index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
www.araa.sa<br />
العدد<br />
يوليو<br />
109<br />
2016<br />
58<br />
العدد ملف<br />
مقال<br />
العربية السعودية والكويت واإلمارات وقطر والبحرين بينما كانت<br />
مالي والنيجر وتشاد األكثر استحواذًا على االستثمارات الزراعية<br />
الليبية قبل أن تصل ليبيا إلى وضعها احلالي. وميكن لاستثمارات<br />
اخلليجية الزراعية االستثمار يف حاصات الفجوة الغذائية العربية<br />
خاصة يف احلاصات التي جتود يف دول شرق ووسط إفريقيا<br />
وهي أيضً ا احلاصات ذات االحتياجات املائية الكبيرة وأهمها<br />
قصب السكر واألرز وزيوت النخيل والذرة مبختلف أنواعها خاصة<br />
الذرة الصفراء لألعاف ثم الشعير وبنسب أقل االستثمارات<br />
يف زراعات القمح نظرا للمناخ اإلفريقي احلار ثم تأتي الثروة<br />
احليوانية واللحوم احلمراء والتي تنمو على املراعي الطبيعية<br />
والسفانا ومعها أيضً ا االستثمار يف أخشاب الغابات وصناعات<br />
الورق كما يف غابات الكونغو )تبلغ 220 مليون فدان وتعتبر ثاني<br />
أكبر مساحة غابات يف العالم بعد غابات األمازون( والتي تستأثر<br />
بها الصني وحدها حتى اآلن دون منافسة كما حتاول الصني أن<br />
تستأثر بأغلب االستثمارات الزراعية يف إثيوبيا وتنزانيا ومعها<br />
الهند وإسرائيل وكوريا اجلنوبية بل نستطيع أن نقول أن الصني<br />
واقعة متاما يف غرام إثيوبيا، حيث تقيم الصني والهند ملتقيات<br />
سنوية حتت مسمى »الصني وإفريقيا« و »الهند وإفريقيا« على<br />
الرغم من إدانة تقارير األمم املتحدة الستنزاف الصني والهند<br />
ومعهما كوريا اجلنوبية للثروات الطبيعية للدول اإلفريقية سواء يف<br />
زراعات الوقود احليوي إلنتاج بدائل للبنزين والسوالر أو الستغال<br />
الغابات خشبيا وإقامة مصانع للورق ولتصنيع األثاث مع االبتعاد<br />
عن إقامة مشروعات إلنتاج الغذاء مبا وصفته األمم املتحدة بأنه<br />
احتال لألراضي حتت مسمى االستثمار الزراعي أو هو استغال<br />
إلمكانيات املارد األفريقي دون عائد يذكر على سكانه الفقراء<br />
ودون املساهمة يف تقليص الفجوة الغذائية ونسب الفقر واجلوع<br />
،Land Grabbing in Africa وعلى ذلك فإن القارة اإلفريقية<br />
التي حتقق ميزان جتاري يف صاحلها لعاقتها التجارية مع الصني<br />
بسبب استنزاف الصني للموارد الطبيعية يف القارة اإلفريقية.<br />
العالقات التجارية بني الصني وإفريقيا<br />
ببناء مصنع السكر، وباملثل فإن االستثمارات يف الثروة احليوانية<br />
يف األبقار والضأن واجلمال يتطلب إنشاء وحدات بيطرية حديثة<br />
لرعاية املواشي وتطعيماتها ثم مسالخ ومصانع تعبئة وتبريد<br />
لنقل اللحوم الطازجة واملبردة إلى دول اخلليج مبا ميثل قيمة<br />
مضافة كبيرة وتتحول إلى استثمارات نظيفة وصديقة للبيئة.<br />
االستثمار األمثل للموارد الزراعية الوفيرة وحتقيق قيمة مضافة<br />
من االستثمارات اخلليجية يف دول القارة اإلفريقية يتطلب حتمية<br />
إدخال التصنيع الزراعي يف هذه الدول ونقل املنتج النهائي فقط<br />
إلى دول اخلليج، فإقامة مشروعات لزراعات قصب السكر على<br />
األمطار املجانية بجدواه االقتصادية العالية يكتمل يضاف إلى<br />
ذلك أيضً ا مصانع األلبان للمواشي التي تعيش على املوارد<br />
الطبيعية وبالتالي إنتاج األلبان األورجانيك وجميع منتجاتها<br />
باإلضافة إلى اللحوم نفسها كمنتج عضوي خالص ناجت من مراع<br />
ومروج طبيعية ال يضاف إليها ال مبيدات وال أسمدة وبالتالي<br />
تكون قادرة على غزو دول االحتاد األوروبي واملنطقة العربية<br />
وتباع بأسعار تتراوح بني – 3 10 أضعاف املنتجات التقليدية<br />
غير العضوية باإلضافة إلى تأثيراتها اإليجابية على الصحة<br />
العامة بسبب خلوها من الكيماويات. وباملثل أيضً ا اخلضروات<br />
والطماطم والتي تكتمل مبصانع مركزات الطماطم )الصلصة(<br />
واخلضروات املبردة واملجمدة واحملفوظة وسابقة التحضير بدون<br />
مواد حافظة، ونفس األمر يف فاكهة العصير من املاجنو واملوالح<br />
واألناناس واخلوخ وغيرها والتي تكتمل بالتصنيع الزراعي<br />
ومصانع العصائر ومركزات الفاكهة.<br />
قارة بكر مع رؤوس أموال خليجية واستثمارات نظيفة تساهم<br />
يف أمن الغذاء يف دول القارة األفريقية ومعها املنطقة العربية<br />
ميكن أن تكون استثمارًا نظيفًا وليس استغال واستنزاف للموارد<br />
كما تفعل الدول الغريبة عن املنطقة، فما أصعب أن ننتزع الغذاء<br />
من أياد جائعة.<br />
*األستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة