14.07.2016 Views

index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109

index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109

index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

www.araa.sa<br />

العدد<br />

يوليو<br />

109<br />

2016<br />

88<br />

العدد ملف<br />

مقال<br />

تاقح حضارات جعلت من الفضاء،‏ يف أغلبه وإلى اليوم،‏ فضاءً‏<br />

حضاريًا إساميًا.‏<br />

وتلعب اجلغرافيا دورًا حاسمًا يف حتديد الرؤية اإلستراتيجية<br />

للدول العربية لشمال إفريقيا اجتاه غرب إفريقيا طبقا<br />

للمحددات العامة التالية:‏<br />

- التأثير والتأثر االجتماعي والثقايف،‏ بحيث أن االنصهار القبلي<br />

جعل من التاقح بني األنساب والثقافات أمرًا واقعًا بالنظر إلى<br />

املعطيات القبلية،‏ ومثال ذلك تأثير قضية الطوارق على كل من<br />

اجلزائر وليبيا،‏ والهوية األفريقانية على موريتانيا،‏ إضافة للمشاكل<br />

التي كانت تعرفها احلدود الليبية التشادية والتي ميكن أن تعرف<br />

جتددًا يف التأثير بعد تراجع نفوذ القوة املركزية<br />

يف طرابلس.‏<br />

- التأثير السياسي،‏ الذي من خاله ترتبط<br />

بإشكاليات حقوق األقليات واإلدماج السياسي<br />

يف املنتظمات العربية يف شمال إفريقيا من جهة،‏<br />

وأيضا املواقف املتباينة من القضايا السياسية<br />

واالستراتيجية بني الدول العربية ودول غرب<br />

إفريقيا يف احملافل اجلهوية والدولية،‏ وهو ما<br />

يؤثر على البناء االقتصادي الذي يرتهن للمواقف<br />

السياسية وال يستطيع جتاوزه نظرًا لطبيعة البنى<br />

السياسية غير الدميقراطية يف الغالب.‏<br />

- التأثير االقتصادي،‏ حيث تعتبر املنطقة يف عاقتها مع شمال<br />

إفريقيا مجاالً‏ لامتداد االقتصادي،‏ لكن أيضا اإلشكاالت<br />

املرتبطة بكون الفضاء هو مجال جيوسياسي يخص قوى أخرى<br />

غير إقليمية،‏ وما يجعل االرتباط ال يقوم على مفهوم االندماج.‏<br />

ففي هذا اإلطار التجاري واالقتصادي تتفاوت العاقات التي<br />

تربط بني الدول العربية لشمال إفريقيا وغرب إفريقيا؛ ففي<br />

حني يعتبر املغرب أول مستثمر إفريقي باملنطقة هناك دول ال<br />

ترتبط مع غرب إفريقيا إال بأسس ضعيفة.‏ وسياسة املغرب مثا<br />

هي نتيجة اعتماد تصور يجمع بني ترسيخ العاقات الثنائية بعد<br />

انسحابه من منظمة الوحدة اإلفريقية سنة ‎1984‎م،‏ وكذا سياسة<br />

التجمعات اإلقليمية؛ وهي على اخلصوص احتاد املغرب العربي،‏<br />

املجمد منذ حادث أطلس أسني مبراكش الذي عقبه فرض<br />

التأشيرة من طرف املغرب على الرعايا اجلزائريني،‏ وجتمع دول<br />

الساحل والصحراء ،)CEN-SAD( واملجموعة االقتصادية لدول<br />

غرب إفريقيا ،)CEDEAO( واالحتاد االقتصادي والنقدي<br />

لغرب إفريقيا ،)UEMA( املجموعة االقتصادية والنقدية لدول<br />

وسط إفريقيا)‏CEMAC‏(‏ ، والسوق املشتركة لشرق وجنوب<br />

إفريقيا ،)COMESA( ومجموعة تنمية دول إفريقيا اجلنوبية<br />

والهيأة احلكومية للتنمية)‏IGAD‏(.‏ )SADEC(<br />

