index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مقال<br />
العدد<br />
109<br />
2016 www.araa.sa<br />
يوليو 57<br />
العدد ملف<br />
والسكر والزبدة واأللبان ومنتجاتها، حتى عادت األزمة بعنف<br />
مرة أخرى عام 2010م، مبا أيقظ الوعي العام لدى احلكومات<br />
بخطورة موقف األمن الغذائي للمنطقة العربية حيث أستنفذ<br />
ارتفاع أسعار الغذاء وحده )وليس ثمن الغذاء( أكثر من %1 من<br />
الناجت احمللي للدول العربية. تكرار نوبتني الرتفاع أسعار الغذاء<br />
خال عامني فقط لفتت االنتباه بشدة إلى أهمية األمن الغذائي<br />
وتوفير متطلبات الدول من غذائها بعيدًا عن مضاربات املجرمني<br />
يف بورصات الغذاء العاملية وسيطرة البعض على أسعار الغذاء<br />
بسبب االحتكارات وتعمد تعطيش األسواق ألن األمر قد يصل<br />
بنا إلى أن يكون النفط مقابل الغذاء، بل أن بعض الدول رفعت<br />
شعار أن مياه اليوم هي بترول الغد وهي أيضً ا ذهب وباتني<br />
بعد الغد. ثم يأتي دخول تغير املناخ يف احلسابات وأضافته<br />
ألهمية مضاعفة لألمن الغذائي مع التوقعات بنقص محصول<br />
احلاصات االستراتيجية بنسب تتراوح بني 10 إلى %20 خاصة<br />
يف املنطقة العربية مع احتماالت يقينية بتحرك األمطار شماالً<br />
وتراجعها على أغلب الدول العربية.<br />
نتيجة لكل ما سبق اجتهت األنظار عامليًا وعربيًا إلى دول<br />
الوفرة الزراعية لكل من املياه والترب الزراعية خاصة يف الدول<br />
منخفضة الكثافة السكانية سواء يف دول جنوب آسيا أو شرق أوروبا<br />
أو بعض دول األمريكيتني ثم أخيرًا القارة البكر إفريقيا حيث أقل<br />
النسب الستغال املتاح من املياه ومن الترب الزراعية والبحث<br />
عن جذب استثمارات خارجية تنهض مبستوى املعيشة للفقراء<br />
من السكان حيث تعتبر القارة السمراء هي األكثر يف عدد الدول<br />
التي تعاني من الفقر واجلوع بينما متثل القارة اآلسيوية الكثافة<br />
األكبر لعدد الفقراء يف العالم. بدأ الرصد العاملي للزراعة يف<br />
اخلارج والدول التي تعرض أراضيها لاستثمارات الزراعية وهي<br />
منتشرة يف قارات الدنيا اخلمس بدءًا من األمريكيتني ثم شرق<br />
أوروبا وروسيا وبلدان البحر األسود وصوال إلى آسيا وإفريقيا.<br />
ففي أمريكا اجلنوبية كانت األرجنتني األكثر جذبًا لاستثمارات<br />
الزراعية ثم كندا يف أمريكا الشمالية، ثم يف القارة اآلسيوية<br />
كانت كمبوديا وإندونيسيا والوس وميامنار، ثم يف القارة اإلفريقية<br />
التي تصنف باملارد النائم أو سلة غذا العالم يف املستقبل كانت<br />
االستثمارات الزراعية وفيرة يف موزمبيق ومدغشقر وإثيوبيا<br />
وتنزانيا والسودان وجوب السودان والسنغال ومالي والكاميرون<br />
والكونغو وكينيا وغانا.<br />
القارة السمراء كانت األكثر جذبًا لاستثمارات العاملية<br />
بسبب وفرة األراضي واملياه مبختلف أنواعها سواء األمطار أو<br />
املياه اجلوفية القريبة أو األنهار والبحيرات العذبة، باإلضافة<br />
إلى وفرة األراضي الزراعية غير املستغلة وانخفاض أسعارها<br />
أو طرحها باملجان يف بعض األحيان بسبب ما تعانيه هذه الدول<br />
من الندرة التقنية واالقتصادية أي غياب أصحاب التخصصات<br />
املختلفة يف الزراعة والري واستخدامات املياه وأيضً ا غياب<br />
رأس املال واالعتمادات املالية الازمة لزراعة األراضي الوفيرة<br />
وأيضً ا لتوفير البنية األساسية الزراعية.<br />
تصنف موزمبيق على أنها الدولة األكثر جذبًا لاستثمارات<br />
الزراعية األجنبية بنحو 14 مليون هكتار ويسيطر على أغلب<br />
االستثمارات الزراعية بها اليابان والبرازيل، ثم تأتي مدغشقر<br />
ثانيًا باستثمارات زراعية جتاوزت 1.4 مليون هكتار أغلبها<br />
استثمارات يف زراعات الذرة وزيت النخيل وأغلبها استثمارات<br />
كورية باإلضافة إلى سيطرة االستثمارات األوروبية حديثًا<br />
بنسبة %70 مقابل %19 آسيوية وفقط %11 شرق أوسطية<br />
)دراسة جلامعة أكسفورد عام 2015م، عن االستغال الزراعي<br />
ألراضي إفريقيا(. تأتي إثيوبيا بعد ذلك بسبب مشروعاتها<br />
للتوسع يف إقامة السدود على أنهارها العديدة وجتذب حتى<br />
اآلن استثمارات لنحو 1.5 مليون هكتار ومثلها يف قوائم<br />
االنتظار وأغلبها استثمارات صينية وهندية وتنافسها من بعد<br />
االستثمارات اخلليجية. ثم تأتي السودان ومعها أيضً ا جنوب<br />
السودان واللتان أصبحتا من الدول اجلاذبة لاستثمارات<br />
خاصة الكورية )صاحب أكبر مصنع إلنتاج اإليثانول يف<br />
أفريقيا واملقام يف اخلرطوم( والهندية والصينية ثم اخلليجية،<br />
وميكن جلنوب السودان أن تكون من أكثر مناطق القارة جذبًا<br />
لاستثمارات يف مجال الثروة احليوانية لوفرة أراضي املروج<br />
والغابات واملستنقعات وتليها مناطق األراضي السودانية ثم<br />
اإلثيوبية وإن كان يعيب األخيرة عدم وجود نظام رعاية بيطرية<br />
أو تطعيمات وأمصال لضمان سامة الثروة احليوانية وسامة<br />
الغذاء باإلضافة إلى تكرار تعرض العديد من مناطقها للجفاف<br />
والقحط كما هو حادث حاليا ولتسع سنوات متصلة واالعتماد<br />
على الزراعة املطرية بنسبة تتراوح بني – 85 %90 وبالتالي<br />
فهي تتطلب استثمارات مالية كبيرة للتحول للزراعة املروية<br />
األقل مخاطرة وأيضا الوفيرة احملصول.<br />
وبسبب قرب شرق القارة األفريقية من السواحل واملوانئ<br />
اخلليجية فإنها تستأثر مبعظم االستثمارات اخلليجية للمملكة<br />
جنوب السودان األكثر جذبًا لالستثمار يف الثروة الحيوانية لوفرة<br />
األراضي والغابات والمستنقعات وتليها السودان