index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
www.araa.sa<br />
العدد<br />
يوليو<br />
109<br />
2016<br />
50<br />
العدد ملف<br />
مقال<br />
تتجاوز المساعدات االقتصادية.. واآلفاق واسعة<br />
العالقات الخليجية اإلفريقية:<br />
رؤية مستقبلية<br />
شهدت السنوات 2015-2012م، عدة أحداث تشير إلى ازدياد أهمية قضية العاقات اخلليجية اإلفريقية كان منها<br />
استضافة دولة الكويت ملؤمتر قمة التعاون العربي اإلفريقي يف 2013م، والسياسة السعودية النشطة يف عدد من<br />
الدول اإلفريقية، والتي كان من مظاهرها يف 2016م، اجلوالت التي قام بها وزير اخلارجية السعودي يف إفريقيا<br />
واستقبال الرياض لعدد من رؤساء الدول اإلفريقية، واهتمام سلطنة عمان بالبحث والتوثيق يف عاقاتها التاريخية<br />
مبنطقة شرق إفريقيا والتي تبلورت يف عقد مؤمتر عن هذا املوضوع نظمه مركز الدراسات العمانية بجامعة<br />
السلطان قابوس يف مسقط يف 2012م، وآخر عن عاقات السلطنة التاريخية بجزر القمُر يف ديسمبر 2015م، وهو<br />
املؤمتر اخلامس الذي نظمته هيأة الوثائق واحملفوظات الوطنية بالسلطنة لدراسة جذور عاقات عُمان بدول القرن<br />
اإلفريقي، والتي شملت عاقاتها بأثيوبيا ومدغشقر وموريشيوس وجيبوتي والصومال.<br />
د. عليّ الدين هالل<br />
واحلقيقة، أن التحليل العلمي ملوضوع العاقات اخلليجية<br />
اإلفريقية ينبغي أن يتم يف إطار ثاث سياقات: أولها، خبرة<br />
العاقات العربية اإلفريقية والدروس املستفادة منها حتى ال<br />
تتكرر األخطاء ونعيد فتح اجلراح، وثانيها، سمات املشهد<br />
اإلفريقي الراهن واخلصائص العامة للدول اإلفريقية التي سوف<br />
يتم التعاون معها، وكذلك القوى الدولية األخرى الفاعلة يف<br />
القارة ومدى قبولها أو ترحيبها بدور خليجي أكبر، وثالثها آفاق<br />
العاقات اخلليجية اإلفريقية.<br />
أوالً: خبرة العالقات العربية اإلفريقية<br />
متتد العاقات العربية اإلفريقية يف أعماق التاريخ، فمن<br />
املؤكد أنه قد حدثت هجرات إفريقية عبر البحر األحمر إلى<br />
شبه اجلزيرة العربية قبل اإلسام، وكانت احلبشة معروفة<br />
لدى القبائل العربية يف ذلك الوقت وإليها كانت الهجرة األولى<br />
للمسلمني. ويف القرون التالية، انتشر اإلسام يف مختلف أرجاء<br />
إفريقيا، فانتقل من شرق القارة إلى منطقة البحيرات اإلستوائية<br />
وصوالً إلى الغرب، وظهرت مراكز ثقافية كبيرة يف مدن زجنبار<br />
وكلوة وممُ باسا. هذا باإلضافة إلى نشر اإلسام والعروبة يف دول<br />
الشمال اإلفريقي من مصر إلى موريتانيا. ويف مرحلة االستعمار<br />
األوروبي، استمر الوجود العربي اإلسامي، وحدثت مواجهات<br />
بني الطرفني لعل أبرزها املواجهة العسكرية بني سلطنة عمان<br />
والبرتغال يف زجنبار والتي انتهت بطرد البرتغاليني منها،<br />
والسيطرة العمانية عليها من 1856 وحتى 1964م.<br />
لقد كان هدف هذا العرض املوجز هو تبيان العمق التاريخي<br />
للعاقات العربية )مبا فيها اخلليجية( اإلفريقية. ولكن التأسيس<br />
احلديث لهذه العاقات حدث يف حقبة اخلمسينيات من القرن<br />
العشرين، وازدهر يف السنوات التالية حتى بلغ أوجه عام 1973م،<br />
ثم بدأت مرحلة األفول يف الثمانينيات وما بعدها.<br />
يعود هذا التأسيس إلى الدور الذي قامت به مصر بقيادة<br />
الرئيس جمال عبد الناصر يف مرحلة اخلمسينيات يف دعم<br />
حركات التحرر الوطني اإلفريقية ضد االستعمار وإنهاء االحتال<br />
األجنبي للقارة. لقد أدرك الرئيس عبد الناصر مبكرًا أهمية<br />
البعد اإلفريقي ملصر وللمصالح العربية، وأشار إلى »الدائرة<br />
اإلفريقية« يف كتابه بعنوان »فلسفة الثورة« كأحد مجاالت