index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
index.php?option=com_html5flippingbook&task=getpdf&id=31&filename=magazine109
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مقال<br />
العدد<br />
109<br />
2016 www.araa.sa<br />
يوليو 53<br />
العدد ملف<br />
االونكتاد لعام 2014م، ما يقرب من 2200 شركة تعمل يف دول<br />
إفريقيا جنوب الصحراء، وارتفعت التبادالت التجارية بني<br />
الطرفني بحيث بلغت التجارة مع الصني نسبة %25 من إجمالي<br />
التجارة اإلفريقية. وساعد الصني على ذلك استثماراتها يف مجال<br />
البنية التحتية والطاقة وتطوير عدد من املوانئ لتسهيل عمليات<br />
النقل والتبادل التجاري مثل تطوير ميناء المو الكيني.<br />
وقامت تركيا باستضافة القمة التركية اإلفريقية يف 2008،<br />
والتي تاها إنشاء مكاتب جتارية لها يف 22 دولة إفريقية. أما<br />
إيران، فقد ركزت على منطقة شرق إفريقيا من خال إنشاء فرع<br />
لرابطة الثقافة والعاقات اإلسامية اإليرانية بها، وقامت بتسيير<br />
خط بحري منتظم بني ميناء بندر عباس اإليراني وميناء ممباسا<br />
الكيني. كما أنشأت منتدى التجارة اإليراني اإلفريقي، ودعت<br />
إلى إنشاء سوق جتارية إفريقية آسيوية تكون هي مركزها. من<br />
جانب أخر نشطت إسرائيل لتطوير عاقاتها ونفوذها مستغلة<br />
يف ذلك ظروف جمود العاقات العربية اإلفريقية واألزمات التي<br />
تعرضت لها. فركزت على املعونات الفنية والتعليم التكنولوجي،<br />
وأولت اهتمامًا خاصً ا لتدريب الكوادر العسكرية واالستخباراتية.<br />
ثالثًا: آفاق العالقات الخليجية اإلفريقية<br />
ال تبدأ العاقات اخلليجية اإلفريقية من فراغ، فباإلضافة إلى<br />
الصات التاريخية التي مت اإلشارة، فإن بعض الدول اخلليجية<br />
كالسعودية متارس سياسة إفريقية نشطة، ومن الضروري<br />
تطويرها وتنشيطها يف إطار خليجي. ويف هذا السياق، ميكن<br />
التأكيد على العناصر التالية:<br />
1- تحديد اإلطار السياسي واألخالقي للتعاون، فطرح مؤمتر الكويت<br />
عدة مفاهيم ميكن البناء عليها كمفهوم الشراكة االستراتيجية بني<br />
الطرفني، وشركاء يف التنمية واالستثمار، فأي تعاون يف الوقت الراهن<br />
له أسسه ومبرراته وال ميكن اختزاله يف املساعدات االقتصادية.<br />
وعلى سبيل املثال، فإن جتارب التعاون الدولي اليوم تتأسس على<br />
أن هدفها هو املشاركة يف بناء مستقبل أفضل لكل األطراف. وهذا<br />
املستقبل يتضمن بالطبع التنمية االقتصادية واالرتفاع مبستويات<br />
النمو واملعيشة، ويتضمن أيضً ا العدالة يف توزيع عوائد التنمية،<br />
واحترام حقوق اإلنسان، وتأكيد قيم املواطنة واملساواة، وتعزيز الثقة<br />
والتفاهم بني الشعوب، وأنه يقوم على املصالح املشتركة واملنافع<br />
املتبادلة بني األطراف دون ربطها باتخاذ مواقف مع أو ضد أطراف<br />
أخرى، ويف إطار من الندية والتكافؤ.<br />
كما أن التعاون الدولي اليوم ال تقتصر أطرافه على احلكومات<br />
