index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مقال<br />
العدد<br />
109<br />
2016 www.araa.sa<br />
يوليو 51<br />
العدد ملف<br />
االهتمام اخلارجي املصري والذي ضم أيضً ا »الدائرة العربية«،<br />
و«الدائرة اإلسامية«. ووفقًا لهذه النظرة، قامت مصر بتوفير<br />
الدعم السياسي واملالي والعسكري حلركات التحرر اإلفريقية،<br />
واستضافت قادة هذه احلركات، وأنشأت مجموعة من اإلذاعات<br />
املوجهة إلى الشعوب اإلفريقية الناطقة بلغاتها، ودافعت عن<br />
قضاياها يف األمم املتحدة وحركة عدم االنحياز ومنظمة الشعوب<br />
اآلسيوية اإلفريقية. وكان من شأن هذه اجلهود – مع االحتاد<br />
السوفيتي والهند ويوغوسافيا - صدور قرار اجلمعية العامة<br />
لألمم املتحدة عام 1960م، اخلاص بإقرار حق تقرير املصير ومنح<br />
االستقال للشعوب املستعمرة. ويف بداية الستينيات، شارك كل من<br />
اجلزائر واملغرب يف مد بساط عاقات التعاون<br />
العربية اإلفريقية بعد حصولهما على االستقال.<br />
حفظ اجليل األول من القيادات اإلفريقية<br />
هذا الدور العربي، فرفضوا الدعاوى االستعمارية<br />
الغربية بالفصل بني شمال القارة وجنوبها، والذي<br />
يعني الفصل بني »العرب« الذين يعيشون يف الشمال<br />
و«األفارقة« الذين يعيشون يف جنوب الصحراء،<br />
وأكدوا على وحدة القارة بإنشاء منظمة الوحدة<br />
اإلفريقية يف 1964م، وكان الرئيس عبد الناصر<br />
وامللك محمد اخلامس من اآلباء املؤسسني لها.<br />
يف هذا املناخ، ساندت الدول اإلفريقية القضايا العربية يف<br />
احملافل الدولية وخصوصً ا القضية الفلسطينية، والتي اعتبرتها<br />
منظمة الوحدة اإلفريقية »قضية عربية –إفريقية«، وضمن هذا<br />
للعرب كتلة تصويتية مؤيدة يف األمم املتحدة تقرب من 50 صوتًا.<br />
ويف املقابل، دعمت الدول العربية قضية إفريقيا األساسية وهي إنهاء<br />
نظام الفصل العنصري يف جنوب إفريقيا وروديسيا، واعتبرتها جامعة<br />
الدول العربية »قضية إفريقية – عربية«.<br />
ويف أعقاب هزمية يونيو 1967م، تضامنت الدول اإلفريقية<br />
مع مصر، وقامت الواحدة تلو األخرى بقطع العاقات الدبلوماسية<br />
مع إسرائيل باعتبارها قوة احتال جلزء من إقليم الدولة املصرية.<br />
وتواصل هذا الدعم يف حرب أكتوبر 1973م، مما أدى إلى إصدار<br />
مؤمتر القمة العربية املنعقد يف اجلزائر يف العام نفسه قراراً يشيد<br />
فيه مبوقف الدول اإلفريقية، ومت إنشاء الصندوق العربي للمعونة<br />
الفنية اإلفريقية واملصرف العربي للتنمية االقتصادية يف إفريقيا،<br />
وإن كانت بعض الدول اإلفريقية قد أعربت عن تضررها من ارتفاع<br />
أسعار النفط الذي فرض أعباء مالية إضافية عليها، ومت تشكيل جلنة<br />
مشتركة بني جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة اإلفريقية لبحث<br />
آثار ارتفاع أسعار النفط على الدول اإلفريقية وكيفية التخفيف منها.<br />
استمر زخم العاقات العربية اإلفريقية، فأيدت املجموعة<br />
اإلفريقية يف اجلمعية العامة لألمم املتحدة قرار اعتبار الصهيونية<br />
تضررت الدول<br />
األفريقية من تصدير<br />
العرب خالفاتهم للقارة<br />
السمراء بعد كامب ديفيد<br />
وخالف البوليساريو<br />
شكاً من أشكال العنصرية يف 1975م، وانعقد مؤمتر قمة التعاون<br />
العربي اإلفريقي األول يف القاهرة يف مارس 1977م، والذي أصدر<br />
مجموعة من الوثائق اخلاصة مببادئ التعاون بني الطرفني يف<br />
املجاالت املختلفة، وأنشئ مجموعة من املؤسسات لتنظيم هذه<br />
العاقات. أكدت هذه الوثائق على أن التعاون بني الطرفني يقوم على<br />
مبادئ التحرر الوطني، والتعاون االقتصادي، والتفاهم بني الشعوب.<br />
وشملت املؤسسات التي أقرها املؤمتر: مؤمتر القمة واملجلس الوزاري<br />
واللجنة الدائمة واللجان املتخصصة.<br />
ومن نهاية السبعينيات وما تاها من سنوات، تعرضت العاقات<br />
العربية اإلفريقية لسلسلة من األزمات واحملن، وميكن تلخيص أهم<br />
الدروس املستفادة منها فيما يلي:<br />
1- تضرر الدول اإلفريقية من قيام الدول العربية<br />
بتصدير خالفاتهم وصراعاتهم إلىها مما أوجد<br />
عاماً انقساميًا بينها، من ذلك نقل اخلاف<br />
العربي حول اتفاقية كامب ديفيد التي أبرمتهما<br />
مصر يف 1978م، إلى الساحة اإلفريقية والدعوة<br />
لتجميد عضوية مصر يف منظمة الوحدة اإلفريقية،<br />
ومنها اخلاف بني اجلزائر واملغرب بشأن منظمة<br />
البوليساريو ومستقبل الصحراء، وهو األمر الذي<br />
انتهى إلى مقاطعة املغرب ألنشطة املنظمة بعد تبني<br />
األغلبية اإلفريقية لوجهة النظر اجلزائرية.<br />
أضف إلى ذلك شكوى األفارقة من التنافسات العربية العربية<br />
على النفوذ يف القارة، وخصوصً ا السياسات التي مارستها ليبيا يف<br />
عهد العقيد معمر القذايف، وهو األمر الذي أدى مبنظمة الوحدة<br />
اإلفريقية إلى إصدار قرار يف 1978م، يطلب فيه عدم تدخل الدول<br />
العربية يف قضية القرن اإلفريقي، وعدم تدخل السياسات العربية<br />
يف شؤون القارة اإلفريقية. وارتبط بذلك –خصوصً ا يف حقبة<br />
الثمانينيات وبعد عودة العاقات الدبلوماسية اإلفريقية مع إسرائيل–<br />
طلب األفارقة عدم ربط التعاون العربي اإلفريقي بضرورة تبني<br />
الدول اإلفريقية مواقف معادية إلسرائيل.<br />
2- المفارقة بين طموح الشعارات وقصور التنفيذ، إذ تبرز<br />
الفجوة الهائلة بني األهداف واإلجناز يف مجال التعاون العربي-<br />
اإلفريقي. وعلى سبيل املثال، انعقد مؤمتر القمة األول يف<br />
1977م، والذي اعتبر مبثابة املؤمتر التأسيسي لقواعد التعاون<br />
ومؤسساته، ونص املؤمتر يف مقرراته على اجتماع اللجنة الدائمة<br />
للتعاون العربي اإلفريقي والتي تضم 24 دولة )12 من كل طرف(<br />
كل 6 شهور، واجتماع املجلس الوزاري املشترك كل 18 شهرًا،<br />
واجتماع القمة كل 3 سنوات، ولم يتحقق ذلك. وتكفي اإلشارة<br />
إلى أن مؤمتر القمة الثاني والذي كان من املقرر عقده يف<br />
1980م، انعقد بعد 33 سنة يف 2010م، يف مدينة سرت الليبية،