index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
www.araa.sa<br />
العدد<br />
يوليو<br />
109<br />
2016<br />
72<br />
العدد ملف<br />
مقال<br />
من ناحية أخرى، فإن اعتماد القارة على تصدير املواد<br />
األولية يجعلها عرضة للتأثر بتقلبات أسعار هذه املواد يف السوق<br />
العاملية، والذي يرتبط بعوامل خارج نطاق القارة نفسها. وتشير<br />
دراسة للبنك الدولي حول النمو االقتصادي يف إفريقيا إلى أنه<br />
إذا تراجع طلب الصني على املواد األولية، مثل النحاس الذي<br />
ميثل الطلب الصيني عليه %45 من إجمالي الطلب العاملي،<br />
بينما يستمر إنتاجه يف االرتفاع؛ فإن أسعار النحاس قد تتراجع<br />
بشكل حاد، مما يكون له آثار سلبية شديدة على الدول التي<br />
تعتمد على تصديره. ولهذا فإن حتقيق التنوع يف صادرات دول<br />
القارة، والبعد عن االعتماد على تصدير املواد األولية، خاصة<br />
البترول؛ يُعد من أهم التحديات التي يجب أن تواجهها ملواصلة<br />
منوها االقتصادي.<br />
تتسابق الدول نحو إفريقيا يف تنافس محموم، يف مقدَّمتها<br />
الواليات املتحدة األمريكية وفرنسا والصني وروسيا إضافة إلى<br />
إيران وتركيا وماليزيا والهند وكوريا وتايوان والبرازيل، جميعها<br />
تسعى للنفاذ إلى ثروات القارة، وخاصة مصادر النفط فيها.<br />
وقد سارعت الواليات املتحدة يف محاولتها لتعزيز السيطرة على<br />
النفط اإلفريقي من خال املجلس االستشاري إلفريقيا، وهو<br />
حتالف يضم شركات أمريكية عماقة، ويعد هذا املجلس شريكًا<br />
أصياً للحكومة األمريكية يف كل ما يخص إفريقيا، وهو وراء<br />
تضخم االستثمارات األمريكية يف قطاع النفط يف غرب إفريقيا<br />
حتى جتاوزت 7 مليار دوالر بعد أن كانت مليارًا واحدًا يف بداية<br />
التسعينيات. كما دعا أفارقة إلى إعداد إستراتيجية إقليمية<br />
وقارية للعاقة مع الصني لتجنب االختال يف عاقاتهما الثنائية<br />
مشيرين إلى أن »االستثمارات الصينية مرتبطة باالحتكارات<br />
الكبرى للدولة الصينية« وأنها تركز على قطاع املناجم واملسح<br />
اجليولوجي أو على البنية التحتية.<br />
سبل مواجهة التحديات<br />
إن حتقيق االستفادة القصوى من االستثمار اخلارجي يف<br />
تطوير االقتصاد وحتقيق ثباته واستقراره يف الدول اإلفريقية،<br />
يتطلب وضع إستراتيجية شاملة وسياسات راشدة توجه تدفقاته،<br />
ومن ذلك وضع محددات وشروط أساسية أهمها:<br />
• التعاون مع الدول اإلفريقية كمجموعة واحدة يتم التنسيق<br />
بينها من خال استراتيجية تنموية متوازنة ومتكاملة للقارة عبر<br />
مؤسساتها القارية كمفوضية االحتاد اإلفريقي وغيرها.<br />
• ربط االستثمارات اخلارجية بخطط التنمية احمللية لاستفادة<br />
منها بصفتها موارد متويلية، وحتقيق التوازن والتكامل بينها وبني<br />
اخلطط اإلستراتيجية للدول، وبينها وبني االستثمارات احمللية.<br />
• توظيف االستثمارات للمساهمة يف حتقيق التنمية الشاملة،<br />
وتنفيذ املشرعات االستراتيجية، وخاصة ما يتعلق باألمن الغذائي<br />
والبنية التحتية إلفريقيا.<br />
• املشاركة يف تنمية رأس املال البشري يف الدول اإلفريقية من<br />
حيث التخطيط والتنمية والتوظيف.<br />
• املساهمة يف حتقيق اجلانب األمني للمجتمعات اإلفريقية<br />
مبعاجلة املشكات املزمنة كالفقر، والبطالة، واملرض، وتوفير<br />
اخلدمات األساسية حلياة اإلنسان.<br />
• وضع املوازنة السليمة لتدفقات رؤوس األموال اخلارجية<br />
بالنسبة للناجت القومي اإلجمالي، جتنبًا لتعرض اقتصاديات الدول<br />
اإلفريقية لانهيار يف حال انسحاب هذه األموال عند ظهور أية<br />
بوادر لعدم االستقرار، مع التركيز على االستثمارات طويلة األجل.<br />
• إتاحة الفرص على نطاق واسع للشراكة مع القطاع اخلاص يف<br />
التخطيط والتنفيذ لتلك االستثمارات.<br />
ثالثًا: نماذج لالستثمارات الخليجية يف إفريقيا<br />
لقد أدركت دول اخلليج العربي أنه لتحقيق األمن الغذائي فا<br />
بد أن تتجه إلى التنمية الزراعية، وهو ما جعل اخليار االستراتيجي<br />
للخليج هو حتقيق تنمية زراعية بشراء األراضي أو تأجيرها أو<br />
توجيه االستثمارات نحو دول حوض النيل. فبادرت اململكة العربية<br />
السعودية بإعان أنها على استعداد لشراء املياه من أية دولة بها<br />
فائض مائي، وتعدى هذا األمر إلى شراء األراضي أو تأجيرها،<br />
السيما يف القارة اإلفريقية، مع توجه السياسات اإلفريقية نحو<br />
االستقرار السياسي والتنمية االقتصادية.<br />
ولهذا رأت دول اخلليج أن تدفع مواطنيها وشركاتها لاستثمار<br />
الزراعي صوب دول حوض النيل، وعقد اتفاقيات شراكة مع<br />
عدد من التجمعات االقتصادية اإلفريقية، مثل الكوميسا التي<br />
تضم 19 دولة إفريقية يف شرق وجنوب القارة. وتداعت إلى عقد<br />
مؤمتر االستثمار اخلليجي اإلفريقي األول بالرياض، يف أبريل<br />
2010م، مبشاركة سبع دول إفريقية منها تنزانيا، وكينيا، والكونغو<br />
الدميقراطية. ونظمت غرفة جتارة وصناعة الشارقة، يف فبراير<br />
2009م، لقاءات يف كل من كينيا وإثيوبيا، بهدف تطوير العاقات<br />
الثنائية يف مختلف املجاالت، وأهمها املجاالت االقتصادية<br />
والتجارية واالستثمارية، والبدء يف مشاريع ومبادرات بني رجال<br />
األعمال والهيآت االقتصادية، وتشجيع التبادل التجاري على<br />
نطاق واسع، وكذا يف املجال الزراعي.<br />
وتستحوذ كل من اإلمارات والسعودية على أكثر من %40<br />
من التدفقات الواردة إلى إفريقيا من الدول العربية. وتصدرت<br />
اإلمارات مجموعة الدول العربية يف هذا املجال، بقيمة 10.5<br />
مليار دوالر، وبحصة بلغت %21,6، تليها السعودية يف املركز<br />
الثاني بقيمة 9,3 مليار دوالر، وبحصة بلغت %19,2.