الدول العربية ال<br />

تمتلك رؤية موحدة<br />

تجاه غرب إفريقيا ومن<br />

الضروري استشراف<br />

إمكانيات التعاون<br />

لقد تراجعت أدوار ليبيا اإلفريقية بعد مرحلة القذايف التي<br />

كانت قائمة على ريع مالي بهدف جلب الوالء السياسي للقادة<br />

واملسؤولني األفارقة،‏ وهو عكس نهج املغرب مثاً‏ القائم على<br />

مفهوم التنمية واالستقرار السياسي لدول غرب إفريقيا،‏ ومع<br />

االعتماد على الرأسمال اخلاص،‏ وخاصة يف طاعات الفاحة<br />

والبنوك واملعادن والسكن.‏ كما أن حضور تونس واجلزائر قائم<br />

على العاقات السياسية،‏ ومستوى التبادل مع هذه الدول يرتبط<br />

بالطاقة ويقوم على فرض املجال االستراتيجي لتفادي انتقال<br />

املشاكل نظرًا للترابط االجتماعي والثقايف،‏ وهو ما يفسر أحيانا<br />

التدخل لفرض رؤى سياسية من طرف اجلزائر مثا يف مالي<br />

على سبيل املثال.ونفس األمر ميكن أن يقال عن<br />

االستراتيجية املصرية خاصة بعد أزمة احلراك<br />

العربي ملا بعد ‎2011‎م،‏ حيث تراجع الدور<br />

املصري بشدة يف القارة ويف غربها على وجه<br />

اخلصوص اعتبارا لكون شرق إفريقيا املجال<br />

احليوي الطبيعي ملصر.‏<br />

2- دول الخليج وغرب إفريقيا:‏ األدوار االقتصادية<br />

المتجددة<br />

تعتبر إفريقيا واحة لتنمية االقتصاد اخلليجي،‏<br />

فهي قارة حتقق نسبة منو واعد يتجاوز عمومًا 5 باملائة،‏ وتتميز<br />

مبوقعها اجلغرايف،‏ ومتتلك أكبر مخزون للعديد من الثروات واملعادن<br />

املهمة والنفيسة؛ فمن بني 50 معدنًا هامًا يف العالم يوجد 17 معدنًا<br />

منها يف إفريقيا باحتياطيات ضخمة.‏ وهي متتلك النسبة األكبر<br />

من احتياطي ‏“البوكسيت،‏ والفروكروم،‏ والكوبلت،‏ واملاس،‏ والذهب،‏<br />

واملنجنيز،‏ والفوسفات،‏ واملعادن الباتينية،‏ والتيتانيوم،‏ والفاناديوم”.‏<br />

وإلى غاية سنة 2008 م،‏ كان حجم االستثمارات اخلليجية يف<br />

إفريقيا يصل حوالي 25 مليار دوالر،‏ وبنسبة منو سنوية ال تقل عن<br />

10 باملائة بينما يف سنة ‎2000‎م،‏ لم يتجاوز 7 مليارات دوالر.‏ وإلى<br />

أواخر سنة ‎2014‎م،‏ ارتفعت مساهمة الدول اخلليجية يف االستثمار<br />

يف البنية التحتية لوحدها يف إفريقيا إلى حوالي 30 مليار دوالر منها<br />

النصف يف شكل مساعدات وقروض ومنح.‏ وقد زادت شركات دول<br />

اخلليج نصيبها من مشاريع االستثمار األجنبي املباشر يف إفريقيا<br />

سنة ‎2014‎م،‏ إلى 9.1 باملائة وكانت اململكة العربية السعودية قد<br />

حازت على 11 مشروعًا بدل 3 حازتها يف السنة السابقة،‏ ويف الوقت<br />

الذي أصبحت فيه اإلمارات رابع أكبر مصدر للمشاريع االستثمارية<br />

يف إفريقيا يف نفس السنة حائزة على مرتبة أول مشغل بهذه القارة.‏<br />

ويحقق الوجود االستثماري اخلليجي يف إفريقيا عمومًا غايات متعددة:‏<br />

- ميكن أن يجعل القارة،‏ وخاصة يف غربها احتياطيًا غذائيًا لهذه<br />

الدول،‏ وهو ما يضمن األمن الغذائي لها؛

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!