index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مقال<br />
العدد<br />
109<br />
2016 www.araa.sa<br />
يوليو 67<br />
العدد ملف<br />
لاستعانة بالسعودية ملساعدتها يف احلد من املد اإليراني حتت<br />
غطاء املد الشيعي، وهو ما ظهر جليًا يف مواقف تلك الدول<br />
وزياراتها األخيرة للعاصمة الرياض، وكرست السعودية جهودها<br />
الدبلوماسية للوقوف إلى جوار العديد من الدول اإلفريقية<br />
ملقاومة مخاطر املد الشيعي التي تستخدم نفس استراتيجية<br />
التنصير يف استغال الفقر وعبر أنشطة ثقافية وخدمية بنشر<br />
التشيع بطريقة غير مباشرة، تستغل إيران حب الشعوب لدينهم<br />
وآلل البيت، واستطاعت جتنيد عدد من التجار يف غرب إفريقيا.<br />
لكن قطع السعودية عاقاتها مع إيران بعد الهجوم على<br />
سفارتها وقنصليتها يف إيران تبعت السعودية العديد من الدول<br />
اإلفريقية يف طرد سفراء إيران من دولهم، وجدتها تلك الدول<br />
فرصة بعد املعاناة من التمدد والنفوذ اإليراني يف مناطقهم،<br />
وكانت يف املقدمة دولة السودان، وأصبحت عاقات السعودية<br />
متينة مع أثيوبيا وجيبوتي وحتى أرتيريا التي أعلنت عن إقامة<br />
حتالف جديد يهدف للحد من انتشار التشيع يف القارة السمراء<br />
وفق املخطط الفارسي.<br />
بل تخفت حتركات إيران يف موريتانيا وراء ستار التصوف<br />
ما جعل السعودية توقف مساعداتها وقروضها املالية ملوريتانيا<br />
عام 2008م، التي أوقفت انتشار التشيع، كما أعلنت املخابرات<br />
الصومالية عن القبض على شخصيات إيرانية وصومالية املذهب<br />
الشيعي واعتبرته يهدد أمن الصومال وعقيدة مواطنيه.<br />
استطاع التحرك السعودي أن يحاصر ويحرر دول القرن<br />
ال‘فريقي من النفوذ اإليراني، لكن جاء إعان السودان عن قطع<br />
عاقاته مع إيران بذلك يكتمل الطوق الذي يحيط بالسعودية<br />
بعيدًا عن النفوذ اإليراني، خصوصً ا بعدما أوصدت السودان<br />
الباب على العاقات السودانية اإليرانية بالكامل، وأكدت عن<br />
تضامنها مع السعودية ودول اخلليج.<br />
يعكس هذا القرار مامح املرحلة القادمة خصوصً ا بعد<br />
انضمام السودان إلى عاصفة احلزم وإرسالها جنود سودانيني<br />
يف صفوف التحالف العربي يف اليمن ما يعني التماهي الكامل<br />
مع النظام العربي اجلديد بقيادة السعودية، بعدما أصبحت<br />
الصناديق السيادية شريان احلياة يف السودان التي تساعد<br />
االقتصاد السوداني على االنتعاش، والتي أصبحت حتتل املرتبة<br />
األولى عربيًا ب 590 مشروعًا سعوديًا يف السودان تصل تلك<br />
االستثمارات إلى 11 مليار دوالر أغلبها يف قطاع الزراعة، وتعهدت<br />
السعودية بضخ مزيد من االستثمارات، وتستحوذ السعودية على<br />
% 30 من مصنع سكر كنانة كأكبر وأقدم مصنع يف الوطن العربي<br />
حيث يقدر إنتاجه 450 ألف طن سنويا وفقا للسودان تريبيون.<br />
كما تعهدت السعودية ببذل مجهود جتاه رفع العقوبات على<br />
السودان، حيث ميثل التحول نحو السعودية مسارًا جديدًا يسلكه<br />
الرئيس السوداني عمر البشير بعد 25 عامًا يف بلد مضطرب من<br />
خال التنقل بني حتالفات مختلفة حيث عانت السودان بعدما<br />
لبست ثوبها اإلسامي بني مطرقة السعودية وسندان إيران.<br />
عانت السودان من فتنة النموذج واإلعجاب الشديد بالثورة<br />
اخلمينية خصوصً ا من قبل حسن الترابي بعدما أوصل بجماعته<br />
إلى احلكم عقب االنقاب العسكري عام 1989م، لكن البعض<br />
يرى أن حسن الترابي براغماتي ولم يكن معجبًا بنظام الدولة<br />
القائم على والية الفقيه، وحلسن الترابي آراء واضحة على هذا<br />
الصعيد، رغم ذلك استطاعت إيران أن تشيد مصنعا إلنتاج<br />
األسلحة يف اخلرطوم وفق االتفاقية بني اجلانبني يف عام 2008م،<br />
وأن تقيم إيران قاعدة عسكرية اعتبرت إيران السودان التي ال<br />
تبعد عن السعودية سوى بضع مئات من الكيلومترات من ساحل<br />
البحر األحمر.<br />
ساعد إيران على إبراز نفوذها يف إفريقيا باعتبار السودان<br />
مدخاً رئيسيًا لتصدير الساح اإليراني داخل القارة السمراء،<br />
وتغلغل املذهب الشيعي يف عمق القارة اإلفريقية عبر بوابة<br />
السودان، ومرور شحنات األسلحة سرًا إلى حماس وسيناء<br />
عبر أراضيه، مما اضطر املجتمع الدولي إلى وضع السودان<br />
على الئحة اإلرهاب وفرض عليه عقوبات، نتيجة ذلك تعرض<br />
السودان إلى تدمير مصنع ذخيرة يف انفجار غامض عام 2012م.<br />
لكن يذهب حيدر طه إلى أن إيران خلقت عاقات وثيقة<br />
مع قادة تنظيمات اإلخوان املسلمني يف السودان وحتى يف مصر،<br />
أي أن السودان ركب موجة الصحوة اإلسامية يف الفترة املاضية<br />
يف جتربة خائبة، يبدو أن قيام السعودية يف القيام بدور احلسم<br />
يف مواجهة النفوذ اإليراني بنفس السبل التي تتبعها إيران<br />
السترداد احلق العربي والدفاع عن األمن العربي مكنها من<br />
انتشال السودان من احلضن اإليراني، وقفلت هذه البوابة جتاه<br />
العمق اإلفريقي، وأفقدت السعودية إيران قبضتها على بوابتها<br />
إلى إفريقيا، واستفادت السعودية من أن السودان وإيران ليسا<br />
حليفني استراتيجيني، وعلى اثر قرار قطع السودان العاقة مع<br />
إيران، تلقى البنك املركزي السوداني وديعة سعودية مبليار دوالر.<br />
كذلك لم تتوان السعودية وخصوصً ا دولة اإلمارات يف دعم<br />
الغياب الخليجي/ العربي أدى إلى تمدد إيران في القارة السمراء<br />
وانتشار التشيع في غرب أفريقيا