقة والتعليم ميكن أن تفتح<br />
آفاقا للخليج العربي. ويشكل العنصر البشري املتداخل مع<br />
املصالح الصينية مفتاحً ا مهما لذلك، فقبيلة اليوروبا يف نيجيريا<br />
واملوريديني يف السنيغال يلعبون دورًا كبيرًا يف العاقات االقتصادية<br />
مع الصني، بسبب شبكة العاقات االجتماعية<br />
التي ميتد تأثيرها نحو أوروبا وأمريكا، كما<br />
يعدون الفئة التجارية األساسية الوافدة على<br />
منطقة »ييو« يف شرق الصني التي تعتبر إحدى<br />
املراكز الدولية الكبرى للتجارة يف الصني.<br />
اهتمت بعض الدول اخلليجة باالستثمار<br />
يف غرب إفريقيا يف عدد من القطاعات، من<br />
بينها االستثمارات القطرية واإلماراتية يف قطاع<br />
البنوك، وهو ما يفتح املجال للعب دور الوسيط<br />
املالي بني النخب االقتصادية يف هذه املنطقة<br />
والصني، خاصة بعد أن أعلنت نيجيريا يف عام 2015م، عن نيتها<br />
إنشاء مدينة جديدة باسم »إيكو أتانتيك »لتصبح املركز املالي<br />
يف نيجيريا وغرب إفريقيا. ونظرًا لضعف الوجود اخلليجي يف<br />
غرب إفريقيا، فإنها يف حاجة إلى التعاون والشراكة مع دول<br />
أخرى لها خبرة يف التعامل مع غرب إفريقيا، وبحكم الشراكة<br />
االستراتيجية املغربية اخلليجية فإن بإمكان املغرب أن يكون<br />
إحدى البوابات لتوسيع املصالح اخلليجية االقتصادية يف هذه<br />
املنطقة، خاصة وأن املغرب يعد من أهم املستثمرين فيها. وبعد<br />
أن وقع املغرب اتفاقية الشراكة االستراتيجية مع الصني خال<br />
مايو2016م، فإنه ميكن أيضً ا احلديث عن تعاون اقتصادي ثاثي<br />
»مغربي صيني خليجي« يف غرب إفريقيا يف عدد من القطاعات،<br />
أهمها االستثمار فيما يصطلح عليه ب«االقتصاد األزرق«، أي<br />
استغال اإلمكانات االقتصادية للبحار، مثل االستثمار يف مجال<br />
تربية األسماك باألحواض البحرية يف بعض دول غرب إفريقيا،<br />
كالسنغال، خاصة أن لدى املغرب خبرة يف هذا املجال عبر آليات<br />
تطبيق اتفاقية الصيد البحري مع االحتاد األوروبي.<br />
التدرج من التنسيق إىل التعاون االستراتيجي<br />
احلضور اخلليجي يف إفريقيا جنوب الصحراء ال ميكن<br />
أن يتحقق إال بوضع أسس للتعاون األمني والعسكري مع غرب<br />
محاربة اإلرهاب<br />
في إفريقيا يتطلب<br />
رؤية يتداخل فيها<br />
األمني باالقتصادي<br />
ومحاربة الفقر<br />
إفريقيا. ومبا أن السعودية أنشأت »التحالف اإلسامي ضد<br />
اإلرهاب«، فإن مجال اهتمامه يجب أن يشمل أيضا دعم البنيات<br />
التي تعمل على محاصرة ظاهرة اإلرهاب يف إفريقيا، خاصة<br />
بعد تدويل األعمال اإلجرامية ل«حركة بوكو حرام« واحلديث<br />
عن عاقاتها ب«حركة الشباب الصومالية« يف شرق إفريقيا.<br />
وستكتسب دول اخلليج شرعية دولية إذا متكنت من اإلسهام يف<br />
محاصرة اإلرهاب يف هذه املنطقة، خاصة لدى القوى اآلسيوية<br />
التي تتعاظم مصاحلها يف غرب إفريقيا.<br />
ولكن اإلسهام اخلليجي يف محاربة ظاهرة اإلرهاب بإفريقيا،<br />
يحتاج إلى رؤية شمولية يتداخل فيها األمني باالقتصادي<br />
والتنموي، ف«حركة بوكو حرام« مثا بدأ نشاطها يف<br />
»بورنو« بأقصى الشمال الشرقي التي تعد من بني<br />
أكثر املناطق فقرًا يف نيجيريا. ويقتضي هذا الواقع<br />
وضع مشاريع تنموية للرقي باملناطق الشمالية،<br />
خاصة يف التعليم من املستويات األولية إلى<br />
اجلامعة ومراكز التكوين املهني، كما تفعل الصني<br />
ودول أخرى. ولكن هذه املشاريع حتتاج إلى جهود<br />
إقليمية مشتركة، كالتعاون مع اجلامعة العربية<br />
واملنظمة اإلسامية للتربية والعلوم والثقافة،<br />
وكذلك مع دول عربية إفريقية كمصر واملغرب.<br />
تعاني دول غرب إفريقيا أيضا من إشكالية النزاعات العرقية،<br />
ما جعلها حتتضن عددًا من بعثات األمم املتحدة للسام، كليبيريا<br />
والكوديفوار وغيرها. واملاحظ أنه بالتوازي مع تزايد املصالح<br />
االقتصادية لبعض البلدان اآلسيوية يف إفريقيا، كالصني واليابان<br />
وإندونيسيا، فإنها أصبحت تشارك بصورة أكبر يف بعثات األمم<br />
املتحدة هناك. ويقتضي ذلك أن يكون للخليج أيضً ا اهتمامًا أوسع<br />
بعمليات حفظ السام، وقد يكون من األجدى إنشاء مؤسسة<br />
خاصة لتدريب القوات اإلفريقية املعنية بعمليات السام ودعمها<br />
لوجيستيا. ولكن هذا الدور يحتم أوالً توسيع االتفاقيات األمنية<br />
والعسكرية اخلليجية مع الدول اإلفريقية، ولعل مشاركة بعضها يف<br />
»مناورات رعد الشمال« يف فبراير 2016م، مقدمة ملأسسة احلضور<br />
اخلليجي بشكل أوسع على الصعيدين األمني والعسكري بإفريقيا.<br />
بكلمة، إن حتول القارة اإلفريقية إلى ساحة للتنافس الدولي<br />
وبروز القوى اآلسيوية كفاعل مهم يف القارة، يفتح اآلفاق لتنسيق<br />
عاقات دول اخلليج العربي بهذه القوى على الصعيد اإلفريقي.<br />
وتشكل األدوات الثقافية والتعليمية واالقتصادية واألمنية<br />
والعسكرية التي تعتمدها الصني فرصة لاستفادة من جتاربها<br />
واعتماد مثلها من قبل الدول اخلليجية، مع التعاون مع حلفائها<br />
االستراتيجيني لتحقيق أكبر املكاسب املمكنة.<br />
* أستاذ مبؤسسة البحوث االستراتيجية الدولية )أوسك( أنقرة تركيا