والهيآت الرسمية، وإمنا يشمل أطراف أخرى كاجلامعات ومراكز<br />
البحوث والغرف التجارية واجلمعيات األهلية. وهكذا، فإنه<br />
يهدف إلى تنمية رأس املال االجتماعي الذي يعتمد على قدرات<br />
البشر وتعليمهم وخبراتهم. وأخيرًا، فبفعل التداخل بني الداخل<br />
واخلارج، فإن التعاون الدولي يرتبط ارتباطً ا وثيقًا بخطط التنمية<br />
االقتصادية واالجتماعية واإلنسانية يف الدول أطراف التعاون.<br />
2- إيجاد اإلطار المؤسسي للعالقات، فمن األهمية مبكان أن تنتظم<br />
هذه العاقات يف أطر مؤسسية، وذلك من خال إقامة جلان للتعاون<br />
املشترك لتنظيم العاقات مع عدد من الدول الرئيسية اإلفريقية، وإن<br />
كان يعيب هذا التصور غياب إطار جماعي للعاقات مثل املؤمترات<br />
التي تنظمها الواليات املتحدة وفرنسا والصني والهند وتركيا، والتي<br />
توجه الدعوة فيها إلى جميع الدول اإلفريقية.<br />
وقد يكون من املتصور يف هذا الشأن إما أن يتم التعاون<br />
يف إطار جماعي يتم تنظيم العاقات فيه بني مجلس التعاون<br />
اخلليجي من ناحية، واالحتاد اإلفريقي من ناحية أخرى، أو أن<br />
تقوم اململكة العربية السعودية بالدعوة إلى مثل هذا اللقاء أسوة<br />
بالدول التي مت اإلشارة إليها على أن يكون انعقاد هذا املؤمتر<br />
بصفة دورية، وأن تُدعى للمشاركة يف مداوالته بقية الدول<br />
أعضاء مجلس التعاون اخلليجي.<br />
وقد يكون املنتدى السعودي – الشرق إفريقي الذي انعقد<br />
يف أديس أبابا يف نوفمبر 2009م، أو منتدى االستثمار اخلليجي<br />
اإلفريقي الذي دعت إليه الرياض يف 2010م، وشارك فيه رؤساء<br />
كل من السنغال وبنني وأجنوال وتنزانيا وكينيا وموزمبيق والكونغو<br />
بادرة ميكن البناء عليها.<br />
ويف كل احلاالت، فإن تطوير العاقات اخلليجية اإلفريقية، ينبغي<br />
أال يبدو منافسً ا للعاقات العربية اإلفريقية، وإمنا متمم ومكمل لها.<br />
3- واقعية األهداف، فقد أوضحت اخلبرات السابقة أن التركيز<br />
على موضوع املساعدات املالية هو اجتاه قصير النظر، ويجعل<br />
الدول األخرى تنظر إلى الطرف اخلليجي كمصدر للمال<br />
وحسب. وتزداد أهمية هذه النقطة يف ظروف انخفاض أسعار<br />
النفط وتأثيرها على املوازنات العامة يف دول اخلليج.<br />
هناك آفاق واسعة لتطوير العاقات اخلليجية اإلفريقية:<br />
اقتصاديًا يف مجال الزراعة وإنتاج الغذاء أو الصناعة وتطوير<br />
البنية التحتية يف هذه الدول، وسياسيًا ضد األنشطة اإلرهابية<br />
والقرصنة البحرية والهجرة غير املشروعة. ولكن هذه اآلفاق<br />
ليست بدون حواجز أو عوائق منها: االجتاهات السياسية غير<br />
الصديقة جتاه الدول العربية من جانب بعض النخب اإلفريقية،<br />
وغياب اإلطار القانوني حلماية االستثمارات يف بعض الدول<br />
اإلفريقية، وغياب البنية التحتية بالنقل ومنافذ التصدير،<br />
ومواقف القوى املنافسة التي من األرجح أن يعمل بعضها ضد<br />
تطوير العاقات اخلليجية اإلفريقية.<br />
* أستاذ العلوم السياسية - جامعة القاهرة